دراسة تكشف: تدجين الحيوانات أثر سلبًا في صحة الإنسان

تحليل الحمض النووي القديم يكشف عن انتقال الأمراض من الحيوانات إلى البشر

بسام عباس

وجد باحثون أوروبيون، دليلًا مباشرًا، على أن تدجين وتربية الماشية تزامن مع ظهور الأمراض التي تنتقل عن طريق الحيوانات، مثل الطاعون والحمى الراجعة المنقولة بالقمل.

واشتبه علماء الآثار في أنه عندما بدأ البدو الرُحل في أوراسيا، في الاستقرار في مجتمعات رعوية كبيرة منذ نحو 12 ألف عام، زاد خطر انتقال مسببات الأمراض من الحيوانات إلى البشر.

الحمض النووي يكشف السر

أوضح موقع Science Alert، في تقرير نشره اليوم الأحد 29 أكتوبر 2023، أن فريق بحث مكون من علماء جامعات دنماركية وسويدية وبريطانية، وضع فرضية جديدة بشأن انتقال مسببات الأمراض من الحيوانات إلى البشر، وذلك باستخدام التطورات الحديثة في تحليل الحمض النووي القديم.

أضاف أن فريق البحث الدولي بقيادة عالم الجيولوجيا في جامعة كوبنهاجن، مارتن سيكورا، حدد العديد من الجينات التي تنتمي إلى الميكروبات، من خلال غربلة 405 مليارات تسلسل حمض نووي جمعها الفريق من 1313 بقايا بشرية قديمة من جميع أنحاء أوراسيا.

التحول إلى المجتمعات الزراعية وانتشار الأمراض

ذكر الموقع أن البحث الجديد قدم تفاصيل دقيقة لجدول زمني مدته 12 ألفًا و500 عام حول ظهور وانتشار الأمراض البشرية الرئيسة، وفي حين أن العديد من الميكروبات التي تصيب البشر ظلت ثابتة طوال فترة العينة، فإن الأمراض الحيوانية المنشأ لم تكتشف إلا منذ حوالي 6 آلاف و500 عام.

وأضاف أن البكتيريا المسببة للطاعون، في القوارض الصغيرة والبراغيث، والعامل المسبب للحمى الراجعة في القمل، لم يكن من الممكن اكتشافهما في البقايا البشرية حتى قبل حوالي 6 آلاف عام، الذي يتزامن إلى حد كبير مع العصر الحجري القديم، والتحول من مجتمعات الصيد وجمع الثمار إلى المجتمعات الزراعية.

وأوضح أن زيادة الأمراض الحيوانية المنشأ لم يكن نتيجة للتفاعلات المباشرة بين الإنسان والحيوان فقط، بل يمكن أن ينبع من حقيقة أن تزايد كثافة السكان في المجتمعات البشرية أدت إلى تراجع النظافة وتزايد الآفات مثل القوارض والبراغيث والقمل والقراد.

زيادة الأمراض المعدية

أفاد الموقع، أن نظرية فريق البحث تفترض أن يكون رعاة السهوب من خلال اختلاطهم المستمر مع الحيوانات، طوروا بعض المناعة ضد بعض الأمراض الحيوانية المنشأ، وأن انتشارهم حمل هذه الأمراض غربًا وشرقًا، ما أدى إلى وفاة العديد من الأشخاص في أوروبا نتيجة للهجرة البشرية.

وهو ما يعكس ما حدث لاحقًا للسكان الأصليين في أماكن أخرى من العالم أثناء الاستعمار الأوروبي، ومع تزايد كثافة المجتمعات البشرية، انطلقت مسببات الأمراض الحيوانية المنشأ، وتحولت الفاشيَّات المتوطنة إلى أوبئة، ويشتبه الباحثون في انتشارها نتيجة لزيادة الازدحام وسوء النظافة أو الحرب أو الهجرات القسرية أو الفقر أو المجاعة.

وقال فريق البحث إن خريطتهم توفر “دليلًا قويًا” على أن التحول الكبير في نمط حياة الإنسان منذ آلاف السنين أدى في النهاية إلى زيادة الأمراض المعدية حيوانية المصدر، والتي أثرت بشكل سلبي على صحة الإنسان في العالم أجمع.

ربما يعجبك أيضا