دراسة تكشف عن تأثير خطير لتنفس الهواء الرديء في الأطفال

حذرت دراسة بريطانية من أن الجسيمات الصغيرة المتطايرة في الهواء تمثل مصدر قلق كبير، لأنها قد تنتقل من الجهاز التنفسي إلى الدماغ.

وأفادت الدراسة، التي أجرتها جامعة إيست أنجليا البريطانية، أنه من دون اتخاذ تدابير وقائية، سيكون لهذا الهواء الرديء تأثيرًا سلبيًّا في نمو دماغ الأطفال على المدى الطويل، ما يؤثر في حياتهم المستقبلية.

تأثير شديد في العائلات

قال موقع ساينس ديلي، في تقرير نشره يوم الثلاثاء الماضي 26 إبريل 2023، أن الدراسات السابقة لم تفلح في اكتشاف العلاقة بين نوعية الهواء الرديئة والمشاكل الإدراكية لدى الأطفال، فعندما يكون نمو الدماغ في ذروته يكون حساسًا خصوصًا للسموم، لافتًا إلى أن الدراسة الحالية هي الأولى التي تكشف عن هذه العلاقة.

وقال كبير الباحثين في كلية علم النفس في جامعة إيست أنجليا البريطانية، البروفيسور جون سبنسر، إن هذه الدراسة كشفت عن أن نوعية الهواء الرديئة مرتبطة بالعجز الإدراكي لدى الأطفال، وكذلك بالمشاكل العاطفية والسلوكية، التي قد يكون لها تأثير شديد في العائلات.

أجهزة لمراقبة جودة الهواء

تأثير نوعية الهواء

ذكر الموقع العلمي أن فريق البحث تعاون مع مختبر تمكين المجتمع في لكناو بالهند، وهو منظمة عالمية للبحوث الصحية والابتكار تعمل مع المجتمعات الريفية للمشاركة في العلوم تعاونيًّا، لإجراء أبحاث على عائلات من خلفيات اجتماعية واقتصادية مختلفة في المناطق الريفية بالهند، لاكتشاف تأثير نوعية الهواء في إدراك الأطفال.

وأضاف أن فريق البحث قيَّم الذاكرة العاملة المرئية وسرعة المعالجة البصرية لـ215 رضيعًا باستخدام مهمة إدراكية مصممة خصيصًا من أكتوبر 2017 إلى يونيو 2019، وذلك في ولاية أوتار براديش، إحدى الولايات الهندية، التي تأثرت بجودة الهواء الرديئة.

العلاقة بين نوعية الهواء وضعف الإدراك

أفاد الموقع بأن الفريق استخدم أجهزة لمراقبة جودة الهواء في منازل الأطفال، لقياس مستويات الانبعاث وجودة الهواء، وأخذ في الحسبان الوضع الاجتماعي والاقتصادي للأسرة، فعلى إحدى الشاشات، عُرضت مربعات ملونة وامضة وتتكرر كما هي بعد كل “وميض”، أما على الشاشة الثانية، فيتغير مربع ملون واحد بعد كل وميض.

استخدام أجهزة لمراقبة جودة الهواء

وقال سبنسر إن هذه التجربة تكشف ميل الرضيع إلى النظر بعيدًا عن شيء مألوف بصريًّا، نحو شيء جديد. وأن فريق البحث ركز على ما إذا كان بإمكان الأطفال اكتشاف الجانب المتغير ومدى نجاحهم، وجعل المهمة أكثر صعوبة من خلال تضمين المزيد من المربعات على كل شاشة.

وأضاف أن هذا البحث يكشف للمرة الأولى عن وجود علاقة بين نوعية الهواء الرديئة وضعف الإدراك البصري، خلال العامين الأوليين من حياة الأطفال، عندما يكون نمو الدماغ في ذروته، لافتًا إلى أن هذه الآثار قد تستمر لسنوات طويلة، ما يؤثر سلبًا في عملية النمو.

تحسين جودة الهواء

أوضحت الدراسة الجديدة أن الجهود العالمية لتحسين جودة الهواء قد يكون لها فوائد للقدرات المعرفية الناشئة للرضع، ما سيكون له سلسلة من التأثيرات الإيجابية، لأن الإدراك المعزز قد يؤدي إلى تحسين الإنتاجية الاقتصادية على المدى الطويل، وتقليل العبء على أنظمة الرعاية الصحية والصحة العقلية.

وأفاد الموقع العلمي بأن الحكومة الهندية أطلقت برنامجًا رائدًا على المستوى الوطني يسمى “أوجوالا يوجانا”، لتوفير الغاز المسال للنساء تحت خط الفقر في جميع ولايات الهند، تمشيًّا مع هدف تحسين صحة الأم والطفل.