اكتشاف علاقة لأمراض القلب.. هل تنتهي اضطرابات النوم قريبًا؟

بسام عباس
أزمة قلبية

حدد العلماء، للمرة الأولى، علاقة مباشرة بين أمراض القلب واضطرابات النوم، في دراسة جديدة أجروها على الفئران والأنسجة البشرية.

ويعتقد فريق العلماء الذي يقوده أستاذ علم العقاقير والسموم في الجامعة التقنية في ميونيخ، ستيفان إنجلهارت، أن أبحاثهم الجديدة ستمهد الطريق لتطوير عقاقير جديدة، لعلاج اضطرابات النوم التي تسببها أمراض القلب.

انحراف عن المسار

كشفت الدراسة التي نشرتها مجلة ساينس، يوم الخميس 20 يوليو 2023، عن أن أمراض القلب تعرقل إنتاج هرمون النوم الميلاتونين في الدماغ، بسبب تلف مجموعة من الأعصاب التي تتصل بكلا العضوين، وهي أعصاب العقدة الرقبية العلوية (SCG).

ولأن الأعصاب التي تنشأ من العقدة الرقبية العلوية تتصل بكل من القلب والغدة الصنوبرية في الدماغ والمسؤولة عن إنتاج الميلاتونين، فإن المشكلات المتعلقة بالقلب يمكن أن تفسر سبب انحراف الميلاتونين عن مساره الصحيح في الجسم.

اقرأ أيضًا: دراسة: نشاط معصم اليد يربط بين النوم وأمراض الدماغ

مزيد من الدراسات المستقبلية

قال موقع ديلي ساينس إن المعاناة من أجل الحصول على نوم هادئ مريح تعد أحد الآثار الجانبية الشائعة لأمراض القلب، ويعاني نحو 73% من المصابين بقصور القلب من أعراض الأرق. ووجدت دراسات سابقة مستويات منخفضة للميلاتونين لدى المصابين بأمراض القلب، دون معرفة السبب.

وشبَّه كبير مؤلفي الدراسة، إنجلهاردت، هذه المشكلة بصندوق تبديل كهربائي، ففي حالة مريض القلب الذي يعاني اضطرابات في النوم، يمكن أن تشبه المشكلة أن أحد الأسلاك تسبب في اندلاع حريق بصندوق التبديل وانتقل إلى سلك آخر.

وأشادت الأستاذة المساعدة في العلوم الطبية في جامعة كولومبيا، بروك أجروال، بالدراسة التي لم تشارك فيها، مشيرة إلى أنها تقدم آلية جديدة تساعد على تفسير كون المصابين بأمراض القلب أكثر عرضة لاضطرابات النوم، داعية إلى المزيد من الدراسات والتجارب السريرية للعلاجات الناشئة عن هذه الآلية.

اقرأ أيضًا: دراسة: النوم 10 مساء يقلل احتمال الذبحة الصدرية

تجارب على الفئران

حلل فريق البحث عينات من أنسجة المخ البشري، مأخوذة من مرضى القلب المتوفين ومن أشخاص غير مصابين بأمراض القلب، وكشف هذا التحليل عن انخفاض عدد الألياف العصبية، أو المحاور العصبية في العقدة الرقبية العلوية، وتضخمها لدى من يعانون أمراض القلب مقارنة مع مجموعة التحكم.

وفي تجارب الفئران، وجد الفريق أن خلايا البلاعم المناعية، التي تلتهم الخلايا المريضة والمتضررة، كانت موجودة في العقدة الرقبية للفئران المصابة بأمراض القلب، وأصيبت أعصابها بالالتهاب والتندب، وكان لدى الفئران أيضًا عدد أقل من المحاور في غددها الصنوبرية وكمية أقل من الميلاتونين بدمائها.

ووجد الفريق أن إعطاء الميلاتونين للفئران أدى إلى عكس هذا الاضطراب تمامًا، وعند استخدام الأدوية لتدمير الخلايا التالفة في العقدة الرقبية العلوية للفئران، عادت مستويات الميلاتونين لديها إلى طبيعتها.

هل سيكون العلاج فعَّالًا؟

قال موقع ديلي ساينس إن النتائج تتطلب مزيدًا من الدراسات، للكشف عن الآليات التي تدفع الخلايا المناعية إلى العقدة الرقبية العلوية، ويتضمن ذلك دراسة الخلايا العصبية التي تربط القلب والحبل الشوكي، إضافة إلى بروتينات النقل التي تسمى السيتوكينات.

وأوضح إنجلهاردت أن من المهم الحصول على دليل في تجربة سريرية عشوائية لتحديد ما إذا كان الميلاتونين العلاجي فعَّالًا في علاج اضطرابات النوم لدى مرضى القلب المزمن. وإذا ثبتت فاعليته، سيتخلص العديد من المرضى من الآثار الجانبية غير الضرورية للحبوب المنومة العادية.

اقرأ أيضًا: دراسة تكشف عن علاقة التغيرات المناخية بجودة النوم

ربما يعجبك أيضا