دراسة جديدة: القلق يؤثر على الرجال أكثر من النساء

كشفت دراسة ألمانية حديثة عن الضغوط التي فرضتها جائحة فيروس كورونا على الرجال والنساء، من الناحية الاجتماعية والاقتصادية والصحية.

وكان الموضوع الرئيس للدراسة يدور عن القلق، خصوصًا علاقته بالمخاوف المتعلقة بالعمل والصحة ونوعية الحياة في أثناء فترة الجائحة، وسعت لاكتشاف اختلاف تأثيرها في الرجال والنساء.

النساء يستفدن من الدعم

قال أستاذ علم الأعصاب الاجتماعي بمستشفى جامعة فورتسبورج الألمانية والمؤلف المشارك في الدراسة، جريت هاين، إن “القلق يزداد لدى الرجال بسبب المخاوف بشأن الوظيفة، وهو تأثير لا يظهر عند النساء، بالتوازي مع زيادة مخاوفهن بشأن العائلة والأصدقاء”.

وذكر موقع Study Finds، في تقرير نشره أمس الخميس 15 فبراير 2024، أن النساء استجبن بنحو أكثر إيجابية للدعم الذي تلقينه من أحبائهن خلال الأوقات العصيبة، وشعرن بتحسن في نوعية حياتهن، وهو شعور كان أقل بروزًا بين الرجال.

مسار الدراسة

استخدم الباحثون جزءًا من دراسة (STAAB) التي استهدفت أمراض القلب والأوعية الدموية، وطبقوها في أثناء الوباء لقياس آثاره النفسية والاجتماعية، وملأ 2890 مشاركًا، و1520 امرأة و1370 رجلًا تتراوح أعمارهم بين 34 و85 عامًا، استبيانًا شاملًا للصحة العقلية، والدعم الاجتماعي، وضغوط العمل، وقيود الاتصال، والمخاوف المالية.

وأوضحت الدراسة، التي نشرتها مجلة (Scientific Reports)، أن الباحثين، لفك تشفير هذه الكمية الهائلة من البيانات، استخدموا تقنية تحليل الشبكة، التي تتيح التمثيل البصري للعوامل المختلفة وكيفية ترابطها، وهو أسلوب يوفر فهمًا أوضح للعلاقات المعقدة، خاصة بين أعراض الاضطرابات النفسية المختلفة.

القلق والتوتر يؤثران على القلب والصحة العقلية والنفسية

المعايير الجنسانية التقليدية

ذكر الموقع العلمي أن فريق البحث لاحظ أن ارتباط الرجال الأكبر بمخاوف العمل، وكان ارتباط المرأة الأعمق بالعائلة والأصدقاء، ما يمكن عزوه إلى المعايير الجنسانية التقليدية، فالرجال يواجهون ضغوطًا نفسية أكبر بسبب انعدام الأمن الوظيفي، وتعاني النساء ضغوطًا متزايدة عندما يعتقدن أنهن يهملن واجباتهن العائلية.

وأضاف أن الدعم المقدم من العائلة والأصدقاء لتعزيز رفاهية المرأة يتماشى مع الدور التقليدي للأنثى، مع التركيز على الروابط الاجتماعية الوثيقة وطلب الدعم للتخفيف من التوتر.