دراسة لـ”مركز فاروس” تناقش إشكاليات حزب التحرير السوداني

يوسف بنده

يثير وجود حزب التحرير في الداخل السوداني الكثير من الإشكاليات، على رأسها الطبيعة غير المتجانسة بين طرحه الفكري والأيديولوجي وبين الحالة المجتمعية الدينية داخل السودان.


ناقشت دراسة لمركز فاروس للاستشارات والدراسات الاستراتيجية، أجندة أحد الفاعلين في الشارع السوداني تحت عنوان “حزب التحرير السوداني.. راديكالية الفكر والإشكاليات”.

أعد الدراسة الكاتب والباحث في الحركات الإسلامية مصطفى زهران، عارضًا ما يحمله حزب التحرير في السودان من أفكار، وما يمثله من انقلاب فكري وأيديولوجي يسعى إليه ويطمح نحو تكريسه داخل البنى المجتمعية للدول التي ينشط فيها، موظِّفًا السياقات السياسية والدينية داخلها، وما يعتريها من تقلبات واضطرابات.

الدعوة إلى الخلافة

لحزب التحرير تعريف خاص به يختلف عن غيره من الحركات الإسلامية الأخرى وذلك بوصف نفسه بـ”الحزب السياسي” رغم كونه لا يعترف بفكرة الأحزاب السياسية على إطلاقها وتحريمه لها.

ومع ذلك مزج بين فكرة الحزبية كما هي في مخيلته العقدية – والإسلامية، على أن تكون مهمته الرئيسة: “اتخاذ الإسلام قضيته من أجل إعادة الخلافة الإسلامية والحكم بما أنزل الله”، ومن أجل ذلك وضع الحزب على عاتقه مهمة إنهاض الأمة الإسلامية وما سماه بالانحدار الشديد الذي وصلت إليه، وتحريرها من أفكار الكفر، وأنظمته، وأحكامه، ومن سيطرة الدول (الكافرة) ونفوذها.

ما بعد “البشير”

كان (حزب التحرير الإسلامي – ولاية السودان) من بين الفواعل السياسية والدينية التي برزت أدوارها النشطة عقب الإطاحة بالبشير، ورغم أن هذا الحزب يعود وجوده لما قبل الإطاحة بالرئيس البشير إلا أن حضوره أخذ في الصعود بشكل كبير عن سابقه بدرجة أكبر موظفًا الفراغات القائمة على أكثر من صعيد.

والمشهد الضبابي الذي يلف مستقبل السودان تحدوه رغبة في أن يحجز مكانًا له في واقع بدا يتشكل ولم تتبلور ملامحه منذ ذلك التاريخ وحتى اللحظة.

الوضع الحالي

نظر الحزب إلى الحكومة الانتقالية الجديدة التي تشكلت عقب الإطاحة بالبشير على كونها عميلة للغرب (الكافر) وأنها ماضية إلى إفقار وإذلال السودانيين إرضاءً مرة أخرى كما فعل أسلافهم لصندوق النقد الدولي، فلا فرق لدى الحزب بين معتز موسى رئيس الوزراء في نظام البشير السابق، وعبدالله حمدوك في الحكومة المدنية الانتقالية الجديدة.

وكان الحزب من أوائل الذين هاجموا الحكومة الانتقالية بشقيها المدني والعسكري، وارتأوا أنهم لم يصلوا إلى السلطة لحل المشكل السوداني فهم غير معنيين بمصالح الناس لكونهم من وجهة نظر الحزب وكلاء الكافر المستعمر وهو ما يجب التحرر منه.

النشاط الدعوى

استطاع الحزب التوغل في الأوساط الطلابية، فنشط دعويًا على مساحات كبرى مجتمعيًا وشعبيًا بمناطق وأقاليم البلاد المختلفة بدعوى إيجاد الرأي العام الواعي لأحكام الإسلام ومعالجاته المتعلقة بأنظمة الحياة المختلفة، التي تناولت أزمة الحكم والصراع الدولي وموضوعات أخرى فرضية محاسبة الحاكم بوصفها واجبًا أوجبه الله.

ونجح الحزب في تجذير الحزب نفسه وسط العمل الطلابي وأنشطته، وعملت الجامعات على توسيع قاعدته بضخ العديد من الكوادر الطلابية لضمان استمراريته.

حزب التحرير وسد النهضة

يرى حزب التحرير أن سد النهضة الإثيوبيو محاولة من اليهود لبسط نفوذهم وسيطرتهم على مصر والسودان، وأن المشروع بالأساس جاء بتخطيط وإيعاز من الكيان اليهودي وهو مشروع أمريكي قديم يهدف لإطلاق أيديهم لإشعال حرب مياهٍ بالمنطقة، فتأتي هي لإدارة الأزمة كعادتها.

للاطلاع على التقرير الأصلي، اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا