دعم إسرائيل ودعوة إلى ضبط النفس.. ما حقيقة الموقف الغربي من حرب غزة؟

رؤية
الصراع في غزة

ما حقيقة الموقف الغربي من الصراع؟


في تقرير لها، قالت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، إن إسرائيل تستعد لاجتياح بري لقطاع غزة واصفةً إياه بأنه “يبدو أن لا مفر منه” ردًا على هجوم الـ7 من أكتوبر غير المسبوق. 

يأتي ذلك في ما تتوافد موجات من الدبلوماسيين والسياسيين الغربيين، إلى القدس، وحسب تقرير الصحيفة البريطانية فإن الوفود الغربية لديها رسائل معقدة وربما متناقضة.. فكيف حاولت فاينانشال تايمز إظهار قدر من الإتزان في الموقف الأوروبي؟ وهل عبر الواقع عن ذلك؟ 

رسائل إلى إسرائيل

يزعم تقرير الصحيفة الغربية أن الوفود الأجنبية الداعمة لإسرائيل تحثها أيضًا على ضبط النفس، وهو ما ستطرحه، وهناك بعض القلق بشأن زيارة رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي إلى إسرائيل، أورسولا فون دير لاين، في الوقت الذي تحث فيه الاحتلال الإسرائيلي سكان غزة على مغادرة شمال القطاع.

 ومكمن القلق هنا، وفق التقرير المنشور أمس الجمعة 13 أكتوبر 2023، هو أن رئيسة المفوضية الأوروبية قد تبدو وكأنها تؤيد الضربات العسكرية التي تتسبب في سقوط أعداد كبيرة من الضحايا من المدنيين. 

حسب التقرير يقول أحد دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي: “ربما نكون على وشك رؤية عملية تطهير عرقي واسعة النطاق”، ويرى آخر “إنه كان ينبغي على الاتحاد الأوروبي أن يستجيب لدعوات الأمين العام للأمم المتحدة لإسرائيل لاحترام القانون الإنساني الدولي”.

ما سبب الزيارات المتتالية لإسرائيل؟ 

 في تسويغ التقرير للزيارات الأوروبية المتتالية لإسرائيل، يردف بأن البعض في بروكسل يرى أن إيصال الرسائل للإسرائيليين وجهًا لوجه أفضل من إبداء التصريحات عبر منصات التواصل الاجتماعي. 

وكانت الزيارات الغربية قد تركت انطباعًا بأن لدى الاحتلال كل الحق في ما يفعل خاصةً مع تجاهل ما يحدث في قطاع غزة مقارنةً بالتعاطف الكبير مع الإسرائيليين، رغم حديث منظمات دولية عن انتهاكات لحقوق الإنسان واعتداءات ترقى إلى جرائم حرب نفذها الاحتلال ضد سكان القطاع من المدنيين. 

الإضرار بالغرب 

بحسب التقرير، يقول المسؤولون الأوروبيون إنهم يركزون على ثلاثة جوانب رئيسة للصراع، أولًا القتال، ثانيًّا ردود الفعل في المنطقة، وثالثًا، التفاعل مع الأحداث خارج العالم الغربي، ويقول أحد المسؤولين في الاتحاد الأوروبي، إن “خوفنا يتمثل في أننا سندفع ثمنًا باهظًا في الجنوب العالمي بسبب هذا الصراع”.  

دونًا عن ذلك، هناك ثقة ضئيلة للغاية في العواصم الغربية بأن إسرائيل سوف تستمع إلى دعوات ضبط النفس، ويضيف أحد المسؤولين في الاتحاد الأوروبي: “أنهم يعتقدون أنهم يواجهون محرقة ثانية ويقاتلون من أجل بقاء الدولة.. أنهم لن يستمعوا إلينا”.

تناقض غربي؟  

 أبدى دبلوماسيون أوروبيون مفاجأتهم من ضآلة الاهتمام الذي أبدته الحكومة الإسرائيلية تجاه الأولوية لحياة الرهائن المحتجزين في غزة، وبعضهم من دول أوروبية، حسب التقرير. 

وكانت دول غربية ووسائل إعلامية دولية قد تعرضت لانتقادات واسعة النطاق بسبب ما اعتبره متابعون تحيز في تغطية الصراع والتعاطف المفرط مع إسرائيل وتسويغ الجرائم التي ترتكب ضد أهالي قطاع غزة لإعلان الدعم الصريح لإسرائيل، في مشهد رآه كثير من المراقبين العرب تناقض صارخ يرقى إلى درجة النفاق.

دعم أمريكي ضخم  

بعد هجوم السابع من أكتوبر على مستوطنات غلاف غزة توالت الزيارات الغربية ورسائل الدعم معنويًّا وسياسيًّا وحتى عسكريًّا، خاصةً عند الحديث عن الولايات المتحدة.

وحظى انتقام الاحتلال من قطاع غزة بدعم كبير من الولايات المتحدة والتي بعثت بشحنات عسكرية طارئة إلى إسرائيل، ولم تقف واشنطن عند هذا الحد، حيث حركت حاملة طائرات تجاه المنطقة، وتعهدت بتقديم الدعم اللوجستي والاستخباراتي للاحتلال.

وجاء هجوم الفصائل الفلسطينية الذي وُصف بالضربة التاريخية غير المسبوقة للاحتلال، بعد انتهاكات يقول حقوقين فلسطينيون إنها ممنهجة على مدار الأشهر والسنوات الماضية، وقد زادت وتيرتها مع صعود الحكومة اليمينة المتطرفة الداعمة للاستيطان. 

ربما يعجبك أيضا