ذا هيل | أزمة المهاجرين المستمرة في فنزويلا قضية عالمية

آية سيد

ترجمة – آية سيد

عندما أحيت فنزويلا ذكرى استقلالها في يوليو، أمضى حوالي ستة ملايين فنزويلي العطلة بعيدًا عن وطنهم وعائلاتهم وأصدقائهم، محاولين تلبية احتياجاتهم الأساسية، حيث هربوا من الأزمة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الحادة لبلادهم. تمتلك الأزمة وجهين: الأول هو المهاجرون الذين يغادرون إلى مستقبل مجهول، والثاني هو أولئك الذين يمكثون في بلد يتحول سريعًا إلى “دولة فاشلة”.

إن الظروف غير المستقرة التي فاقمتها الجائحة – 59% من الأسر دون طعام و86% دون خدمة مياه مستمرة – دفعت الناس للخروج، فقط ليصبحوا ضحايا للدعارة، والإتجار بالبشر، والعبودية.

لقد أصبح النزوح الفنزويلي ثاني أكبر أزمة هجرة في العالم، حيث بلغ مستويات لم نشهدها من قبل في هذا النصف من الكرة الأرضية. نحن شاكرون للثلاثين دولة التي تعهدت بأكثر من 1.5 مليار دولار في صورة منح وقروض لمساعدة المهاجرين الفنزويليين، وذلك في منتصف يونيو، لكن لا تزال الفجوة متسعة جدًّا. تحصلت خطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية 2019 و2020 فقط على 23.1% و34.8% من الأموال المطلوبة. وعلى سبيل المقارنة، كان نصيب الفرد من التمويل الذي جُمع للاجئين السوريين عشرة أضعاف الفنزويليين – 3150 دولارًا للاجئ السوري مقابل 265 دولارًا للمهاجر الفنزويلي، بناءً على أرقام 2020.

تمثل هذه الأرقام المهاجرين الفنزويليين فقط، وليس الملايين الذين يبقون في الدولة، العالقين بين قرار البقاء في المنزل، والمخاطرة بالجوع، أو المخاطرة بالإصابة بالفيروس عن طريق الخروج ومحاولة جلب الطعام. مع الأسف، في فنزويلا المتدهورة، البقاء في المنزل ليس خيارًا. يغطي الحد الأدنى للأجور 0.8% فقط من تكلفة سلة الغذاء الأساسية، بينما انخفضت الحوالات المالية إلى النصف. في المتوسط، 59% من الأسر لم تستطع الحصول على أطعمة غنية بالبروتين والأطفال هم الأكثر تأثرًا.

يفيد أحدث تقرير لـ”مراقبة سوء التغذية الحاد والأمن الغذائي للأسرة” عن أبريل-يوليو 2020، والذي نُشر في أكتوبر الماضي، أن سوء التغذية في الأطفال بلغ مستويات مُقلقة: 73% من الحالات تحدث في الأطفال تحت سن الخامسة، و20% منها معرّضة لخطر أن تصبح حادة. لا يساعد أن 51% من النساء الحوامل يعانين من سوء التغذية ولا يستطعن الحصول على الفحص الشهري السابق للولادة.

إذن ماذا بوسعنا أن نفعل؟

لقد شهدت المنظمات غير الحكومية، مثل كاريتاس الدولية، التي لا تزال تعمل في فنزويلا، تصاعد الاحتياجات الإنسانية سريعًا بينما انخفض التمويل انخفاضًا حادًا. نحن نفهم أن الجائحة أثّرت على العالم، ومن ضمنه المتبرعون القدامى. نحن ندعو المجتمع الدولي والقطاع الخاص وبنوك التنمية لمساعدتنا في تقديم المساعدة عن طريق مطابقة مستوى التمويل مع حجم المأساة الإنسانية. وعلاوة على ذلك، يجب أن نتأكد من أن هذه الجهود تشمل كل الفنزويليين، المهاجرين وأولئك الباقين في الدولة، لأن الفشل في معالجة المعاناة داخل فنزويلا يزيد من حدة أزمة اللاجئين.

إن أزمة فنزويلا الاقتصادية لها تأثير مدمر على الأطفال. يوقف سوء التغذية نموهم. إنهم يخسرون 8-10 سم من الطول بناءً على عمرهم، ويُضعف قدراتهم الإدراكية ويُسبب صدمة جسدية ونفسية. هذا الجيل لن يبلغ إمكاناته الكاملة أبدًا.

وأخيرًا، من الضروري صياغة رد شامل على الأزمة الإنسانية، مع الأخذ في الحسبان الوضع الخاص للبلد، بدلًا من الجهود المجزأة قصيرة الأمد. وفي هذا الصدد، نحن نثني على المبادرات العابرة للأطلسي التي جرى صياغتها للرد على الأزمة الإنسانية الفنزويلية. بخلاف ذلك، ستكون العواقب وخيمة، وآثار ما بعد الجائحة ستلقي بظلالها على أجيال قادمة، ليس فقط في فنزويلا، بل أيضًا في البلاد المجاورة والعالم بأسره.

للإطلاع على المقال الأصلي إضغط هنا

ربما يعجبك أيضا