اليابان ترسل ملحقًا دفاعيًّا إلى تايوان.. كيف ردَّت الصين؟

آية سيد

قررت اليابان إرسال ملحق دفاعي إلى تايوان، في خطوة يعتبرها خبراء صينيون تصعيدًا خطيرًا.


أوردت صحيفة سانكي شيمبون اليابانية أن طوكيو سترسل ملحقًا دفاعيًّا في الخدمة إلى ممثلتها في تايوان للمرة الأولى هذا الصيف.

وتأتي هذه الخطوة في سياق إعلان اليابان خطتها لزيادة الإنفاق الدفاعي بقدر كبير، خلال 5 سنوات المقبلة في وثيقة السياسة الاقتصادية السنوية، التي ذكرت للمرة الأولى إطارًا زمنيًّا للإنفاق، والقلق من التهديدات التي تواجهها تايوان، بحسب ما أوردت رويترز.

لماذا ترسل اليابان ضابطًا في الخدمة؟

نقل موقع فوكاس تايوان عن الصحيفة اليابانية أن طوكيو اعتادت إرسال ضابط متقاعد إلى جمعية التبادل الياباني التايواني التي تُعد السفارة الفعلية لليابان في تايوان، ليخدم بصفته ضابط اتصال عسكري غير رسمي. ولفتت الصحيفة إلى أن الزيادة الكبيرة في التدريبات العسكرية الصينية و”التوغلات” بالقرب من تايوان خلال السنوات الماضية، شجعت على تعيين ملحق دفاعي ياباني في الخدمة في تايبيه.

ويأتي ذلك بهدف تعزيز القدرة الاستخباراتية، وتسهيل التواصل مع تايوان. وبدافع المخاوف من أن إرسال ملحق دفاعي في الخدمة إلى تايبيه قد يثير غضب الصين، سوف يكون المرشح موظفًا مدنيًّا في وزارة الدفاع، وليس مسؤولًا عسكريًّا، بحسب ما ذكرت الصحيفة اليابانية.

رد تايوان على تعيين الملحق الدفاعي

طلب موقع فوكاس تايوان من وزارتي الشؤون الخارجية والدفاع تأكيد الخبر، لكن كلتيهما رفضت التعليق. وقال متحدث باسم وزارة خارجية تايوان إن الوزارة ليس لديها تعليق على الشؤون الداخلية لحكومة اليابان، مضيفًا أن تايوان ممتنة لليابان لتسليطها الضوء على أهمية السلام والاستقرار في مضيق تايوان في مناسبات دولية عدة.

وفي هذا الشأن، قالت وزارة الدفاع التايوانية إنها ترحب بكل أنشطة التبادل العسكري بينها وبين الدول الصديقة لها والمتعاونة معها في الشأن الأمني، بكل مستوياته، على النحو الذي يمكنها من المساعدة في تعزيز سبل السلام وفرض آليات الاستقرار الإقليميين.

تطور إيجابي

قال رئيس لجنة الدفاع الوطني والخارجي، في مجلس اليوان التشريعي، أعلى هيئة تشريعية في تايوان، لو تشي شينج، إن بلاده ليس لديها شراكة عسكرية حاليًّا مع اليابان. ولذلك رأى شينج أن هذه الخطوة ستمثل تطورًا إيجابيًّا في العلاقات اليابانية التايوانية، وتعكس الواقع الحالي والمستقبلي لمنطقة الإندوباسيفيك، المحيطين الهندي والهادئ، بحسب تقرير لصحيفة ليبرتي تايمز التايوانية.

وفي تقرير منفصل لفوكاس تايوان، رأى المحلل في معهد أبحاث الدفاع الوطني والأمن، سو تزو يون، أن هذه الخطوة ستعزز من التواصل بين البلدين بدرجة كبيرة. وقال إنه في ظل صعود القدرات البحرية للصين تصبح المياه الإقليمية لتايوان مصدر قلق لأمن الطاقة في اليابان، خصوصًا أن معظم مواردها الطبيعية تُشحن عبر الممرات المائية الواقعة بالقرب من مضيق تايوان.

كيف رأت الصين هذه الخطوة؟

بعد إعلان خطة اليابان، حذر خبراء صينيون من احتمالية أن تصبح جزيرة تايوان معقلًا استخباراتيًّا جديدًا ضد البلاد، منوّهين بأن بكين تحتاج إلى أن تكون منتبهة لتصعيد اليابان تعاونها مع حكومة تايوان، بحسب تقرير لصحيفة جلوبال تايمز الصينية. ورغم الإعلان عن أن الملحق الياباني سوف يكون موظفًا مدنيًّا، فإن الخبراء الصينيون قد وصفوا الخطوة بـ”الخطيرة” وأنها تستهدف تدمير مبدأ الصين الواحدة.

وقال مدير معهد دراسات شمال شرق آسيا بأكاديمية هيلونجيانج للعلوم الاجتماعية، دا زيجانج، إن إرسال الملحق إلى تايوان يُعد دليلًا على حدوث تحول في السياسة اليابانية. وأوضح أن هذا قد يفتح الطريق أمام إجراءات مستقبلية، من شأنها أن تجعل “التبادلات الرسمية حقيقة راسخة”.

عواقب وخيمة

نقل جلوبال تايمز عن مراقب تايواني-صيني لم تكشف هويته، أن اليابان قد تنشئ منظمة شبه رسمية في تايوان، بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية والحكومة التايوانية للتجسس على بكين، والعمل على زعزعة استقرارها. وقال “بعد استقرار الوضع في هونج كونج، أصبحت تايوان الجزيرة الوحيدة ذات الأغلبية الصينية التي يمكن أن تتحول إلى قاعدة استخباراتية ضد الصين الأم”.

ورأى خبير صيني آخر أن سبب إعلان اليابان إرسال الملحق الدفاعي قبل قمة الناتو، هو أنها تعتقد أن التوترات في منطقة آسيا-المحيط الهادئ سوف تتصاعد بعد القمة. وحذر من أن العلاقات بين الحكومة التايوانية واليابان سوف تستمر في التحسن، لافتًا إلى أن العواقب ستتجاوز “تدهور العلاقات” بين بكين وطوكيو، وقد تجعل الجانبين خصمين في حرب.

ربما يعجبك أيضا