هل يستبعد البنتاجون المغرب من مناورات «الأسد الإفريقي»؟

آية سيد
المغرب-مناورات الأسد الإفريقي

يبحث البنتاجون عن مواقع بديلة لمناورات الأسد الإفريقي، وسط ضغط من مجلس الشيوخ لحرمان المغرب من استضافة المناورات السنوية الأضخم في القارة.


يضغط مجلس الشيوخ الأمريكي لاستبعاد المغرب من استضافة مناورات “الأسد الإفريقي” أضخم مناورات القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم).

وعقدت مناورات “الأسد الإفريقي 2022″، خلال يونيو الماضي، واستضافتها 4 دول إفريقية، هي المغرب وغانا والسنغال وتونس، إلا أن البنتاجون يبحث عن مواقع بديلة، وفق تقرير لصحيفة “ديفينس نيوز“، يوم الاثنين 25 يوليو 2022.

محاولات لاستبعاد المغرب

بحسب التقرير، يقود السيناتور الجمهوري والعضو البارز في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، جيمس إنهوف، الحملة ضد استضافة المغرب مناورات الأسد الإفريقي، بسبب أزمة الصحراء الغربية المتنازع عليها.

وقال إنهوف في جلسة إقرار للمرشحين لقيادة أفريكوم وقيادة العمليات الخاصة، الأسبوع الماضي: “لقد ضغطت على البنتاجون كي يبحث عن مواقع بديلة لمناورات الأسد الإفريقي السنوية التي كان يستضيفها المغرب في السابق”.

موقف البنتاجون

في هذا الشأن، قال إنهوف إنه يشعر بالسعادة لأن وزير الدفاع، لويد أوستن، يتفق معه في هذه المسألة. وأخبر مكتب إنهوف الصحيفة أنه حصل على التزام من أوستن في اجتماع خاص بالبحث عن مواقع بديلة للمناورات السنوية التي تشارك فيها الولايات المتحدة إلى جانب 10 دول أخرى.

وفي السياق ذاته، قال المرشحان لقيادة أفريكوم وقيادة العمليات الخاصة، الجنرال مايكل لانجلي والجنرال براين فينتون، في أثناء جلسة الإقرار إنهما يتفقان مع إنهوف في البحث عن مواقع بديلة للمناورات. وقال لانجلي: “سوف أتابع هذه القضية. أنا أعلم أن البنتاجون كان يتابع المسألة. وحان الوقت كي نرى إذا كان المغرب يحقق تقدمًا.”

قانون إقرار الدفاع الوطني

في المقابل، فإن التقرير المصاحب لنسخة مجلس الشيوخ من قانون إقرار الدفاع الوطني للسنة المالية 2023، يوجه أوستن بـ”وضع خطة لتناوب ترتيبات الاستضافة والمواقع” لجميع المناورات متعددة الجنسيات، ضمن صلاحيات أفريكوم، ومن ضمنها الأسد الإفريقي، وتقديم تقرير بحلول ديسمبر المقبل.

ويخصص التقرير 10 ملايين دولار لأفريكوم من أجل “تقييم المواقع البديلة وترتيبات الاستضافة للمناورات متعددة الجنسيات مع الشركاء الأفارقة”. ويذكر التقرير أن اللجنة تؤمن بأن تنويع مضيفي هذه المناورات ومواقعها “ربما يساعد البنتاجون على توسيع الشراكات في إفريقيا، ويزيد قدرات الشركاء الأفارقة، ويعزز النفوذ الأمريكي في القارة”.

وبحسب تقرير “ديفينس نيوز”، لم تذكر نسختي مجلس الشيوخ ومجلس النواب من قانون إقرار الدفاع الوطني للسنة المالية 2023 أي شيء عن منع المغرب من استضافة المناورات.

موقف إنهوف من المغرب

لطالما كان إنهوف ناقدًا لسيطرة المغرب على الصحراء الغربية التي تضع الرباط في مواجهة مع جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر، وفق “ديفينس نيوز”. وعندما اعترف الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، بالسيادة المغربية على الصحراء بعد توقيع المغرب على الاتفاقيات الإبراهيمية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وصف إنهوف هذه الخطوة بأنها “صادمة ومحبطة للغاية”.

ومن المقرر أن يتقاعد إنهوف العام المقبل، ما يجعل شعب الصحراء يخسر واحدًا من أقوى مناصريه في الكونجرس. ولكن ربما تظل مكانة المغرب كمضيف لمناورات الأسد الإفريقي في خطر، وفق “ديفينس نيوز”.

مخاوف من تفاقم أزمة الصحراء

من جانبه، قال العضو في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، السيناتور الجمهوري مايك راوندز، إنه ينوي مواصلة الضغط على المغرب في ما يتعلق بسياسته تجاه الصحراء، وأعرب عن قلقه من أن الصراع طويل الأمد مع جبهة البوليساريو قد يتحول مرة أخرى إلى حرب مفتوحة.

وقال راوندز: “قد يصبح هذا الصراع قنبلة موقوتة. إذا لم نحل هذه المسألة، فقد تتحول إلى واحدة من البؤر الساخنة التي لا تختفي”، مضيفًا أن القليل من الانتباه الآن قد يقطع شوطًا طويلًا في تجنب الأزمة.

ربما يعجبك أيضا