مساعٍ أمريكية وتخوفات إسرائيلية.. اقتراب الاتفاق النووي الإيراني

أحمد ليثي

حاولت إسرائيل التأثير على الصفقة في جوانب معينة، لكنها بعيدة كل البعد عن خدمة مصالح إسرائيل كما تراها حتى الآن، وتسعى إلى جعل الصفقة أطول وأقوى


التقى مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني جانتس، في البيت الأبيض لمواصلة المشاورات حول القضايا الأمنية ذات الاهتمام المشترك.

وبحسب بيان صحفي للبيت الأبيض، نُشر أمس الجمعة 26 أغسطس 2022، شدد سوليفان على التزام الرئيس الأمريكي جو بايدن الراسخ بأمن إسرائيل، وتبادل الجانبان وجهات النظر حول سبل تعميق الشراكة الأمنية بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

إيران والسلاح النووي

ذكر البيان أن الطرفين ناقشا التزام الولايات المتحدة بضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي، والحاجة إلى مواجهة التهديدات من إيران ووكلائها المتمركزين في الشرق الأوسط، وناقشا الحاجة إلى ضمان تدابير متساوية للأمن والحرية والازدهار للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء.

من جهته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي لمستشار الأمن القومي، إن إسرائيل تحتاج إلى أن يكون لدى الولايات المتحدة خيار عسكري مؤكد ضد إيران، حسب ما قال مسؤول إسرائيلي كبير للصحفيين يوم الجمعة، وسط تقارير عن اتفاق نووي جديد بين الجمهورية الإسلامية والقوى العالمية.

مرونة إيرانية

وفقًا لتقرير من صحيفة تايمز أوف إسرائيل نٌشر أمس الجمعة، تلقت إسرائيل تلميحات جيدة بأن تكون طهران أكثر مرونة خلال المفاوضات بشأن تجديد الاتفاق، مؤكدة أن الولايات المتحدة ستكون مستعدة للعمل ضد إيران إلى جانب إسرائيل، التي كانت تعد خيارًا عسكريًا، إذا لم تبد إيران مرونة في المفاوضات.

وحذر مسؤول كبير في وزارة الدفاع الإسرائيلية، لم تذكر الصحيفة اسمه، من أن البرنامج النووي الإيراني قد توسع كثيرًا منذ عام 2018 عندما انسحب الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب من خطة العمل الشاملة المشتركة، وقال المسؤول إنه نظر شخصيًّا إلى خطوة ترامب على أنها خطأ.

اهتمامات إسرائيلية

قال المسؤول، إن لدى إسرائيل شاغلين رئيسيين فيما يتعلق بالصفقة المحتملة، ما يسمى ببند الانقضاء الذي سيرفع القيود المفروضة على البرنامج النووي الإيراني عند انتهاء سريان الاتفاقية، وتخفيف العقوبات الذي من شأنه أن يسمح لإيران بزيادة التمويل لوكلائها، مشيرًا إلى أن إسرائيل لن تقبل باتفاق يسمح لإيران بالتوسع تدريجيًّا في برنامجها النووي.

وأضاف المسؤول أن إسرائيل حاولت التأثير على الصفقة في جوانب معينة، لكنها بعيدة كل البعد عن خدمة مصالح إسرائيل كما تراها حتى الآن، وقال إن إسرائيل تسعى إلى جعل الصفقة أطول وأقوى، خاصة مع اهتمام الولايات المتحدة بالاستماع إلى إسرائيل.

تعزيز القدرات العسكرية

ذكرت إيران إنترناشول، أمس الجمعة، أن جانتس أشار إلى الحاجة إلى تعزيز القدرات العسكرية الإسرائيلية لتقويض التقدم النووي للجمهورية الإسلامية وعدوانها الإقليمي بصرف النظر عن الاتفاق، وقال لسوليفان، إن الولايات المتحدة بحاجة إلى ضمان احتفاظها بخيار عسكري قابل للتطبيق ضد المنشآت النووية الإيرانية.

من جهته، قال المسؤول الكبير في وزارة الدفاع، إن الاتفاق النووي ليس معاهدة سلام، مشيرًا إلى أن التهديد العسكري له وزن كبير يمكن أن يساعد في خلق قوة ردع حتى مع التوصل إلى اتفاق نووي؛ لأن من شأن ذلك أن يحمل الإيرانيون على قبول الشروط الأمريكية التي توضع بالتنسيق مع إسرائيل.

تقدم كبير في المفاوضات

وفقًا لوكالة فرانس برس بتقريرها يوم 5 أغسطس 2022، قال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي، إن المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران تقدمت بعض الشيء، بعدما تزللت بعض العقبات التي كانت بين الجانبين، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة قدمت ضمانات بأنها لن تفسد الاتفاق بالتراجع عن كلمتها كما حدث في عهد ترامب.

لكن وفقًا لشبكة سي إن إن في 24 أغسطس، قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس، إن إيران تقدمت بمطالب إضافية خلال الأسبوعين الماضيين عرقلت الوصول إلى اتفاق بعض الوقت، لكن الولايات المتحدة وإيران أصبحتا أقرب اليوم من أي وقت مضى، مشيرًا إلى أن الهدف الأول للاتفاق هو التأكد من عدم حصول إيران على سلاح نووي.

رفض المطالب

بحسب صحيفة وول ستريت جورنال، أكدت مصادر رفضت ذكر اسمها للصحيفة، أنه من المتوقع رفض واشنطن للمطالب الإيرانية، مؤكدة أنه في حال رفض المطالب، فمن المتوقع أن ذلك قد يطيل أمد المفاوضات.

وذكر التقرير أن واشنطن تأخذ التخوفات الإسرائيلية على محمل الجد، خاصة أن الحكومة الإسرائيلية متحدة بالكامل في رفضها لاتفاق نووي يعلي من مصلحة طهران، خاصة أن إيران ترفض أي رقابة من الولايات المتحدة أو أي جهة أخرى على برنامجها النووي بحسب رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي.

ربما يعجبك أيضا