رئيس البرلمان يزور طهران.. هل ينجح انتخاب رئيس جديد للعراق؟

يوسف بنده

يأتي تعثر انتخاب رئيس جديد للعراق، ومن ثم تسمية رئيس الوزراء، كمظهر لأحد جوانب تأثير إيران في العراق عبر فصائلها الموالية.. كيف يتصرف العراقيون؟


منذ 6 أشهر، بعد الانتخابات البرلمانية المبكرة في أكتوبر 2021، ولا يزال العراق من دون رئيس جديد، وبالتالي من دون رئيس حكومة جديد يتولى السلطة التنفيذية.

وفي ثاني محاولة له، يعقد “البرلمان العراقي”، اليوم السبت 26 مارس، جلسةً من المقرر أن ينتخب فيها رئيساً للجمهورية، تأتي وسط تأزم سياسي متواصل منذ أشهر، واتهامات للفصائل السياسية والعسكرية الموالية لإيران بعرقلة المسار الانتخابي. وعلى رئيس الجمهورية أن يسمّي، خلال 15 يوما من انتخابه، رئيسا للوزراء وعادة ما يكون مرشح التحالف الأكبر تحت قبة البرلمان. ولدى تسميته، تكون أمام رئيس الحكومة المكلّف مهلة شهر لتأليفها.

مرشح “إنقاذ وطن”

يوجد 40 مرشحاً لمنصب رئاسة الجمهورية، لكن المنافسة الفعلية تنحصر بين شخصيتين تمثلان أبرز حزبين كرديين: الرئيس الحالي منذ العام 2018 “برهم صالح”، مرشح حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، و”ريبر أحمد”، مرشح الحزب الديمقراطي الكردستاني. ويفترض أن يحصل المرشح على أصوات ثلثي النواب ليفوز.

وتوقع رئيس المجلس الإستشاري العراق، “فرهاد علاء الدين”، في بيان له أمس الجمعة، نجاح تحالف انقاذ وطن في إستقطاب النواب لمسعاه في عقد جلسة البرلمان اليوم السبت بنصابها، وضمان التصويت على مرشحهم لمنصب رئيس الجمهورية، يعقبه تكليف رئيس الحكومة، سفير العراق لدى بريطانيا “جعفر الصدر” الذي وصل إلى النجف أول أمس.

فصائل إيران تسعى للتعطيل

توقع رئيس ائتلاف دولة القانون، “نوري المالكي” في حديث ملتفز أمس الجمعة، عدم تحقيق النصاب القانوني لجلسة اليوم، وقال في تصريح متلفز “جلسة البرلمان ستكون مفصلية إن عقدت أم لم تعقد، ونرجح عدم تحقيق النصاب في جلسة اختيار رئيس الجمهورية”.

واستبعد القيادي في “الإطار التنسيقي الشيعي” التابعة لإيران، “تركي العتبي”، أمس الجمعة، عقد جلسة للبرلمان غدا لانتخاب رئيس جديد للبلاد، لعدم اكتمال النصاب، ودعت في بيان إلى استمرار الحوارات البناءة مع بقية القوى الأخرى لتوحيد الأفكار والرؤى وتحقيق مزيد من التفاهمات التي تسرع في استكمال الاستحقاقات المقبلة.

تحرك “الصدر”

كشفت صحيفة “الجريدة الكويتية“، اليوم السبت، أن مصادر داخل فرق المفاوضات في بغداد، أكدت أن تحالف الأغلبية الثلاثي بين زعيم التيار الصدري “مقتدى الصدر” ورئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، “مسعود بارزاني” والسنّة، تمكن من جمع معظم الأصوات التي يحتاجها لعقد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية وتكليف رئيس الحكومة الجديد.

وأضافت: حسم تحالف الأغلبية أمره بإعلان كتلة “إنقاذ وطن” بوصفها الأكبر في البرلمان، إلى جانب التمسك بترشيح “ريبر أحمد” من “حزب بارزاني”، لرئاسة الجمهورية، كما تحولت الشكوك إلى حقيقة حين حسم ترشيح “جعفر الصدر” بديلاً لرئيس الوزراء الحالي، “مصطفى الكاظمي” لتشكيل الحكومة.

“الحلبوسي” إلى طهران

يبدو أن إيران قلقة من التحولات الجارية في العراق، وهو ما يفسر زيارة رئيس مجلس النواب العراقي، “محمد الحلبوسي“، إلى طهران غدًا الأحد. حيث يلتقي مع نظيره الإيراني، “محمد باقر قاليباف” والرئيس الإيراني “إبراهيم رئيسي”.

ويأتي قلق طهران، بعدما نجحت أحزاب العراق بتشكيل “كتلة عابرة للطوائف” بعدما رفض “الصدر” التحالف مع الأحزاب الشيعية الأخرى المتهمة بحمل السلاح خارج القانون، كما يعود الزعيم الكردي “بارزاني” إلى بغداد بقوة، فيما يبدي التحالف المعارض لنفوذ إيران، مرونة عالية ويستعرض خياراته في ترشيح بدائل لرئاسة الحكومة.

طهران “وجعفر الصدر”

تقرير صحيفة “الجريدة الكويتية“، قال إن طهران تجد في “جعفر الصدر” حليفاً موثوقاً لرئيس الوزراء الحالي، “مصطفى الكاظمي” وصديقاً مقرباً منه، ومن المرجح أن يعملا عن قرب في الحكومة المقبلة، دون تنازل عن المعايير الجديدة التي وضعها “الكاظمي” في تنظيم مختلف للعلاقة بين العراق وطهران.

وأضاف التقرير، إن “جعفر الصدر” ابن عم “مقتدى”، ناقد معروف لسياسات حرس الثورة الإيراني، وينتمي من جهة والدته إلى عائلة “موسى الصدر” في لبنان وإيران، وهم نخبة معروفة بالعمل مع الرئيس الإصلاحي الأسبق في إيران “محمد خاتمي” ضد نفوذ الحرس الثوري والمرشد الأعلى “علي خامنئي”.

ربما يعجبك أيضا