رئيس COP28: «اتفاق الإمارات» معيار جديد لطموحات العمل المناخي والتنمية المستدامة عالميًّا

رئيس COP28: «اتفاق الإمارات» إطار العمل الدولي الجديد لتنفيذ الالتزامات المناخية العالمية

محمود عبدالله

قال وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس مؤتمر الأطراف COP28، الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، إن الرؤية الاستشرافية لقيادة دولة الإمارات عززت ريادة الدولة في العمل المناخي وأثبتت قدرة مبادراتها على تحويل التحديات إلى فرص للنمو المستدام عالميًّا، ودعم المجتمعات والدول الأكثر عرضة لتداعيات تغير المناخ.

وقال خلال مشاركته بالقمة العالمية للحكومات في دبي، اليوم الاثنين 12 فبراير 2024، إن “اتفاق الإمارات” الذي نجحت رئاسة COP28 في حشد توافق عالمي عليه هو المعيار الجديد لطموحات العمل المناخي والتنمية المستدامة عالميًّا.

حرارة كوكب الأرض

أضاف أن اتفاق الإمارات يتضمن مجموعة من التدابير غير المسبوقة التي تضع الأسس لخطة شاملة ومتكاملة للحفاظ على إمكانية تفادي تجاوز الارتفاع في حرارة كوكب الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية.

وشدد على ضرورة بدء العمل لدعم الاتفاق بالإجراءات اللازمة لنجاحه وتنفيذ بنوده، وإثبات إمكانية تحويل هذا الاتفاق غير المسبوق إلى نتائج غير مسبوقة، موضحًا أن معيار النجاح والتقدم هو تحقيق إنجازات ملموسة، وليس الاكتفاء بالوعود.

اتفاق الإمارات

استعرض في جلسة نقاشية ضمن فعاليات القمة تحت عنوان “تنفيذ اتفاق الإمارات.. تحويل التوافق إلى عمل ملموس”، مختلف الإنجازات النوعية للاتفاق التاريخي، والعوامل الحاسمة لتنفيذه بنجاح، ومتطلبات الحفاظ على إمكانية تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية.

وأكد ضرورة تكثيف الجهود خلال المرحلة الحالية والحفاظ على الزخم السياسي واستمرارية البناء على نتائج ومخرجات مؤتمرات الأطراف المتعاقبة انطلاقًا من أهمية الشراكات النوعية وتضافر الجهود في تحقيق التقدم المنشود من خلال إنجازات غير مسبوقة، موضحًا أن “اتفاق الإمارات” يضع خريطة طريق للقيام بذلك وتحويل الالتزامات إلى إجراءات ملموسة، وضمان التنفيذ الفعال على مستوى العالم.

التوترات الجيوسياسية

أشاد بإنجازات المؤتمر، ونجاح الدول في تجاوز التوترات الجيوسياسية، مؤكدًا ضرورة وفاء جميع الأطراف بالتزاماتها واحترام تعهداتها لتحقيق التقدم الذي يحتاج إليه كوكب الأرض وجميع سكانه. وأشار إلى إطلاق دولة الإمارات “ترويكا رئاسات مؤتمر الأطراف” بالمشاركة مع أذربيجان والبرازيل، لتشجيع استمرارية العمل وتنسيق الجهود رسميًا بين COP28 ورئاستَي كلٍ من COP29 التي تتولاها أذربيجان، وCOP30 التي تتولاها البرازيل.

جاء ذلك بهدف الحفاظ على الزخم الذي تَحقق، واستمرار التعاون والعمل المشترك، وتكثيف الجهود لتنفيذ التعهدات والالتزامات. وأكد ضرورة الاستفادة من كل الفعاليات المناخية العالمية بدايةً من COP28 في دبي مروراً بـ COP29 في باكو وحتى COP30 في بيليم، لتعزيز العمل المطلوب وتحويل التعهدات إلى نتائج ملموسة.

الاستثمارات المناخية

حسب بنود الاتفاق، يتعين على الدول تعزيز مساهماتها المحددة وطنيًا، وخفض الانبعاثات على نطاق الاقتصادات بأكملها، وزيادة الاستثمارات المناخية، لذا دعا الدكتور سلطان بن أحمد الجابر إلى متابعة تنفيذ التزامات التمويل المناخي بصفته عاملاً حاسمًا في النجاح، نظرًا لأهميته البالغة في تفعيل عناصر العمل المناخي كافة، وأوضح أن تحديد هدف جماعي جديد للتمويل المناخي من النتائج الرئيسة المرتقبة من مؤتمر COP29 .

خلال الجلسة، لفت إلى مهمته كعضو منتدب ورئيس تنفيذي لشركة أدنوك، مؤكدًا أن خبرته في جميع أنواع الطاقة دعمت التوصل إلى مخرجات ونتائج COP28 وأن حرصه على إشراك قطاع الطاقة في المفاوضات عزز فاعلية خطة عمل رئاسة المؤتمر، كما أشار إلى أن أدنوك تستهدف تحقيق صافي انبعاثات صفري بحلول عام 2045.

الحياد المناخي

شدد الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، على حاجة العالم إلى الوصول للحياد المناخي بحلول عام 2050، مع مراعاة اختلاف سرعة مسارات العمل وفق الظروف المتباينة للدول والقطاعات، مشددًا على أن الحفاظ على أمن الطاقة باستخدام الخيارات الأقل كثافة للانبعاثات سيكون من العوامل المهمة والحاسمة خلال الفترة الانتقالية، وأن الدرس الأساسي المستفاد من COP28 هو أن التقدم المنشود يتحقق من خلال التكاتف وتوحيد الجهود وليس الاستقطاب وتوجيه أصابع الاتهام.

يذكر أن “اتفاق الإمارات” التاريخي، الذي تم التوصل إليه في ختام COP28 خلال شهر ديسمبر 2023 في دبي، شكَّل منذ إقراره تقدمًا جوهريًا في العمل المناخي متعدد الأطراف، وساهم في ترسيخ مكانة دولة الإمارات وتعزيز ريادتها العالمية في مجال العمل المناخي والتنموي ضمن منظومة العمل الدولي.

كما أثبت قدرتها على قيادة الجهود الهادفة لبناء مستقبل أفضل للبشرية وكوكب الأرض، وأثبت أيضًا جدوى العمل متعدد الأطراف وإمكانية نجاحه في الوصول للأهداف العالمية حتى في الأوقات التي تشهد توترات جيوسياسية.

ربما يعجبك أيضا