ردود أفعال أوروبية: فوز “ميركل” يعيد الاستقرار للبلاد

وليد أبوالمعارف

رؤية – سحر رمزي

استقبلت أوروبا نتائج الانتخابات الألمانية بفوز المستشارة أنجيلا ميركل للمرة الرابعة بحالة من الارتياح،  والشعور إلي حد ما بالاستقرار السياسي في المنطقة حسب وسائل الاعلام الغربية المختلفة، وذلك بالرغم من وعد حزب “البديل لألمانيا” اليميني القومي المناهض للمهاجرين بـ”تغيير هذا البلد” بعدما حقق اختراقا تاريخيا في الانتخابات.

وقد قال ألكسندر غولاند الذي شارك في تزعم قائمة الحزب “سنغير هذا البلد (…) سنطارد السيدة ميركل. سنستعيد بلادنا”.

وفي أول رد فعل لنتائج الانتخابات الألمانية، والاعلان عن فوز حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، برئاسة المستشارة ميركل للمرة الرابعة. كما أشارت هذه التقديرات إلى نتيجة تاريخية لليمين القومي الألماني الذي سيدخل البرلمان للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية بعد حصوله على ما بين 13 و13.5 بالمئة من الأصوات.

أعلنت منظمة العفو الدولية حسب الاعلام الغربي، “ظهرت نتائج الانتخابات، وتبدأ المفاوضات في التوصل إلى حكومة جديدة”. ومهما حدث، فإن النتيجة ستكون على أي حال وفقا للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وهو أساس حضارتنا. من أجل اليقين، وتود منظمة العفو الدولية لكم النجاح الكبير والحكمة”.

كما أكد الاعلام الهولندي أن المستشارة فازت في حملتها الانتخابية بالرغم من كل المعارضة لسياستها، بالقول لقد فعلتها تماما كما نجحت منذ عام 2005 بتجاوز كل الموضوعات المختلفة ومن مشارب عديدة. وتعد ميركل من خلال رحلاتها العديدة والمجهدة جسديا كبيرة الدبلوماسيين. كما يخولها هذا أيضا شغل منصب أمين عام لدى الأمم المتحدة.

وأوضح الإعلام الألماني انه في عام 2015 أضيفت الكلمة الجديدة “ميركلن” وهي كلمة مأخوذة من اسم ميركل والتي اعتبرت واحدة من الكلمات المفضلة من “كلمة الشباب السنوية” وتعني تحليل كل الأدلة بعناية في حالة معينة قبل اتخاذ قرار. إلا أن القرار الضخم الذي اتخذته ميركل من خلال الترحيب باللاجئين، أنهى أمر كلمة “ميركلن”.

وذلك لأن اسمها ارتبط بنوع من الحنان السياسي في القضايا الاجتماعية المثيرة للجدل مثل إلغاء التجنيد والانسحاب النووي، وأخيراً القرار البرلماني بشأن السماح بالزواج للجميع. وقالت ميركل إنها أخذت هذا الانطباع بأن هذا “ساهم بالأحرى في تهدئة النقاش المجتمعي”.

وفي حوار لها مع الاعلام الألماني، من خلال إلقاء نظرة على الحزب يتبين أنه ظل وفياً لـ “القيم الأساسية لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي “، لأن هذه القيم تمثل الجذور التي تتغذى منها سياستنا “. وهذا يتناسب مع رؤية ميركل حول ما يعرف بـ”التحالف الكبير”، وهو التحالف بين المعسكرين الكبيرين في المجتمع، المعسكر المحافظ والمعسكر الاشتراكي والذي يعرف في ألمانيا بالتحالف الكبير.

ومنذ ذلك الحين تم التسويق بشكل مختلف  لصورة “ميركلن”، إذ أجرت المستشارة الألمانية مقابلة عام 2015 ومقابلة ثانية عام 2017 مع نجوم يوتيوب شباب. وتعد اللقاءات مع ثقافة الشباب أمر لا بد منه. وقام حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي والذي يبلغ عمره بشكل معدل 60 عاماً، بتقديم نفسه وبرنامجه الانتخابي في وسط برلين من خلال “برنامج متنقل” على إحدى المنصات. ميركل، التي لا تقطن بعيدا من هناك، قد مرت عدة مرات من هناك لإلقاء نظرة.

كانت  المستشارة ميركل في حديث خاص لها مع وكالات الانباء الألمانية صرحت بأنها، تطمح للوصول إلى منصب المستشارة للولاية الرابعة، وها هو حزبها يفوز بالانتخابات، ليأمن لها الطريق أمام ذلك الطموح. إنها زعيمة حزب الاتحاد الديموقراطي المسيحي منذ عام 2000، والمستشارة منذ عام 2005، وقالت في مقابلة قبيل الانتخابات “نحن نعيش في عصر مليء بالتحولات “. والآن قرر الناخبون ما إذا كانت ألمانيا ستكون جيدة خلال الـ 20 عاماً المقبلة. “أريد أن أشكل هذه المرحلة من خلال كل خبرتي حتى تتمكن بلادنا من تحديد المسار الصحيح”، تقول ميركل.

من جهته، وعد حزب “البديل لألمانيا” اليميني القومي المناهض للمهاجرين بـ”تغيير هذا البلد” بعدما حقق اختراقا تاريخيا في الانتخابات.
وقال ألكسندر غولاند الذي شارك في تزعم قائمة الحزب “سنغير هذا البلد (…) سنطارد السيدة ميركل. سنستعيد بلادنا”.

ومن جانبه أعلن الحزب الاشتراكي الديمقراطي والذي احتل المرتبة الثانية بـ20 إلى 21 في المئة تلاهم اليمين المتشدد (13 إلى 13.5 في المئة) واليسار الراديكالي (9 في المئة) ثم الليبراليون والخضر بحسب تقديرات استندت إلى استطلاعات رأي لدى الخروج من مراكز الاقتراع بثتها قناتا “إيه آر دي” و”زد دي إف”. أنه لن يشارك في ائتلاف حكومي مع المحافظين في حكومة جديدة برئاسة أنغيلا ميركل، ويفضل أن ينتقل إلى المعارضة، بعد صدور التقديرات.

وقالت المسؤولة في الحزب مانويلا شفيزيغ في تصريح لشبكة التلفزيون “زد دي إف” “لقد تلقينا تكليفا واضحا من الناخبين للتوجه نحو المعارضة” مضيفة “بالنسبة إلينا إن الائتلاف الكبير (مع المحافظين) ينتهي اليوم”.

ذلك وقد كانت السلطات الألمانية قد دعت حوالي 61.5 مليون مواطن ألماني، منهم أكثر من مليون ونصف مليون مسلم، إلى الإدلاء بأصواتهم. وبالفعل قام عدد كبير من المواطنين بالإدلاء بأصواتهم عن طريق الخطابات البريدية.

ربما يعجبك أيضا