رسائل مشفرة.. عزل تكنولوجي لروسيا فما البدائل؟

أمنية قلاوون

أعلنت الشركات العالمية المسؤولة عن تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي، مجموعة من الإجراءات التي تتخذها لمساعدة المستخدمين في أوكرانيا وروسيا على حدٍ سواء


امتد تأثير العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا إلى قطاع التكنولوجيا، بعد أن فرضت الدول الكبرى عقوبات لعزل روسيا اقتصاديًا.

واتجهت الشركات الكبرى في العالم التقني إلى حظر عدد من التطبيقات التي تتخذ موسكو مقرًا لها. إضافًة إلى فرض مجموعة من السياسات في تطبيقات عالمية على المستخدمين داخل روسيا.

ما التطبيقات الروسية المحظورة عالميًا؟

حظر الاتحاد الأوروبي تطبيقات وسائل الإعلام الروسية؛ أبرزها: وكالة الأنباء الروسية “سبوتنيك” وشبكة تليفزيون “RT” الممولة من الحكومة الروسية ووكالة “تاس”، بحجة منع انتشار المعلومات المضللة عبر القنوات التي تبث في الاتحاد الأوروبي، كذلك التطبيقات عبر الإنترنت ومنصات الوسائل الاجتماع.

وحذفت مجموعة من الشركات العالمية، أبرزها أبل وجوجل، شبكة قنوات “RT” و”سبوتنيك” من متجر التطبيقات”App store” على الهواتف المحمولة، أيضًا حذفت شركة مايكروسوفت تطبيق “RT News ” من متجر تطبيقات “Windows”، حسب موقع “TechCrunch” المتخصص في التكنولوجيا والشركات الناشئة.

كم عدد المستخدمين للتطبيقات؟

أصدرت “Sensor Tower”، الشركة المتخصصة في مجال رقابة وتحسين متجر التطبيقات، بيانًا في وقتٍ سابق عن حجم تثبيت التطبيقين الممولين من روسيا، موضحة أن “RT News ” لديه 5.7 مليون عملية تثبيت في جميع أنحاء العالم على متجر التطبيقات في Apple store و Google store منذ انطلاقها في مايو 2013، بينما لدى “سبوتنيك”  مليوني عملية تثبيت منذ انطلاقها في مارس 2015.

في المقابل أعلنت شركة “Apptopia” المسؤولة عن جمع بيانات منصات التواصل المختلفة وتحليلها، تقديرات مختلفة لعملية تثبيت التطبيقات الروسية، “RT News ” بـ 10 ملايين تثبيت عالمي، و”سبوتنيك بـ 3.85 ملايين.

تطبيقات تعزل الإعلام الروسي اجتماعيًا؟

أعلنت شركة “ميتا” التابع لها تطبيقي “فيسبوك” و”إنستجرام” عن تطوير خوارزمياتها، لتعطيل مسار وسائل الإعلام الحكومية الروسية.

وأوضحت الشركة أنها سترفق تسميات خاصة بمحتوى الإعلام الروسي لدقة الإبلاغ عنه، فضلًا عن تقليل فرص ظهوره للمستخدمين في الاتحاد الأوروبي ومؤخرًا المملكة المتحدة البريطانية، بناءً على طلب الحكومة الإنجليزية.

بين حذف وحظر.. كيف تتعامل التطبيقات داخل روسيا؟

أعلنت الشركات العالمية المسؤولة عن تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي، مجموعة من الإجراءات التي تتخذها لمساعدة المستخدمين في أوكرانيا وروسيا على حدٍ سواء:

-أعلن فيسبوك تفعيل خاصية إغلاق الحساب الشخصي في كلٍ من روسيا وأوكرانيا، ما يمنع غير الأصدقاء من مشاهدة المنشورات والصور أو تحميلها.

-أعلن إنستجرام تشفير الرسائل الخاصة للمستخدمين في أوكرانيا وروسيا.

-حظر التطبيق الأمريكي “Reddit “، المتخصص في الأخبار الاجتماعية الأمريكية، وجود وسائل الإعلام الروسية عبر موقعها، ومنع ظهور الإعلانات من داخل روسيا أو الموجهة إلى الروس.

-أغلقت الشركة السويدية للبث الصوتي ” Spotify “، مكتبها بموسكو إلى أجلٍ مسمى، زحذفت حسابات الإعلام الروسي من التطبيق في الاتحاد الأوروبي وأسواق أخرى باستثناء روسيا.

-تبرعت شركة “Snap” بـ15 مليون دولار إلى منظمات الإغاثة، وساعدت 300 موظف في أوكرانيا على الانتقال، إضافًة إلى إيقاف الإعلانات من روسيا وبيلاروسيا وأوكرانيا.

-لم يعد الإعلام الروسي قادرًا على التواصل مع الجمهور في الاتحاد الأوروبي، بسبب حذف الحسابات الخاصة بهم من تطبيقات ” TikTok” و “YouTube”.

-ألغى تطبيق خرائط جوجل العديد من الأدوات داخل روسيا وأوكرانيا، بينها خاصية الدبوس وأخر رحلة أجريتها، بسبب أنباء عن استخدامها في العملية العسكرية داخل أوكرانيا.

-توقفت تطبيقات جوجل وتويتر وسناب ويوتيوب، عن الإعلانات من داخل روسيا.

-اتخذت شركة ” Apple” حزمة من الإجراءات، وأوقفت إعلانات المنتجات من داخل روسيا، بما في ذلك الخدمات الأخرى مثل: ” Apple Pay” للدفع النقدي و”جوجل” وتطبيقات الخرائط وحركة المرور للمستخدمين في روسيا، كما أظهرت الخرائط في شبه جزيرة القرم تابعة لأوكرانيا، بعد عدم إظهارها تابعة لأي من الدولتين منذ عام 2019.

رسائل مشفرة.. كيف يتواصل الروس؟

رغم فرض مجموعة من الإجراءات في مواقع وسائل التواصل الممتلكة لشركة “ميتا”، فإن تطبيقات المراسلة والدردشة “واتس آب” و “تليجرام” لا توفر الكثير من آليات الكشف عن الحقائق ومحاربة الشائعات التي تفرضها وسائل الإعلام الروسية ضد أوكرانيا.

وأوضحت بيانات الشركة الألمانية ” Statista”، لتحليل بيانات مستخدمي التواصل الاجتماعي، أن المنصة الأكثر انتشارًا في روسيا هي “واتس آب”، إلا أنه مع تصاعد حدة الصراع الحالي فإن “تليجرام” احتل الصدارة، نظرًا لكونه يضم قنوات فردية وجماعية، تملك القناة الواحدة نحو 200 ألف عضو، فضلًا عن إمكانية البث للتحدث مع الجمهور، وفقًا لموقع ” Mashable” المتخصص في التكنولوجيا.

تطبيقات أخرى للهروب من الرقابة

في المقابل، يستخدم الروس تطبيقات أخرى مثل “سيجنال” حتى لا تتمكن الأجهزة الرقابية في الدولة من معرفة ما يدور في المحادثات السرية، كذلك مَكن تطبيق “واتس آب” لمستخدميه خدمة التشفير التي تتيح الخصوصية والأمان، على عكس ذلك يفتقر “تليجرام” إلى عامل الخصوصية والأمان، خصوصًا في الرسائل على قنوات المجموعات.

وفرضت الحكومة الروسية غرامات مالية على الشركات التكنولوجيا الأجنبية، أبرزها شركتي “فيسبوك” و”تويتر”، وصلت إلى 120 مليون دولارًا بتهمة تحدى رقابة الكرملين، وأمرت 13 شركة من عمالقة التكنولوجيا بالاحتفاظ بالموظفين في روسيا، وأشارت الصحيفة الأمريكية “The washington post ” أنهم معرضون للاعتقال، واصفة ذلك بقانون الرهائن الأمريكي.

ربما يعجبك أيضا