رغم الاستفزازات.. أمريكا والحلفاء يردون على إيران بـ«هدوء مدروس»

شيرين صبحي

رؤية

طهران – فرضت إيران في الأسبوع الماضي، بعد أن عرضت واشنطن إجراء محادثات مع طهران لإحياء الاتفاق النووي، قيوداً على تفتيش الأمم المتحدة وهددت بزيادة مستوى تخصيب اليورانيوم، وأطلقت فصائل يشتبه أنها تعمل لحسابها صواريخ على قواعد عراقية فيها جنود أمريكيون.

وفي المقابل ردت الولايات المتحدة وحلفاؤها بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، على ذلك بـ”هدوء مدروس”.

وقال مسؤولون أمريكيون وأوروبيون: إن الرد، أو غياب الرد، يعكس رفض تعطيل المبادرة الدبلوماسية على أمل عودة إيران إلى التفاوض أو استمرار فاعلية العقوبات الأمريكية إذا لم يحدث ذلك، وفقا لوكالة “رويترز”.

وطالبت إيران الولايات المتحدة مراراً بالمبادرة بتخفيف عقوباتها التي فرضتها بعد انسحاب الرئيس السابق دونالد ترامب من الاتفاق في 2018. وقالت إنها ستنهي بعد ذلك مخالفاتها للاتفاق التي بدأت بعد عام من انسحاب ترامب.

وقال مسؤول أمريكي مشترطاً حجب هويته، “أياً كان مدى اعتقادهم أن على الولايات المتحدة أن ترفع العقوبات أولاً، لن يحدث ذلك”.

وأضاف، إذا كانت إيران تريد من الولايات المتحدة استئناف الالتزام بالاتفاق “فأفضل سبيل لذلك بل السبيل الوحيد، هو الجلوس إلى المائدة لبحث هذه الأمور”.

وقال دبلوماسيان أوروبيان إنهما لا يتوقعان أن تفرض الولايات المتحدة أو بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا المزيد من الضغوط على إيران، رغم ما وصفاه بـ “استفزازات” من جانبها.

وقال أحد الدبلوماسيين: إن السياسة الحالية هي الإدانة مع تحاشي كل ما يمكن أن يغلق باب الدبلوماسية.

وأضاف “علينا أن نخطو بحذر، وعلينا أن نترقب لرؤية إذا كانت الدول الأوروبية الثلاث يمكنها المناورة بين اندفاع إيران، وتردد الولايات المتحدة لمعرفة إذا كان أمامنا سبيل للتقدم”.

وكان الدبلوماسي يشير بعبارة “اندفاع إيران” إلى تسارع انتهاكاتها للاتفاق.

وفي الأسبوع الماضي، قلصت إيران تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بإنهاء العمل بالتفتيش المفاجئ للمواقع غير المعلنة التي يشتبه أن بها نشاطاً نووياً.

وقال تقرير للوكالة الدولية التابعة للأمم المتحدة: إن إيران بدأت تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% متجاوزة الحد المتفق عليه في اتفاق 2015، أي 3.67%.

وقال الزعيم الإيراني الأعلى: بوسع طهران رفع النسبة إلى 60% إذا أرادت الاقتراب نسبة النقاء البالغة 90% اللازمة لصنع قنبلة ذرية.

وبيت القصيد في الاتفاق هو أن تقلص إيران برنامجها لتخصيب اليورانيوم بحيث تزداد صعوبة تخزين كمية من المادة الانشطارية تكفي لإنتاج سلاح نووي، مقابل تخفيف أعباء العقوبات الاقتصادية الأمريكية وغيرها من العقوبات.

وفي حين تقول الولايات المتحدة إنها لا تزال تحقق في الصواريخ التي أطلقت على قواعد عراقية في الأسبوع الماضي فيها قوات أمريكية، فثمة شبهات أن وراءها فصائل تعمل لحساب إيران.

وتأكيداً للموقف الأمريكي الذي يتسم بضبط النفس قال المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس الإثنين، إن واشنطن “مستاءة بشدة” من الهجمات، لكنها لن تتسرع وسترد في الزمان والمكان اللذين تختارهما.

وقال الدبلوماسي الأوروبي الثاني: إن الضغط الأمريكي لا يزال قائما لأن الرئيس جو بايدن لم يرفع العقوبات.

وأضاف “إيران لديها إشارات إيجابية من الأمريكيين. وعليها الآن انتهاز الفرصة”.

ويوم الأربعاء قال برايس للصحافيين، إن الولايات المتحدة لن تنتظر إلى الأبد.

وأضاف “صبرنا ليس بلا حدود”.

ربما يعجبك أيضا