رغم الخسائر.. لماذا ترفض إسرائيل التهدئة في غزة؟

سهام عيد

رؤية

القدس المحتلة – مع اشتداد القصف الجوي على قطاع غزة وحشد قوات برية على حدوده، برزت التساؤلات عن آخر مراحل التصعيد الإسرائيلي، وأخطرها الاجتياح البري، استنادا للعمليات السابقة التي نفذت خلالها إسرائيل توغلا بريا بثمن باهظ وتكبدت بعده خسائر كبرى.

ويرجح الخبراء شن إسرائيل “ضربات عسكرية خاطفة ومحدودة” داخل قطاع غزة لتحقيق 3 أهداف قبل إنهاء الهجمات على القطاع والقبول بالتهدئة، وفقا لموقع سكاي نيوز عربية.

وتشمل الأهداف “استنزاف قدرات المقاومة الفلسطينية وضرب بنيتها التحتية”، عن طريق استهداف مناطق إطلاق الصواريخ، و”ضرب الأنفاق” التي تسيطر عليها حركة حماس، و”استهداف قيادات الفصائل الفلسطينية” بالقطاع.

وأكد الخبراء أن تحقيق أي من هذه الأهداف قبل وقف إطلاق النار، يعزز موقف تل أبيب في المباحثات الجارية للتوصل إلى اتفاق تهدئة، ويمنح القادة الإسرائيليين “انتصارا معنويا” في الداخل الإسرائيلي.

ووسط تضارب الأنباء حول بدء هجوم بري على غزة، تحشد إسرائيل قواتها على حدود القطاع وتنشر عددا كبيرا من المدرعات والدبابات قرب الحاجز الفاصل بين غزة والأراضي الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، في خطوة تعيد للأذهان تحضيرات مماثلة لتوغلات إسرائيلية سابقة في القطاع.

وتركزت “المواجهات الرئيسية” بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة على 3 عمليات، أولها كانت “الرصاص المصبوب” عام 2009، والتي أدت لاجتياح بري للقطاع.

وفي 2012 أطلقت صواريخ وقذائف هاون من غزة تجاه أراضي تسيطر عليها إسرائيل لترد الأخيرة بهجمات جوية وحشد بري لم يستكمل بعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار.

والعملية الثالثة كانت “الجرف الصامد” في 2014، والتي مرت بهجمات جوية وبرية ثم مواجهات بين الجانبين خلال هدنة مؤقتة، وصولا لتثبيت وقف إطلاق النار.

ويرى الخبير في الشؤون الإسرائيلية، اللواء دكتور محمد الغباري، أنه إذا استخدمت إسرائيل “القوة البرية” في اقتحام غزة، فسيكون على شكل “عمليات خاطفة، وليس تمركزا على الأرض أو احتلال مناطق أو السيطرة عليها لفترة طويلة”.

واوضح الخبير المصري في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن العمليات البرية لو جرت، “فستستهدف أماكن الصواريخ أو مخازن سلاح وذخيرة لا تستطيع القوات الجوية الوصول إليها، فضلا عن عمليات اعتقال بعض زعماء “حركة الجهاد” أو “كتائب القسام” و”حركة حماس”.

ويصف الغباري الحكومة الإسرائيلية الحالية بأنها “ليست في وضع مستقر أو قوي يجعلها تقدم على تحرك تخسر معه بشريا واقتصاديا، خصوصا مع الأزمات التي تواجهها وأبرزها الانتخابات”.

وأوضح أن “أخطر الخسائر ستكون أسر أو قتل جنود إسرائيليين أو استهداف آليات عسكرية، ونزيف اقتصادي نتيجة استدعاء المزيد من قوات الاحتياط الإسرائيلية”.

ويلفت الخبير في الشؤون الإسرائيلية، إلى أن سبب الأزمة هو التحركات الإسرائيلية التي وصفها بـ”المستفزة” للفلسطينيين والعرب في محيط المسجد الأقصى، مع استمرار خطة “تهويد القدس” بلا هوادة، لترد فصائل فلسطينية عليها عبر صواريخ في مدى يصل إلى 50 مترا، أثارت الذعر وأحدثت خسائر لدى إسرائيل، وهي الصواريخ التي حددت الأقمار الاصطناعية والاستطلاع الجوي الإسرائيلي أماكن خروجها، وحال شن ضربات خاطفة سيتم قصفها جوا أو برا في عمليات مركزة.

ربما يعجبك أيضا