رغم العقوبات .. خامنئي يصر على موقفه من عدم التفاوض

يوسف بنده

رؤية

كتب دونالد ترامب على “تويتر”: “إنَّ القادة الإيرانيين لا يفهمون کلمات الرأفة والشفقة، ولم يفهموها قط. لسوء الحظ، هم لا یعرفون سوى القوة والسلطة. والولايات المتحدة أقوى قوة عسكرية في العالم إلى حد بعيد”.

كما كان متوقعًا، ظهر مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية بين جمع من مريديه، ورفض مرة أخرى التفاوض مع الولايات المتحدة الأمريكية، معتبرًا أن مقترح ترامب للتفاوض “خدعة” تهدف إلى نزع السلاح من إيران.

وعقب إدراجه ضمن قائمة عقوبات الأمريكية، اعتبر علي خامنئي، أن المقترح الأمريكي للتفاوض مع إيران، مجرد خدعة تهدف إلى “نزع سلاح الشعب الإيراني، وسلب إيران عناصر قوتها”.

وأضاف مرشد الجمهورية الإسلامية، أمس الأربعاء، خلال استقباله مسؤولين من السلطة القضائية:  “حينما فشل العدو في الوصول إلى هدفه عبر الضغط، قدم مقترح الحوار، متصورًا سذاجة الشعب الإيراني”.

ووصف علي خامنئي إجراءات الحظر الأمريكية بأنها ظلم واضح ضد الإيرانيين، مضيفًا أن الشعب الإيراني مظلوم، ولكنه “قوي” في الوقت ذاته.

وفي الأثناء، وصف مرشد الجمهورية الإسلامية الحكومة الأمريكية بأنها الأكثر شرًا في العالم، وقال إن الشعب الإيراني لن يستسلم، ولن يتراجع، في مواجهة مثل هذه الإهانات.

واعتبر المرشد الأعلى، أن تقدم الشعب الإيراني يعتمد على الابتعاد عن الولايات المتحدة. وفي الوقت نفسه، قال إن “قوة الشعب الإيراني” تثير “رعب” الأمريكيين، مضيفًا: “يريدون من خلال التفاوض، أخذ هذا السلاح وعناصر الاقتدار من إيران، حتى يجلبوا الکوارث على الشعب”.

عقوبات شكلية

وقد علق رئيس لجنة الأمن القومي البرلمانية، مجتبى ذو النور، على العقوبات التي فرضتها الحكومة الأمريكية مؤخرًا على مسؤولين عسكريين وسياسيين إيرانيين، بالقول: “إنهم ليس لديهم أي أموال في الخارج يرغبون في نقلها”.

ووفقًا لوكالة أنباء “إيسنا”، وصف ذو النور العقوبات الأمريكية ضد قادة الحرس الثوري بأنها “حمقاء وبلا قيمة”، قائلًا: “حساباتهم الشخصية هي نفس حسابات أفراد الطبقة الوسطى في المجتمع ولا يوجد شيء أكثر”.

وأضاف ذو النور أن الحسابات الداخلية للحرس الثوري الإيراني “متعددة التواقيع” وأنه في كثير من الحالات، الحسابات ليست بأسماء القادة.

وقال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية التابعة للبرلمان، إن وزير الخارجية ظريف ليس إرهابيًا ولا مهربًا، حتى يتم وضع اسمه على قائمة العقوبات، لذا فإن فرض الحظر عليه “أمر لا أساس له”.

وفي إشارة إلى الجهود التي تبذلها الحكومة الأمريكية لتشكيل تحالف دولي ضد إيران، قال البرلماني الإيراني: “بعد كل زيارة للمسؤولين الأمريكيين إلى أي بلد، تقوم السلطات الإيرانية على الفور بإبطال خططهم من خلال السفر إلى ذلك البلد”.

كما وصف هذا النائب فرض الحظر على المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، رغم عدم سفره إلى الخارج، بأنه “لا عقلاني”، وقال: “کأنه کان قبل ذلك يسافر إلى الولايات المتحدة وخارج البلاد مرة كل شهر، والآن لا يستطيع أن يذهب مع هذه العقوبات! أو أن لديه حسابًا بنكيًا وينقل البضائع”.

وقد وصف ذو النور عقوبات دونالد ترامب، أول من أمس الإثنين، بأنها محاولة “لتسکين الألم”، بعد أن أسقطت قوات الحرس الثوري في مضيق هرمز الطائرة الأمريکية المسيّرة.

بسبب الطائرة

وقد أشار حسين سلامي، قائد الحرس الثوري الإيراني، أمس الأربعاء، إلى العقوبات الجديدة التي فرضتها الحكومة الأمريكية على المسؤولين العسكريين والسياسيين الإيرانيين، ووصفها بأنها رد واشنطن على إسقاط الطائرة الأمريكية المسیّرة فوق مضيق هرمز.

وقال سلامي، في حديث مع وكالة “فارس” للأنباء، إن العقوبات الأمريكية الجديدة كانت ناتجة عن “إحباط ويأس”، مضيفًا أنه من الطبيعي أن يحاول الأمريکیون التنفیس عن إحباطهم، بعد الضربة التي تلقوها من الحرس الثوري.

وفي جانب آخر من خطابه، وصف سلامي العقوبات ضد قادة الحرس الثوري الإيراني بأنها “محاولة یائسة”، وذكر أن مكان انتشال حطام الطائرة المسیرة كان دلیلاً علی العدوان الأمريکي وانتهاك القانون الدولي.

ثمن الطائرة

هذا، وقد قدم السيناتور الجمهوري الأمريكي، تيد كروز، أول أمس الثلاثاء 25 يونيو (حزيران)، طلبًا لتغریم إيران مقابل إسقاط الطائرة الأمريكية المسیرة.

ووفقًا للخطة، يجب أخذ ثمن هذه الطائرة الأمريكية المسیّرة من مئات الملايين من الدولارات من الأصول الإيرانية المجمدة في الولايات المتحدة.

کذلك، تنص الخطة علی أن تحدد الحكومة الأمريكية أيضًا القيمة الدقيقة للطائرة الأمريكية المسیرة التي استهدفها الحرس الثوري، يوم الخميس الماضي.

ويقال إن الطائرة المسيّرة تكلفت ما بين 120 إلی 220 مليون دولار. وتم الإعلان عن مثل هذه الخطة بعد ساعات قليلة من العقوبات الأمريكية الجديدة ضد إيران.

ثورية المرشد

وقد كتب محمد أردكاني مقالاً افتتاحيًا في صحيفة “رسالت” الأصولية، جاء فيه: “كان إسقاط الطائرة الأميركية، صفعة كبيرة بوجه ترامب، وبعد يوم من هذه الحادثة بعث عدد من الإصلاحيين رسالة توسل، للأمين العام للأمم المتحدة يطالبونه فيها بالوقوف أمام ترامب”.

يقول كاتب الصحيفة إن مرشد الجمهورية الإسلامية يتعامل بطريقة ثورية وشجاعة، لكنّ هناك مسؤولين ليبراليين وغير ثوريين في مؤسسات تنفيذية، يقومون بسلوك مخالف للمرشد.

يرى أردكاني أن الإدارة غير الثورية، مكلفة وغير ناجحة، في حين أن المؤسسات التابعة للمرشد، أقل بيروقراطية وأكثر نجاحًا.

ويضيف أردكاني أن فئات من المجتمع الإيراني أصبحت مرفهة وغير مقيدة بالمبادئ، وهذه القضية تؤدي إلى قبول الذل أمام الولايات المتحدة الأميركية.

ربما يعجبك أيضا