روسيا تبرم اتفاق تسوية جديدًا في درعا

محمود سعيد

رؤية

موسكو – تدخلت روسيا لاحتواء الموقف في محافظة درعا من خلال إبرام تسوية جديدة مع العديد من المناطق والبلدات، خاصة التي اقتربت خلال الآونة الأخيرة من حافة الانفجار من جديد بسبب الممارسات الأمنية للنظام السوري.

وأفادت مصادر أن اجتماعاً جرى في نهاية شهر تشرين الثاني/ نوفمبر بين اللجنة المركزية في محافظة درعا المخولة من قبل الأهالي بالتفاوض، وبين وفد من الضباط الروس، نتج عنه التوصل إلى اتفاق تسوية جديد.

وتنص التسوية على امتناع قوات النظام السوري عن اقتحام المدن والبلدات، مع شطب قوائم المطلوبين من سكان المحافظة، الذين تتم ملاحقتهم عبر الحواجز المنتشرة على الطرقات، مع فتح المجال لمدة أسبوع أمام المنشقين والمتخلفين عن الخدمة العسكرية للالتحاق بوحداتهم العسكرية، وإلا سيتم ملاحقتهم بتهمة “الفرار” من الخدمة.

وكانت روسيا قد توسطت بين المقاتلين المحليين في محافظة درعا وبين الفرقة الرابعة لإنهاء التوترات التي اندلعت في السابع من تشرين الثاني/ نوفمبر بمنقطتي “درعا البلد” و “الكرك الشرقي” وامتدت لتشمل قرى وبلدات المحافظة الغربية، وشهدت أسر عناصر لقوات النظام السوري مع اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة وقذائف الهاون.

ومع كل تصعيد تشهده محافظة درعا بين المقاتلين المحليين الذين كانوا يتبعون سابقاً لفصائل المعارضة السورية وقوات النظام السوري تتدخل روسيا بهدف إعادة الهدوء إلى المنطقة وإنهاء التوترات.

ومع استمرار قوات الفرقة الرابعة بالتحشيد مؤخراً في غرب وشرق درعا بهدف اقتحام المزيد من البلدات لاحت في الأفق بوادر انفجار للأوضاع، خاصة وأن الفرقة الرابعة وفرع الأمن العسكري يشترطان تسليم الأسلحة التي بحوز المقاتلين المحليين مقابل عدم الاقتحام، الأمر الذي أثار المخاوف لدى السكان لأن ذلك يعني التخلي عن أداة الردع المستخدمة لمنع عمليات اقتحام الدوريات الأمنية واعتقال المطلوبين.

ويبدو بحسب “نداء سوريا” أن روسيا تحاول الحفاظ على نوع من التوازن في المحافظة ولا ترحب بهيمنة الفرقة الرابعة الموالية لإيران على اعتبار أن هذا السيناريو سيضر بتفاهماتها مع إسرائيل والأردن، خاصة وأن الفرقة توفر الغطاء الكامل للميلشيات الموالية لإيران من أجل التمدد في الجنوب، لكن موسكو في ذات الوقت تستخدم قوات النظام في ضبط سلوك المقاتلين الذين وقعوا على اتفاق التسوية عام 2018.

ورفضت كتل المقاتلين المنحدرين من مدينة درعا وريفها الغربي ( طفس – اليادودة – مزيريب) الانخراط في مؤسسات النظام السوري أو الفيلق الخامس المرتبط بروسيا، ويحافظون على تكتلهم ويبدون مقاومة لأي عملية فرض سيطرة أمنية من قبل الأفرع والقوات التابعة للنظام السوري.

ربما يعجبك أيضا