روسيا سعت لاغتيال أحد أعدائها في أمريكا.. كيف خططت؟

يحاول الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، التخلص من أعدائه داخل وخارج البلاد، ويبدو أن المخابرات الروسية ستتجاوز حدود موسكو لتنفيذ الأمر.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميكية، أمس الاثنين 19 يونيو 2023، أن روسيا تهدف إلى القضاء على مسؤول سابق رفيع المستوى في المخابرات الروسية، وهذا يمثل استراتيجية جديدة لحملة الاغتيالات المستهدفة التي يشنها بوتين.

بوتين يتعدى الخطوط الحمراء

ذكرت الصحيفة الأمريكية تصريحات الموظف السابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، مارك بوليميروبولوس، والذي قال إن بوتين تعدى الخطوط الحمراء منذ فترة طويلة.

وأضافت أن الهدف الذي كانت تريده روسيا هو ضابط مخابرات روسي سابق يدعى ألكسندر بوتييف، وهو الذي كشف عن معلومات لواشنطن بأن هناك 11 جاسوسًا يتخذون أسماءً مستعارة ويعملون في وظائف بالولايات المتحدة لحساب روسيا ويجمعون المعلومات لها.

اقرأ ايضًا: روسيا لن تُهزم.. كيف يرى بوتين الحرب في أوكرانيا؟

وأشارت الصحيفة إلى أنه في عهد الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، واستنادًا لجهوده لإعادة العلاقات بين واشنطن وموسكو، جرى التوصل إلى اتفاق يسعى الطرفان من خلاله لتهدئة التوترات، وجرى اعتقال عشرة من الجواسيس الـ11 وطردوا إلى روسيا، وفي المقابل، أفرجت موسكو عن 4 سجناء روس، من بينهم الجاسوس الروسي السابق، سيرجي سكريبال، الذي أدين في عام 2006 لبيع أسرار لبريطانيا.

روسيا سعت لاغتيال أحد أعدائها على الأراضي الأمريكية .. كيف خططت لذلك؟

محاولة اغتيال بوتييف

أوضحت الصحيفة الأمريكية أنه جرى الكشف عن محاولة اغتيال بوتييف في الطبعة البريطانية من كتاب “الجواسيس: حرب الاستخبارات الملحمية بين الشرق والغرب”، وهو من تأليف كالدر والتون، عالم الأمن القومي والاستخبارات في جامعة هارفارد.

وأشارت نيويورك تايمز إلى ان الروس دائمًا ما يستخدمون أداة الاغتيال والقتل لإسكات أعدائهم، في الوقت الذي لم يخف فيه بوتين ضيقه من المنشقين عن صفوف المخابرات، ولا سيما أولئك الذين يساعدون الغرب.

اقرأ أيضًا: بوتين: صادرات الحبوب الأوكرانية لا تساعد في حل أزمة الغذاء

وأوضحت أن تسميم سكريبال على يد عملاء روس في سالزبري، ببريطانيا، في عام 2018، بمثابة إشارة إلى تصعيد في تكتيكات موسكو وزاد مخاوفها من أنها لن تتردد في فعل الشيء نفسه في هدفها القادم.

روسيا سعت لاغتيال أحد أعدائها على الأراضي الأمريكية .. كيف خططت لذلك؟

مخاوف المخابرات الأمريكية على صواب

قالت نيويورك تايمز إن مخاوف المخابرات الأمريكية كانت على صواب، ففي عام 2019، أجرى الروس عملية للعثور على بوتييف، بمساعدة عالِم من أواكساكا بالمكسيك، وهو هيكتور أليخاندرو كابريرا فوينتيس.

وضغط الروس على فوينتيس عن طريق عائلته، وفي شهر مايو من عام 2019، اتصل به مسؤول روسي وطلب مقابلته في موسكو، وفي أحد الاجتماعات ، ذكّر المسؤول فوينتيس بأن عائلته عالقة في روسيا وأنه يمكن تبدال المنفعة.

وبعد بضعة أشهر، طلب المسؤول الروسي من فوينتيس العثور على شقة شمال ميامي بيتش، حيث يعيش بوتييف، وأمره بعدم استئجار الشقة باسمه، ومنح زميل له 20 ألف دولار للقيام بذلك.

الرئيس-الروسي-فلاديمير-بوتين

كيف خططت روسيا؟

أشارت الصحيفة إلى أنه في فبراير 2020، سافر فوينتيس إلى موسكو، حيث التقى مرة أخرى المسؤول الروسي، الذي قدم وصفًا لسيارة بوتيف، وقال المسؤول إنه على فوينتيس إيجاد سيارة بوتييف والحصول على رقمها وموقعها بالضبط دون التقاط أي صور.

تلك العملية أفسدها فوينتيس، ففي أثناء قيادته للمجمع، حاول تجاوز بوابة الدخول من خلال الاصطدام بسيارة أخرى وجذب انتباه الأمن، وعندما جرى استجوابه، كانت زوجته تلتقط صورًا للوحة بوتييف.

وطُلب من فوينتيس وزوجته المغادرة، لكن كاميرات المراقبة التقطت ما فعلته زوجته، وبعد يومين، حاول السفر إلى المكسيك، لكن ضباط الجمارك وحماية الحدود الأمريكيين أوقفوه وفتشوا هاتفه.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

فشل المخطط

بعد إلقاء القبض عليه، قدم فوينتيس تفاصيل الخطة إلى المحققين الأمريكيين، وأعرب عن اعتقاده بأن المسؤول الروسي الذي كان يلتقي به يعمل لصالح جهاز الأمن الداخلي الروسي، وذكرت تقارير أن فوينتيس كان لا يعلم بأهمية الشخص المستهدف بالنسبة لروسيا.

وشددت نيويورك تايمز على أن ما حدث إلى جانب الأنشطة الروسية الأخرى أثار غضب الحكومة الأمريكية، وقال مسؤولان أمريكيان سابقان إن الولايات المتحدة فرضت في إبريل 2021 عقوبات وطردت 10 دبلوماسيين روس.