روسيا لن تقف عند أوكرانيا.. دور الناتو ومستقبل دول البلطيق

روسيا لن تتوقف.. ما مستقبل دول البلطيق؟

محمد النحاس

مسؤول أوروبي: "بمجرد انتهاء الحرب، ستبدأ آلة الحرب الروسية في إعادة بناء نفسها.. وسوف تسعى إلى الاستفزاز وإثارة العراقيل على حدودها، نحن نعرف هذا".


قال وزير خارجية لاتفيا أرتورز كريجانيس كارينش، إن الغرب بحاجة إلى استراتيجية طويلة المدى لاحتواء روسيا، إذ تسعى موسكو إلى تحقيق أهداف جديدة بغض النظر عن نتيجة الحرب في أوكرانيا.

وقال كارينش وهو أيضًا، رئيس وزراء لاتفيا السابق، والمرشح المعلن لرئاسة الناتو، لصحيفة “فايننشال تايمز البريطانية، إن روسيا لديها “أيديولوجية تغذيها الإمبريالية” ما يعني أن التهديد من موسكو سيستمر حتى في ظل رئيس جديد أو إذا استعادت أوكرانيا أراضيها.

ما بعد أوكرانيا 

حسب “فاينانشال تايمز”، حذر وزير خارجية لاتفيا أرتورز كريجانيس كارينش، من أهداف موسكو المستقبلية، معتبرًا أن: “روسيا لن تتوقف.. كما إن إيقافها في أوكرانيا لا يعني أن الأمر قد انتهى”، وعرج على أهمية أن يعمل حلف شمال الأطلسي (الناتو) على استراتيجية طويلة المدى لاحتواء روسيا.

وحسب المسؤول تقع دول البلطيق وفنلندا على خط المواجهة بين حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي من جهة وروسيا من جهة أخرى، وقد كثفت -دول البلطيق- تحذيراتها من أنه من غير المرجح أن يقتصر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أوكرانيا فقط.

زيادة الإنفاق الدفاعي

وجه الدبلوماسيون الروس انتقادات منتظمة إلى دول البلطيق وفنلندا في المقابل، زادت لاتفيا، وإستونيا وليتوانيا، إنفاقها العسكري بشكل كبير في السنوات التي تلت ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014.

وتهدف لاتفيا إلى إنفاق 3 % من الناتج المحلي الإجمالي على جيشها بحلول عام 2027، متجاوزة هدف حلف شمال الأطلسي البالغ 2 في المائة.

دور الناتو مستقبلًا

عن دور الناتو المستقبلي، وما يتعين عليه فعله، قال كارينش إن حلف شمال الأطلسي بحاجة إلى تعزيز القدرة  لضمان توحيد أنظمة الأسلحة المختلفة والسماح بتقاسم أكبر للذخيرة والمدفعية بين الحلفاء.

متحدثًا عن روسيا أوضح: “بمجرد انتهاء الحرب، ستبدأ آلة الحرب في إعادة بناء نفسها، وسوف تسعى إلى الاستفزاز وإثارة العراقيل على حدودها، نحن نعرف هذا”.

وتابع وزير خارجية لاتفيا: “علينا أن نتأكد من جانب حلف شمال الأطلسي من أن احتمال وقوع أي حوادث مستبعد ببساطة من خلال تصميمنا واستثماراتنا في الدفاع”.

قدوم قوات إلى لاتفيا

وفقًا لكارينش، سيصبح بحر البلطيق – الذي يمكن لروسيا الوصول إليه أيضًا  “بحيرة الناتو” بعد انضمام فنلندا والسويد إلى التحالف.

وانضمت فنلندا في أبريل الماضي للناتو، لتصبح العضو رقم 31 في الحلف، لكن انضمام السويد تأخر بسبب تركيا والمجر، واقترح دبلوماسيون من بلدان الشمال الأوروبي أن كلا من فنلندا والسويد يمكنهما إرسال قوات إلى لاتفيا كجزء من مجموعات القتال المتقدمة التابعة لحلف شمال الأطلسي لدول المواجهة، حسب تقرير الصحيفة البريطانية.

 وقال كارينش، إن لاتفيا ترحب بمثل هذا الانتشار للانضمام إلى القوات المتعددة الجنسيات من 10 دول في بلاده بقيادة كندا، وأضاف وزير الخارجية: “إنه نموذج مصغر لكيفية عمل الناتو معًا من أجل الدفاع الجماعي”.

وخلال حديثه مع الصحيفة الغربية، أقر المسؤول بصعوبة الفترة الماضية بسبب في الحرب في أوكرانيا، لكنه أضاف أنه متفائل بأن أوروبا والولايات المتحدة ستواصلان دعم كييف عسكريًا وماليًا.

خطر على أوروبا

أردف وزير خارجية لاتفيا: “روسيا تحاول زرع الشك بيننا.. لكن بوتين نجح في إعادة تنشيط حلف شمال الأطلسي.. لقد تمكنا من التقارب بشأن جميع القضايا حتى الآن فيما يتعلق بأوكرانيا”، رغم قيام المجر بمنع التمويل طويل الأجل من الاتحاد الأوروبي لكييف.

وأضاف أن الوحدة الغربية وعضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي بعد الحرب أمران ضروريان، مؤكدًا أن “روسيا لا تمثل مشكلة في أوكرانيا بالنسبة لأوكرانيا فحسب، بل إنها تشكل خطرًا على أوروبا بأكملها، حتى بعد الحرب الأوكرانية”.

واعتبر ختامًا أنه “إذا استعادت أوكرانيا أراضيها، فإن روسيا ستظل تشكل تهديدًا، وهذا يعني أننا بحاجة إلى تعديل تفكيرنا على المدى الطويل”.

ربما يعجبك أيضا