بؤر جهادية علمانية.. “فيالق التطوع” تزحف إلى روسيا وأوكرانيا

علاء بريك

من أوروبا وأمريكا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى، الأراضي الأوكرانية باتت متعددة الجنسيات ومرتعًا لمرتزقة العالم.


أعلن الكرملين، أمس الجمعة، السماح للمقاتلين من سوريا ودول الشرق الأوسط بالقتال إلى جانب روسيا في أوكرانيا.

قبل تاريخ الأمس وتحديدًا في 9 أكتوبر 2015، وقف خطيب الجامع الأموي في دمشق مأمون رحمة على المنبر مخاطبًا مصلي الجمعة قائلًا: “عهدًا منا أمام الله وأمام التاريخ أنه إذا تعرضت روسيا الاتحادية إلى حربٍ من الإرهاب والإجرام سنحمل البندقية ونقف إلى جانبها”.

تواريخ سابقة

تنشط في سوريا مجموعة فاجنر الأمنية، شركةٌ عسكرية روسية، تجند السوريين لحماية مصالح روسيا، أحد المصادر السورية طلب عدم ذِكر اسمه، قال لـ”شبكة رؤية الإخبارية”: “روسيا تدفع مبالغ كبيرة فراتب الموظف في سوريا 25 دولارًا ولا يكفي لشيء، أما الروس فيعطونك 1500 دولار شهريًا لحراسة منشآت في ليبيا أو فنزويلا حسب عقدك الممتد لبضعة أشهر، ويبقى هذا الخيار جذابًا رغم مخاطره”.

روسيا ليست الوحيدة التي تستخدم مرتزقة للقتال أو الدفاع عن مصالحها، فأيام حرب العراق نشطت مجموعة بلاك ووتر وخلفت وراءها تاريخًا أسود أفضى إلى حلها، وأيضًا أفغانستان أيام دخول الاتحاد السوفييتي إليها، وهاجر المرتزقة إليها رغبةً في الجهاد، وقوات الحلفاء والمحور أيام الحرب الثانية تجند أبناء المستعمرات لإطعام آلة الحرب الخاصة بها، بحسب كتاب «الجندي السوري في ثلاث حروب» لجبرائيل إلياس ورد، وأسبق منهم حملات التجنيد العثمانية أيام السفربرلك.

أوكرانيا.. فيالق التطوع

عقب الاجتياح الروسي لأوكرانيا خرج الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلنسكي ليقول “من أراد المشاركة في الدفاع عن أمن أوروبا والعالم يمكنه القدوم والوقوف جنبًا إلى جنب مع الأوكران في وجه الغزاة”، وفي إسرائيل أصدرت سفارة كييف إعلانًا تدعو فيه إلى التطوع لأجل القتال في أوكرانيا.

لاحقًا، أعلنت الحكومة الأوكرانية تأسيس ما يُسمى الفيلق الدولي الأوكراني. في الوقت نفسه، أعلنت الحكومة الأوكرانية تسليح من يقدر على حمل السلاح من المواطنين وإطلاق سراح السجناء أصحاب الخبرة العسكرية.

معارك الدونباس

لكن قبل الاجتياح الحالي، كانت معارك الدونباس تجذب متطوعين من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بحسب موقع كاونتر تيروريزم، وخرجت تقارير صحفية مع متطوعين قادمين من تلك البلدان لقتال مواطني أوكرانيا من الإثنية الروسية في إقليم الدونباس شرقي البلاد، وقال متطوع: “نحن نقاتل لأجل القيم ذاتها التي تقاتل لأجلها أمريكا”.

أخيرًا، سهلت أوكرانيا دخول المتطوعين بإسقاط شرط الحصول على الفيزا، ما يجعل وصول المتطوعين إليها من مناطق مختلفة أمرًا يسيرًا، والخميس قبل الماضي أعلن الرئيس زيلنسكي وصول الدفعة الأولى من المتطوعين من أصل 16 ألف متطوع.

روسيا.. هجرة المقاتلين

على الساحة الروسية، أعطى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الضوء الأخضر يوم أمس الجمعة، لدخول 16 ألف مقاتل أجنبي في الحرب الأوكرانية، وتشير التقارير إلى أنّ معظم هؤلاء من الشرق الأوسط وسوريا بحسب ما أوردته وكالة رويترز، ومن المرجح أن يكون العدد الأكبر من السوريين، ويحمل القادمون خبرة عسكرية وتجربة في قتال الشوارع بالنظر إلى ما اكتسبوه من المعارك على الأرض السورية.

وقال بوتين، أمس: “إذا أراد هؤلاء الناس المشاركة طوعيًا، وليس مقابل المال، ومساعدة أبناء الدونباس، عندئذٍ علينا إعطاءهم ما أرادوه ومساعدتهم على الوصول إلى أرض المعركة”.

تصعيد خطير

وقبل أيام صدرت تقارير عن مؤسسات صحفية ورسمية، كالبتاجون، تفيد بأن روسيا تجند مرتزقة من سوريا للمشاركة في المعارك الدائرة في أوكرانيا، وصرحت الولايات المتحدة بأن هذا التجنيد يمثل تصعيدًا خطيرًا.

وأوردت منظمة سوريون من أجل الحقيقة والعدالة تقريرًا من داخل سوريا في أوائل مارس الحالي بشأن بدء تسجيل أسماء المتطوعين السوريين للقتال إلى جانب روسيا، وبدأت جماعات سورية معارضة تسجيل أسماء متطوعين للقتال إلى جانب أوكرانيا، وأشارت إحدى الشهادات إلى أن الضباط الروس يرفضون قبول متطوع لا يملك خبرة عسكرية، وأن مشاركة السوريين رمزية مقارنة بمشاركة الشيشان والبيلاروس.

ربما يعجبك أيضا