ريهام حجاج لـ«رؤية»: تحمّست بسبب جنون «صدفة».. والمسلسل تراجيدي مُطعّم بالكوميديا (1)

أحمد العشري
ريهام حجاج مسلسل صدفة

تثبت النجمة ريهام حجاج دومًا موهبتها الفنية الكبيرة من خلال سلسلة أعمالها المتنوعة والمتميزة، حيث تظهر قدراتها على التلون في أداء الشخصيات المختلفة بمهارة وإتقان، والتي تزداد كل عام، إذ جسدت شخصية الفتاة الشعبية في مسلسل “وضع أمني”، وأدت دور الأرستقراطية في “يوتيرن”، وقدمت شخصية صعيدية في “يونس ولد فضة”، بالإضافة إلى تقديمها الأدوار الكوميدية بأساليب متنوعة ومبتكرة.

وفي سباق دراما رمضان 2024، اختارت الفنانة ريهام حجاج المُشاركة في مسلسل “صدفة”، الذي يتناول قضايا مهمة تخص فئة عمرية رئيسة وهي الشباب، وذلك في إطار اجتماعي مشوّق، ليتناول المسلسل قصة معاصرة تعبر عن تحديات الحياة والعلاقات الإنسانية في مجتمعنا الحالي، ويعكس رؤية مختلفة ومتنوعة للمشاكل والتحديات التي يواجهها الشباب في الوقت الحالي.

واختصت ريهام حجاج “شبكة رؤية الإخبارية” بإجراء حوار طويل معها في 3 أجزاء عن مسلسل “صدفة” وأحداثه وكواليسه، بجانب بعض آرائها وتفاصيل عن حياتها الشخصية.

ردود الأفعال على “صدفة”

قالت الفنانة ريهام حجاج في حوارها لـ”شبكة رؤية الإخبارية“، إنها سعيدة جدًا بردود الأفعال التي تلقتها على مسلسل “صدفة”، وتشكر الله كثيرًا على هذا النجاح، خاصةً وأن شخصية صدفة والعمل عليها كان صعبًا جدًا؛ لأن ردود أفعالها غريبة، ولا يوجد شخص طبيعي يختار إيقاع نفسه في هذا الكم من المصائب وتكون ردود أفعاله طبيعية، فحتى يصدق الجمهور العمل كان لابد أن يصدقوا أن صدفة “مجنونة وعندها ربع ضارب”.

وأضافت ريهام أن طريقة كلام وأسلوب صدفة كان لابد أن يكون فظًا وغريبًا، حتى عندما يعرف الجميع أنها تزوجت من شخص دون علمها، يتقبل ردة فعلها وطريقتها، بجانب أسباب وقوعها في مشاكل كثيرة، فكلما تحل واحدة توُقع نفسها في أخرى بسذاجتها.

أسباب حماسها لتقديم المسلسل

أشارت حجاج إلى أنها قدمت الكثيرة من الأعمال في مسيرتها الفنية، تخطت الـ30 عملًا، بدايةً من مسلسل “رقم مجهول”، مرورًا بـ”شربات لوز وهبة رجل الغراب وسجن النسا ويوم ملوش لازمة وبنات سوبر مان ونصيبي وقسمتك ويوتيرن ويونس ولد فضة ومولانا” وغيرهم، قدمت خلالهم شخصيات مختلفة، الجميلة والرقيقة، والصعيدية، وبنت البلد والشعبية، وبنت الناس، ووكيلة نيابة، قدمت شخصيات وأعمال كثيرة، ولذلك أثار العمل إعجابها وحماسها لأنها وجدت أنه سيساعدها في الخروج من نوعية الشخصيات التي قدمتها وتذهب لمرحلة “الجنون”.

وأضافت أنه من بين الأمور التي حمستها للعمل جودة السيناريو الذي كتبه السيناريست أيمن سلامة بحرفية شديدة، والذي يمزج بين الإثارة والتشويق والكوميديا والدراما الشعبية، فضلًا عن طرحه ملفات مهمة وتسليط الضوء عليها كجرس إنذار للجميع، لافتة إلى أنها وجدت ضالتها في صدفة، وتعتبره بمثابة مغامرة محسوبة خاصةً وأنها تقدمها مع السيناريست أيمن سلامة والمخرج سامح عبدالعزيز.

أسباب تسمية المسلسل بـ”صدفة”

أوضحت ريهام أن اسم العمل بالنسبة إليها له مغزى وصدفة جميلة، بدأت مع التجهيز لمسلسل “جميلة” مع أيمن سلامة وكتابة المعالجة الدرامية، وكانت من المفترض أن تظهر بأنها حامل ونتطرق لمسألة الإنجاب وتجميد البويضات، وللمصادفة مع بداية التصوير علمت بأنها حامل بالفعل في الشهر الثالث، فكانت بالنسبة لها الصدفة جميلة جدًا.

وأضافت أنها اتخذت قرارا بعدها بتسمية العمل المقبل باسم “صدفة”، خاصةً وأن جميلة كان “فال حلو” لها حسب وصفها، معبرة عن إعجابها وحبها لأسامي أعمال أيمن سلامة جدًا، الذي تراه واحد من أهم الكتاب على الساحة الفنية، ودائمًا ما يكون له مواقف جميلة معها.

الصعوبات ومشاركة الوجوه الشابة

لفتت نجمة مسلسل “صدفة”، إلى أنها واجهها العديد من الصعوبات خلال تصوير العمل، ولكن أكثر شئ هو العمل على الشخصية نفسها، وظهورها بشكل لايت وكوميدي في مسلسل يمتاز بالجدية، موضحة أن كل الشخصيات تتعامل بجدية في أحداثها، بينما هي تقدم بعض الكوميديا بمفردها، في حين أن العمل في الأساس ليس كوميديًا، متابعة: “مبنقدمش الكبير أوي، أو بنات سوبر مان”.

وأردفت ريهام حجاج أنهم عملوا على تقديم مسلسل دراما اجتماعية مطعمة بالكوميديا، ولذلك المعادلة كانت صعبة جدًا، ونجاحها أسعدها كثيرًا، متطرقة في الحديث عن وجود العناصر الشبابية في أغلب أعمالها، مؤكدة أنها حريصة بنفسها على استمرار ذلك بتقديم كل الدعم للأجيال الجديدة، ولذلك في “صدفة” يوجد الكثير من الوجوه الجديدة والشباب.

الخطوط العريضة لشخصية صدفة

أشارت ريهام حجاج إلى أنها وضعت ملامح وتفاصيل الشخصية من وحي خيالها، حتى تستطيع بناءها سواء من ناحية لغة الجسد أو طريقة الكلام واللزمات والأسلوب وحتى الـ”tune” الخاص بالصوت، فكل هذه أمور عملت عليها، واستطعت في النهاية بناء الشخصية من خلال الورق وتحويلها إلى لحم ودم.

وأضافت أن من بين الأمور التي حرصت على ظهورها في الشخصية “لدغة اللبانة” و”حركة البؤ”، ولزمات أخرى حرصت على وضعها حتى يعتقد المشاهد بأن صدفة شخصية “مُختلة” ليست طبيعية، متابعة أنها  سافرت مع زوجها محمد حلاوة خارج مصر منذ فترة، فوجدت محل لعب أطفال أثناء سيرهما فى الشارع، فاشتريت مستحضرات للشخصية كالعدسة وغيرها، وقبل انطلاق التصوير بشهرين، التقيت بمصممة الأزياء رفاء والمخرج سامح عبدالعزيز وعرضت عليهما ما اشتريته، بجانب بعض الأفكار والجمل الحوارية التي أتت إليها قبل بدأ التصوير أثناء نومها، فكانت تستيقظ وترسلها للمؤلف عبر “واتس آب”، وتقول له: “بص شوفها وخليها عندك في الصندوق”.

المكياج والإكسسوارات والملابس

أكدت ريهام حجاج أنها حرصت في مسلسل صدفة على عدم وضع أي مكياج خلال التصوير؛ لأن الشخصية فرضت عليها الظهور بهذا الشكل، والممثل المحترف هو من يسير خلف الشخصية، ولا يسير خلف أهوائه.

وتابعت أن هذه ليست المرة الأولى أن تظهر فيها بعمل من دون مكياج فأغلب أعمالها كانت بهذا الشكل، مثل سجن النسا، والعام الماضي في آخر 5 حلقات بمسلسل جميلة، عندما قامت جميلة بعمل الحقن المجهري وعلمت أنها حامل من الدكتور وليس زوجها، مشيرة إلى أنها عندما قرأت ورق شخصية صدفة وجدت أنها فتاة لا تقف أمام المرآة، ترتدي ملابس غريبة، تسرح شعرها بـ”الرولوهات”، ساذجة في اهتمامها بأنوثتها، فإذا ظهرت في المشاهد بميك آب كانت الشخصية “هتبوظ”، وسيشعر الجمهور بأنها ليست حقيقية، وأيضًا الأمر بالنسبة لطريقة الملابس والإكسسوارات، فكان لابد أن يكون كل شئ يمتاز بالبساطة.

وفيما يخص الفنانات اللاتي يظهرن بمكياج كامل في أعمالهم رغم أن شخصياتهم لا تحتاج لذلك، قالت ريهام إنها لا تحب ذلك، خاصةً وأنها تعتبر إنهم يقدمون شخصيات حقيقية والجمهور يحبها، وبالنسبة لها “الميك آب” كما يدرس لهم في المعهد، يستخدمه للتخديم على الشخصيات الضمنية، ويضيف للحبكة الدرامية ليليق على الأحداث، وطالما أنه ليس له وظيفة درامية فلا يجب استخدامه.

كوميديا الموقف تسيطر على العمل

قالت ريهام إنهم كانوا حريصين على أن تكون الكوميديا نابعة من المواقف وليست مجرد “إفيهات”، ومختصة الأمر بعبقرية السيناريست أيمن سلامة، خاصةً وأن العمل لا يشارك فيه ” كوميديانات”، والورق نفسه ليس كوميديًا، والمسلسل يحمل قضايا مهمة وإثارة وأحداث شيقة، وفي نفس الوقت يستطيع أن يدخل الابتسامة ويضحك الجمهور، وكان هدفهم طوال الوقت هو إدخال الابتسامة في قلب الأحداث التراجيدية مع البكاء، وهذه هي العبقرية من وجهة نظرها.

وكشفت أيضًا أنها تكون حريصة في أعمالها على أن كل فنان ينال حقه وما يستحقه كاملًا، وأنها تعامل الله في كل شئ بحياتها، لأنه أعطاها الكثير في حياتها، وهو ولي النعمة التي تعيش فيها، مؤكدة أنها ترتضي بكل شئ من داخلها، ولا يحدث يومًا أن تستكتر شيئا على أحد، وتفرح بنجاح كل من حولها حتى ولو على حسابها، مشيرة إلى أنه إذا راجع أحد كل مسلسلاتها منذ البطولات التي بدأت تقديمها سيجد أن كل من حولها لهم أدوارهم الكبيرة والمميزة والمؤثرة في الأحداث.

ربما يعجبك أيضا