زيارات متأرجحة.. هل ينقذ بلينكن الشرق الأوسط من حرب إقليمية؟

إسراء عبدالمطلب

يأمل المسؤولون الأمريكيون في سد الفجوات التي أدت إلى استمرار النزاع لأكثر من 10 أشهر.


بدأ وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، اليوم الأحد 18 أغسطس 2024، زيارته العاشرة إلى منطقة الشرق الأوسط.

جاء ذلك بالتزامن مع استمرار الجهود الدولية والإقليمية لوقف حرب غزة، ومن المقرر أن يصل بلينكن إلى إسرائيل في وقت لاحق من اليوم، بعد أن طرحت الولايات المتحدة، بالتعاون مع قطر ومصر، مقترحات تهدف إلى معالجة القضايا العالقة بين إسرائيل وحركة حماس، حسب صحيفة الجارديان البريطانية.

بلينكن

بلينكن

الزيارة العاشرة إلى الشرق الأوسط

يأمل المسؤولون الأمريكيون في سد الفجوات التي أدت إلى استمرار النزاع لأكثر من 10 أشهر، على الرغم من أنهم حذروا من أن هناك العديد من التحديات التي لا تزال قائمة، ومن المتوقع أن يلتقي بلينكن، الإثنين، نتنياهو كما يلتقي مسؤولين من الجيش والمعارضة وعائلات الرهائن في غزة.

وظهرت تساؤلات في إسرائيل حول ما إذا كان بلينكن سيحقق النجاح هذه المرة في ما فشل فيه خلال زياراته السابقة، إذ واجه بلينكن في المرات السابقة، مشكلة مع وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذين رفضوا الموافقة على التفاهمات المقترحة. ورغم ذلك، لا تزال الضغوط مستمرة على بن غفير وسموتريتش، على الرغم من ظهور اقتراحات في الجيش الإسرائيلي بقبول بعض التوافقات.

هل هيحقق بلينكن تقدمًا؟

كتب محلل الشؤون العسكرية في صحيفة “هآرتس”، عاموس هارئيل: “في الوقت الحالي، تسير الجهود الأمريكية وفقاً للخطة التي وضعوها، ووصفوا قمة الدوحة بأنها خطوة هامة، بغض النظر عن نتائجها الفعلية، الإدارة في واشنطن تأمل أن يساهم ذلك في تعزيز نمط تفكير شامل في الشرق الأوسط، مع الأمل في تحقيق تناغم بين الجانبين”.

وأضاف هارئيل: “لقد ربط الرئيس بايدن جميع الأمور معاً: التوصل إلى هدنة في غزة، والتي تتضمن وقفاً لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس، مع منع أي رد انتقامي من إيران وحزب الله ضد إسرائيل. ويأمل في أن يتم التوصل إلى صفقة الأسبوع المقبل”.

هل سيوازن بلينكن بين جميع الأطراف؟

تابع هارئيل: “ستواصل الولايات المتحدة جهودها خلال الأيام القادمة، وهذا هو العرض الحالي، والهدف من هذه الجهود هو الاستمرار في تحقيق الأهداف وفقاً لخط الرئيس، وبالرغم من أن الوجود الأمريكي في ممرات نتساريم فيلادلفيا هو في الأساس مجرد تغطية، إلا أن وجود الفرق الفنية في الدوحة واحتمال عقد قمة أخرى في القاهرة بحلول نهاية الأسبوع قد يشير إلى حدوث تقدم”.

وأضاف: “السؤال الرئيسي هو ما إذا كان بلينكن سيثبت أنه يستمع إلى كل الأطراف المعنية، بما في ذلك الصحفيين، دون المخاطرة بانسحاب الأحزاب اليمينية من ائتلافه. وحتى الآن، لم يُتخذ أي قرار في هذا الشأن”.

الدكتور جهاد أبولحية

الدكتور جهاد أبولحية

دلالات زيارة بلينكن للشرق الأوسط

من جانبه، قال أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطيني، الدكتور جهاد أبولحية، في تصريحات لـ “شبكة رؤية الإخبارية”، إن زيارة بلينكن إلى منطقة الشرق الأوسط تأتي في وقت حرج، حيث تشهد المنطقة حالة من التوتر الشديد، لافتًا إلى أن الصراع يتسع بشكل متزايد خارج حدود قطاع غزة، حيث يلوح في الأفق بشكل كبير اتساع رقعة الصراع خارج حدود قطاع غزة وتتحول إلى حرب إقليمية نتيجة التصرفات الغير مسؤولة من دولة الاحتلال الإسرائيلي.

ولفت أبولحية إلى أنه من الأمثلة الأخيرة على التصرفات الغير مسئولة لدولة الاحتلال، قتل  رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران، وكذلك قتل القيادي في حزب الله فؤاد شكر في بيروت، بالإضافة إلى استهداف المدنيين وقصف ميناء الحديدة في اليمن. كل هذه الأفعال تدفع بقوة نحو اندلاع حرب إقليمية.

اندلاع حرب إقليمية

أضاف أبولحية أن الإدارة الأمريكية التي تشارك نتنياهو في حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، تسعى الآن إلى تجنب اندلاع حرب إقليمية، إذ يوجد لها مصلحة في ذلك خصوصًا في ظل استعداداتها للانتخابات الرئاسية المقبلة، متابعُا إن الجرائم التي يرتكبها نتنياهو، والتي تشكل انتهاكًا للقانون الدولي والقانون الإنساني لم تكن لتصل إلى هذا الحد لولا الدعم الأمريكي غير المحدود لإسرائيل.

ولفت إلى أن نتنياهو يستغل هذا الدعم لتحقيق مصالحه الشخصية، والتي تشمل توسيع رقعة الصراع لضمان بقائه في منصب رئيس الحكومة الإسرائيلية، مشددًا على أن أي جهود لاحتواء الوضع ومنع توسع الحرب ستكون عبثية ما دام أن الإدارة الأمريكية توفر المال والأسلحة لنتنياهو. لذا، ينبغي على الإدارة الأمريكية ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو من خلال تقليص الدعم العسكري والسياسي والدبلوماسي، مما يجبره على التوقف عن حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، وهي الخطوة الوحيدة التي قد تمنع تحول الشرق الأوسط إلى حرب إقليمية.

ربما يعجبك أيضا