هل تتحسن العلاقات السعودية الأمريكية بعد زيارة بايدن؟

ضياء غنيم
الأمير محمد بن سلمان والرئيس جو بايدن

عمد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إلى إبداء الامتعاض من تدخلات الإدارة الأمريكية في شؤون المملكة، منوهًا بأن فرض القيم يأتي بنتائج عكسية.


جددت زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، للمملكة العربية السعودية التأكيد على الشراكة الاستراتيجية والشروع في إعادة بناء الثقة بين البلدين.

تصريحات الجانبين في اللقاءات الثنائية، أمس الجمعة 15 يوليو 2022، وفي قمة جدة للأمن والتنمية، اليوم السبت، أرست ملامح مرحلة جديدة من العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، فما هي ملامح تلك العلاقة؟

رسالة السعودية إلى بايدن

عمد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، في كلمته أمام قمة جدة للأمن والتنمية، إلى إبداء الامتعاض من تدخلات إدارة بايدن في شؤون المملكة والتي لا تراعي في أحد أبعادها اختلاف القيم والنظم، مضيفًا أن فرض القيم يأتي بنتائج عكسية.

ونقلت وسائل الإعلام السعودية، أن ولي العهد انتقد الانتهاكات الأمريكية في سجن أبوغريب إبان غزو العراق وتخاذلها في الدفاع عن حق الصحفية الفلسطينية الأمريكية، شيرين أبوعاقلة، ردًا على إثارة مقتل الصحفي جمال خاشقجي، منوهًا بأن المملكة “اتخذت جميع الإجراءات القانونية من تحقيقات، ومحاكمات لحين صدور الأحكام وتنفيذها، ووضعت إجراءات تمنع حدوث مثل هذه الأخطاء مستقبلًا”.

شراكة استراتيجية

وقعت الرياض وواشنطن، 18 اتفاقية ومذكرة تفاهم شملت مجالات المناخ والطاقة النظيفة والاستثمار والتقنية الرقمية وتقنيات الجيلين الخامس والسادس والفضاء والصحة.

وتأكيدًا لتلك المخرجات، قال وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، إن الولايات المتحدة تعد الشريك الاستراتيجي الأساس للمملكة، لكن ذلك لا يمنع تطوير شراكات قوية مع قوى عالمية أخرى بحكم دور الرياض ومكانتها في مجموعة العشرين.

استثمارات الطاقة مقابل زيادة الإنتاج

تناولت السعودية ملف الطاقة بمفهوم أشمل يتعلق بدعم صناعة الوقود الأحفوري كمورد رئيس للطاقة مع الالتزام بتقليص التلوث من خلال “الاقتصاد الدائري للكربون”، وانتقد ولي العهد تأثير سياسات تحول الطاقة الأمريكية “غير الواقعية” والتي ساهمت في ارتفاع التضخم العالمي وضعف استثمارات القطاع النفطي، وتأثيرها على الدول الفقيرة التي لا تملك قدرات التحول السريع للطاقات المتجددة.

الرياض جددت التزامها برفع “طاقتها الإنتاجية” إلى 13 مليون برميل يوميًا من النفط، ولم تتعهد فعليًا بزيادة الإنتاج خارج إطار تحالف أوبك بلس، واتفق الجانبان في بيان مشترك، أمس، على أهمية مواصلة التشاور بشأن استقرار أسواق الطاقة، مع الإشادة بمبادرات المملكة المناخية ودورها الريادي في مستقبل الطاقة، وتوصل البلدان لإطار الشراكة الثنائية في مجال تعزيز الطاقة النظيفة.

المصالح الأمنية المشتركة

إلى جانب الاتفاقيات الأمنية والتزام الولايات المتحدة بدعم دفاعات المملكة، جدد البلدان دعمهما سيادة دول المنطقة، ودعم حكوماتها التي تواجه خطر الإرهاب أو الجماعات التابعة والمدعومة من قوى خارجية، وضرورة ردع التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول ومنعها من الحصول على سلاح نووي.

التعاون في أمن الملاحة وحماية الممرات البحرية، شغل محورًا مهمًا من المباحثات الثنائية، فرحب الجانبان بقوة المهام البحرية المشتركة 153 المنشأة حديثًا للتركيز على حرية الملاحة وأمن مضيق باب المندب في البحر الأحمر، وتعزيز التعاون بين تلك القوة والبحرية الملكية السعودية من خلال مركز التنسيق الإقليمي المترابط في مملكة بالبحرين، حسب تلفزيون الشرق.

وتولت المملكة قيادة قوة المهام البحرية 150، والتي تهدف لتأمين الملاحة التجارية وتعزز الأمن الملاحي في خليج عُمان، وتوقيف السفن المشتبه بحملها أسلحة ويمتد نطاق عملها بين القرن الأفريقي وبحر العرب ومضيق باب المندب.

ربما يعجبك أيضا