زيارة نتنياهو إلى الصين.. إسرائيل تتحدى واشنطن وتتجه شرقًا

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إنه سيزور الصين خلال الفترة المقبلة، وإن الولايات المتحدة الأمريكية على علم بخططه.

وذكرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، يوم السبت 15 يوليو 2023، أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، أصدر بيانًا في 27 يونيو الماضي، أبلغ وفدًا من الحزبين من مجلس النواب الأمريكي أنه تلقى دعوة رسمية لزيارة بكين.

الزيارة الرابعة

تُعد الزيارة المرتقبة الرابعة لنتنياهو إلى الصين، وأبلغت الإدارة الأمريكية بالزيارة منذ شهر تقريبًا، وأضاف البيان “نتنياهو قال بوضوح إن التعاون الأمني ​​والاستخباراتي بين الولايات المتحدة وإسرائيل، بلغ ذروته على الإطلاق، وشدد على أن واشنطن ستكون دائمًا الحليف الذي لا بديل له لتل أبيب”.

اقرأ أيضًا: لماذا تؤيد 3 فئات يهودية تعديلات نتنياهو القضائية؟

وقالت مصادر في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إن “الرحلة، التي كان من المقرر إجراؤها في يوليو، ستؤجل حتى أكتوبر المقبل، بسبب الأعياد اليهودية”.

علاقة الصين بإيران القوية

ذكرت جيروزاليم بوست أن انخراط الصين بتزايد في القضايا الدولية خلال الفترة الماضية خاصة مع إيران، يعد الشغل الشاغل لنتنياهو، فالصين شريان الحياة المالي لطهران، وإذا استطاع إقناع بكين بربط دعمها لإيران بوقف برنامجها النووي، فسيكون حدثًا كبيرًا.

نتنياهو

ولاقت زيارة نتنياهو للصين معارضة من رئيسي المخابرات العسكرية السابقين، عاموس يادلين، وتامر هايمان، بشدة، وكتب يادلين على تويتر: “هذه خطوة من شأنها أن تضر بالمصالح الإسرائيلية، ولن تدفعها قدمًا”، وحذر هايمان من أن علاقة إسرائيل مع الولايات المتحدة في خطر، ويمكن أن تحدث أضرارًا.

قلق أمريكي

أشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة أعربت عن قلقها بشأن العلاقات القوية بين إسرائيل والصين، ففي خطاب ألقاه أمام الكنيست في الأول من مايو، حذر رئيس مجلس النواب الأمريكي، كيفين مكارثي، إسرائيل من العلاقات الإسرائيلية الصينية.

اقرأ أيضًا: خسائر فادحة للاقتصاد الإسرائيلي في ظل حكومة نتنياهو

وعلى الرغم من القلق الأمريكي، تحافظ إسرائيل على علاقاتها الجيدة مع بكين، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتجارة، فعلى الرغم من الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، تُعد الصين ثاني أكبر شريك تجاري لإسرائيل، وقد ارتفعت التجارة بين البلدين 11.6٪ لتصل لـ24.45 مليار دولار في عام 2022.

بنيامين نتنياهو

تباين في تل أبيب

في سياق متصل، قال موقع المونيتور، في تقرير منشور يوم 30 يونيو الماضي، إن أنباء زيارة نتنياهو لبكين لقيت تباينًا في الآراء بتل أبيب، فهي رسالة مباشرة إلى واشنطن بأن إسرائيل قادرة على إدارة شؤونها دون رعاية أمريكية.

وغرد رئيس المخابرات العسكرية السابق ورئيس معهد دراسات الأمن القومي، تامير هايمان، على تويتر، في 27 يونيو 2023، قائلًا: “تنسيق زيارة الصين قبل زيارة رئيس الوزراء لواشنطن، كان خطأ فادحًا”. وبحسب تقدير هايمان، لن تدفع زيارة نتنياهو للصين إلى تغيير الرأي في البيت الأبيض، بل يمكن أن يكون لها تأثير معاكس.

الصين

غضب أمريكي

قال هايمان: “الأمريكيون غاضبون من خطاب التنويع، وعلى إسرائيل تنويع حلفائها وعدم الاعتماد فقط على واشنطن، وهذا يأتي في خضم صراع شرس بين الولايات المتحدة والصين من أجل الهيمنة العالمية، ويمكن أن يتسبب في ضرر استراتيجي للتحالف الإسرائيلي الأمريكي”.

وفي مقابلة مع معاريف الإسرائيلية، قال وزير العدل السابق، جدعون سار، إن “زيارة الصين في مثل هذا الوقت، تبدو أمرًا محيرًا، حتى دون الخوض في السياق الأمريكي للقضية”.