“سبارتاكوس” يعيد قسوة العبودية الرومانية

شيرين صبحي

رؤية
أبوظبي- صدر حديثا عن مشروع “كلمة”، ترجمة جديدة من الإيطالية بعنوان “سبارتاكوس” لأستاذ القانون الروماني ألدو سكيافوني، ترجمة أماني فوزي حبشي. الكتاب لا يتناول فقط أسطورة سبارتاكوس الذي تمرد على روما، ولكنه أقرب ما يكون إلى سيرته الذاتية، ففيه يقترب المؤلف من الوقائع والشخصيات.

حاول المؤلف من خلال تقديم سبارتاكوس كشخصية رئيسية أن يبرز الإطار المحيط به، فيبرز خلفية تسيطر عليها ظاهرة قاسية ومركبة، وهي ظاهرة العبودية الرومانية التي انتشرت في أرياف ومدن وسط إيطاليا وجنوبها خلال فترة السبعينيات في القرن الأول قبل الميلاد.

كانت العبودية في روما مؤسسة متكاملة، لم يكُن وجودها أساسيا فقط من الناحيتين الإنتاجية والاقتصادية، بل كان يلمس كل جوانب الحياة المدنية والأخلاقية والانفعالية والعائلية للمجتمع. وحدها الأرقام يمكنها أن تعطينا فكرة عما كان يحدث في القرن الأول قبل الميلاد في الثقافة الإيطالية وفي حوض البحر المتوسط الروماني، إذ كان من المستحيل التفكير في مجتمع يخلو من العمل الخدمي. فخلال الأعوام التي عاشها سبارتاكوس، كان ثلث إجمالي عدد السكان مكونا من ملايين العبيد.

يتناول الكتاب أيضا حركات تمرد أخرى قامت ضد الإمبراطورية الرومانية في تلك الفترة، فبعد عشر سنوات من ثورة التراقي، وجدت روما نفسها أمام حركة تمرد كاتيلينا النبيل والبريتور السابق، الذي ضم إلى صفوفه شبان الأرستقراطية المُفلسين، وجنود سولا المُدمرين، والعبيد، وكان يقدّم نفسه كمحرض لعامة الرومان ويقترح عليهم إلغاء الديون ونفي الأغنياء، وانتهى به الأمر إلى الهزيمة مثلما حدث لسبارتاكوس قبله.

كما يعرض المؤلف الحركات المناهضة المتنوعة التي قامت لمقاومة الإمبراطورية، ويعرض لنا نظام توزيع القادة والقوات في الجيش الروماني في تلك الفترة، مستعرضا عناصر قوته والتي جعلت منه الكيان الأهم والأقوى في الإمبراطورية الرومانية.

ربما يعجبك أيضا