سقوط حر للمؤشرات الأمريكية.. وول ستريت تغرق بفاشية كورونا

حسام عيد – محلل اقتصادي

المكاسب التي سجلتها المؤشرات الأمريكية يبدو أنها تبخرت وتلاشت بنفس مقدار التعافي بجلسة أمس الثلاثاء، وذلك بالدقائق الأولى من تداولات جلسة اليوم الأربعاء الموافق 18 مارس 2020، فمؤشر داو جونز الصناعي تراجع بحدود 6.1%، وبما يعادل 1292.4 نقطة عند افتتاح الجلسة، وأيضًا هبط ستاندرد آند بورز 500 إلى 5.4%، ليسجل 2490 نقطة، وشهد “ناسداك” انخفاضاً بنسبة 5.7 % مسجلاً 6917.2 نقطة. تراجعات حادة قد تضطر على إثرها وول ستريت إلى تعليق التداول الكامل لبعض الوقت.

حالة الذعر واضحة ومستمرة، وهذا ما نشهده أيضًا في مؤشر التقلبات الذي عاد إلى أعلى مستوياته منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008، والسؤال هل سيستمر عند هذه المستويات مع التفش المتسارع لفيروس كورونا؟!.

وجاء تراجع الأسهم الأمريكية وسط جهود الدول والتحفيزات المالية لاحتواء تأثيرات تفشي الكورونا خاصةً على شركات الطيران والشركات الصغيرة، وبالتزامن مع ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية أعلى 1%.

تراجعات حادة رغم حزم تريليونية

كل هذه التراجعات التي سجلتها مؤشرات بورصة وول ستريت بافتتاح جلسة اليوم الأربعاء، تأتي على الرغم من محاولة البيت الأبيض بالإعلان عن حزمة مساعدات جديدة، هذه المره، بقيمة الـ”تريليون دولار”، لدعم الاقتصاد، تتضمن مدفوعات مباشرة للأمريكيين ومساعدات مالية للشركات الصغيرة وصناعة الطيران.

ليس فقط من الولايات المتحدة فقط، ولكن حول العالم نشاهد هذا النوع من محاولات لضخ السيولة فقط في الأسواق، والمساعدة عبر السياسات ليست النقدية، التي على ما يبدو وصلت لأقصى ما يمكن أن تفعله، ولكن السياسات المالية أصبحت الأداة المناسبة بالوقت الراهن لإنقاذ الأسواق والاقتصادات العالمية من الركود، فعبر التيسيرات الكمية قامت بريطانيا بالإعلان عن ضخ مساعدات بقيمة 400 مليار دولار.

تضرر أسهم النفط والغاز

تكبد القطاع النفطي الخسائر الأكبر بمستهل تداولات جلسة اليوم الأربعاء، فأسهمه هي الأكثر تراجعًا، مع هبوط خام تكساس لأدنى مستوياته منذ عام 2003، وهذا ما يذكرنا بما فعله فيروس سارس خلال تلك الفترة بأسعار النفط، والذي انطلق أيضا من الصين، لكن تأثيره كان محدودًا على الأسواق الآسيوية.

وهبط مؤشر داو جونز للنفط والغاز بنسبة 6.24% خلال الدقائق الأولى من التداولات، فيما تراجع مؤشر داو جونز للتعدين بنسبة 3.25%.

وسجل سهم شركة شيفرون الخسائر الأكبر بالقطاع النفطي، بنسبة 7.94%، تلتها في الخسائر الحادة شركة رويال داتش شل بتراجعات نسبتها 7.24%، ثم شركة إكسون موبيل بهبوط سهمها 1.42%.

وتراجعت أسعار النفط للجلسة الثالثة على التوالي اليوم الأربعاء، لتسجل تراجعا 17% منذ بداية الأسبوع الجاري مع تدهور التوقعات للطلب على الوقود لتبدو أكثر قتامة وسط توقف لحركة السفر والأنشطة الاجتماعية بسبب وباء فيروس كورونا.

ونزل خام القياس العالمي برنت 43 سنتا ما يعادل 1.5% إلى 28.30 دولار للبرميل وكان قد بلغ في وقت سابق 28.26 دولار وهو أقل مستوى منذ أوائل 2016. وفقد خام القياس العالمي 4.3% يوم الثلاثاء.

وتراجع الخام الأمريكي 47 سنتًا ما يعادل 1.7% إلى 26.48 دولار للبرميل بعدما نزل في وقت سابق إلى 26.20 دولار هو أيضا أقل مستوى في أكثر من أربع سنوات. ونزل خام غرب تكساس الوسيط 6% يوم الثلاثاء.

بيع مكثف لأسهم التكنولوجيا والاتصالات

اليوم، رصدت بورصة وول ستريت عمليات بيعية مكثفة بجميع القطاعات في مستهل التداولات، لعل أبرزها أسهم التكنولوجيا والاتصالات.

فمؤشر داو جونز للتكنولوجيا تراجع بنسبة 5.04%، فما هبط المؤشر ذاته للاتصالات بنسبة 3.29%.

ذعر بالقطاع المالي

عادت من جديد حالة الذعر القوية لتصيب القطاع المالي، مع تمدد فيروس كورونا بوتيرة متسارعة داخل مفاصل الولايات المتحدة الأمريكية، وتسببه في إغلاق مدينة نيويورك بالكامل، معلنة دخولها حجر صحي صارم.

فمؤشر داو جونز للقطاع المالي انخفض بنسبة 5.44%، وللبنوك هبط بنسبة 5.18%، وهي تكاليف وخسائر باهظة تكبدتها أسهم المؤسسات المالية والمصرفية في دقائق معدودة.

النزيف يتمدد بأسهم الطيران

شركات الطيران لم تكن بمنأى عن الخسائر الكبيرة التي تسبب فيها فيروس كورونا وحالة الغيمة التي تسود العالم حتى الآن مع التسارع الرهيب بتسجيل حالات إصابة جديدة، فنزيف الخسائر يتمدد بأسهم القطاع، فهناك شركات تكبدت خسائر تتراوح بين 50 – 60% حتى الآن.

فوحده تلقى سهم بوينج ضربة كبيرة أخرى، ليهوي 16.1%، بعد أن دعت الشركة إلى صفقة إنقاذ بقيمة 60 مليار دولار لشركات صناعة الطائرات لمواجهة الضرر الناجم عن انهيار متواصل في السفر العالمي.

فيما تكبد سهم الخطوط الجوية الجنوبية الغربية خسائر بنسبة 7.82%، وفقد سهم شركة خطوط دلتا الأمريكية 4.41%، وتراجع سهم الخطوط الجوية الأمريكية 1.57%.

ربما يعجبك أيضا