سوريا.. خبراء روس يقترحون تسليم “النمر” قيادة الجيش

محمود سعيد

رؤية

موسكو – ناقش تقرير أعده خبراء روس عن الوضع الحالي لجيش نظام بشار الأسد، حيث اعتبروه منهكاً وسلطته تضعف في الوقت تزيد فيه إيران من قوة ميليشياتها، ورأوا أن العقيد سهيل الحسن المُلقب بـ”النمر” أحد الشخصيات المفضلة بنظر موسكو لقيادة الجيش، لكنه قد يدفع ثمن ذلك.

ووبحسب “السورية نت”” فإن الدراسة نشرت باللغة الروسية، كانت صادرة عن المركز المستقل للدراسات السياسية الاقتصادية الخارجية في إسطنبول (EDAM)، في نهاية العام الماضي.

وحملَ التقرير عنوان “قوات النمر الأمل الرئيسي لدمشق”، وقال فيه خبراء روس إنه “من أجل إحلال السلام في سوريا، لابد من إعادة بناء الجيش”، واقترحوا أن يكون الحسن قائداً للجيش، مشيرين في ذات الوقت إلى أن إيران ستقف ضده.

ويبدأ التقرير بالحديث عن أن الأسد تمكن بمساعدة روسيا وإيران من استعادة كثير من الأراضي، لكنهم اعتبروا أن “الاستقرار الظاهر في سوريا هو مخادع، نظراً لأن الجيش أصبح مدمَّراً وغير فعَّال، مع انتشار الفساد والمحسوبية في صفوف الضباط”، بحسب قولهم.

ولفت الخبراء الروس إلى أن جيش النظام فقد مصداقيته، وأشاروا إلى مسألة الرواتب المنفخضة لقوات الأسد، حيث يصل راتب الجندي إلى 81 دولاراً للفرد، بينما في الميليشيات الأخرى المدعومة من قبل إيران، يصل راتب الفرد إلى  131 دولاراً.

ويرى التقرير أن هذه الميليشيات التي شارك فيها رجال أعمال أمثال رامي مخلوف، قد حدت من خسائر الجيش ومنعت تأثير الانشقاقات في صفوفه.

وتقول وثائق – بحسب التقرير – إن تعداد جيش الأسد يصل إلى 100 ألف مقاتل، بينما في الواقع لا تتعدى القوات الجاهزة للقتال في المناطق الساخنة ما بين 20 الى 30 ألف ، عدا عن “الفرقة الرابعة”، وقوات “الحرس الجمهوري”، وقوات “النمر”، و”الفيلق الخامس”.

مقترح لقيادة الجيشيرى الخبير معد التقرير، إن الشخصية المهيئة لقيادة الجيش المُتعب، هو قائد قوات “النمر” سهيل الحسن، والذي قال الخبراء إنه “حقق عمليات ناجحة، ليس في إطار الجيش السوري ولكن كوحدة مستقلة”.

ونتيجة للظروف الموجودة في سوريا، توقع الخبراء إمكانية التخلص منه، وقال التقرير إن روسيا تعتمد عليه كونه يتمتع بشهرة بين الضباط العلويين، وفي “الفيلق الخامس”، وأصبح يُشكل نداً لماهر الأسد، وفوق كل ذلك فهو محسوب على موسكو.

ويرى التقرير أنه في ضوء الدعم الروسي يمكن للحسن أن يستولي على السلطة، بينما يرى كيريل سيميونوف عضو المجلس الروسي للشؤون الدولية، أنه من غير المحتمل أن يكون الحسن قائداً للجيش، نظرا لوجود عوائق محلية مرتبطة بـ”الفرقة الرابعة” التي يقودها ماهر الأسد،  الذين لن يوافقوا أن يكونوا تحت إمرة الحسن، فضلاً عن أن إيران “لن توافق أيضاً ولن يفيده أنه يتمتع بتأييد ضباط من المخابرات السورية”.

ويؤيد هذا الرأي أنتون مادراسوف، رئيس قسم أبحاث الصراع في الشرق الأوسط في معهد التنمية المبتكرة. حيث قال: “بدعم من موسكو، استطاع الحسن أن يوحّد الجيش، لكن هذا يعوقه العديد من الظروف، وأهمها موقف إيران وميليشياتها التي تتحكم بإدارة الجيش، وتسيطر وتتحكم في الاقتصاد السوري، وتسعى من خلال ممثليها لشراء  العقارات في البلاد”.

وأضاف مادراسوف أنه “عدا عن ذلك يعمل المدربون والمستشارون في الحرس الثوري مع الميليشيات الشيعية، ومع الجيش النظامي السوري في نفس الوقت”.

وتحدث التقرير كتأكيد لما جاء فيه عن المعارك التي خاضها الحسن وحقّق فيها نجاحاً بدءا من معارك حلب وصولاً الى الغوطة الشرقية، وتحدث عن الأوسمة والحظوة الخاصة  من القيادة الروسية، ومن بوتين بالذات، تقديراً له على دوره في تعزيز التعاون العسكري بين نظام الأسد وروسيا.

نفوذ إيرانيوخصص التقرير جزءاً منه للحديث عن التوغل الإيراني العسكري في سوريا، وأشار إلى  أن طهران عملت على تمكين ميليشياتها في ظل ضعف السلطة وجيش النظام، معتمدة على استراتيجيتها المتبعة في كل من العراق واليمن ولبنان، من خلال بناء تجمع ميليشوي مع “حزب الله” في سوريا، والاستيلاء على الأضرحة الشيعية وبناء المعسكرات حولها، وفي نفس الوقت، يعمل “حزب الله” على الحدود السورية اللبنانية.

وعلى النقيض من ذلك، يتابع التقرير أن روسيا تسعى لتوطيد “أركان الدولة، وفتح حوار لحل القضية السورية”، وأضاف أنه “لذلك يستوجب على روسيا أن تعمل على إعادة بناء الجيش من خلال بناء قيادة متسلسلة مترابطة، وهذا يتطلب الضغط على ضباط الأمن الإيرانيين العاملين مع ضباط جهاز الأمن السوري بهدف تقييد الميليشيات الإيرانية، وهذا لن تفعله روسيا بشكل علني، وعند بناء الجيش وتحديد توجهه الاستراتيجي هو الذي سيحدد مستقبل البلاد السياسي”.

ربما يعجبك أيضا