سوق السيارات الكهربائية.. آفاق واعدة وريادة صينية واضحة

ولاء عدلان
سوق السيارات الكهربائية.. آفاق واعدة وريادة صينية واضحة

استحوذت الصين خلال العام الماضي على حصة بنحو 35% من صادرات السيارات الكهربائية عالميًّا ارتفاعًا من مستوى 25% المسجل في العام 2021.


تشهد سوق السيارات الكهربائية عالميًّا نموًّا مضطردًا منذ بداية العام الحالي، وسط توقعات باستمرار هذا النمو مدفوعًا بالجهود العالمية للوصول إلى الحياد المناخي.

وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن تقفز المبيعات في سوق السيارات الكهربائية بالعالم خلال 2023 بنحو 35% مقارنة بالعام الماضي، وسط طلب عالمي آخذ في النمو، ومنافسة محتدمة بين الشركات والاقتصادات الكبرى للهيمنة على حصة أكبر في سوق واعدة.

نمو قوي لمبيعات السيارات الكهربائية

خلال الربع الأول من 2023 وصلت مبيعات السيارات الكهربائية حول العالم إلى أكثر من 2.3 مليون سيارة بزيادة 25% على أساس سنوي، وتوقعت وكالة الطاقة الدولية في مذكرة حديثة، أن يصل هذا الرقم إلى 14 مليونًا بحلول نهاية العام الحالي.

وأشارت الوكالة إلى أن الإنفاق العالمي على السيارات الكهربائية نما خلال 2022 بنحو 50% على أساس سنوي، ورجحت أن تعزز السيارات الكهربائية حصتها من إجمالي مبيعات السيارات الجديدة عالميًّا خلال العام الحالي إلى 18% ارتفاعًا من 14% في العام الماضي و9% في 2021 ونحو 5% فقط في 2020.

أكبر أسواق السيارات الكهربائية

تسيطر 3 دول بنحو رئيس على المبيعات العالمية للسيارات الكهربائية، فخلال العام الماضي احتلت الصين المرتبة الأولى مستحوذة على نحو 60% من مبيعات السيارات الكهربائية عالميًّا، تليها أوروبا بحصة تصل إلى 25% ثم الولايات المتحدة بـ8% فقط.

وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن تحافظ الصين على مكانتها كأكبر سوق للسيارات الكهربائية خلال السنوات المقبلة، وأن تصل حصتها من إجمالي المبيعات العالمية إلى 40% بحلول 2030. وفي المقابل من المتوقع أن تحافظ أوروبا على حصتها الحالية كما هي، أما الولايات المتحدة فمرشحة للارتفاع إلى 20% من إجمالي المبيعات بحلول نهاية العقد الحالي.

اقرأ أيضًا| «تسلا» تبني مصنعًا للبطاريات في شنغهاي

ريادة صينية

خلال 2022، استحوذت الصين على 35% من صادرات السيارات الكهربائية عالميًّا ارتفاعًا من 25% في 2021، وخلال الربع الأول من 2023 ارتفعت صادراتها من سيارات الطاقة المتجددة بما فيها السيارات الكهربائية بأكثر من 90%، فالصين ليست فقط أكبر دولة منتجة للسيارات الكهربائية في العالم، فهي أيضًا تلعب دورًا رئيسًا في تجارة مكونات البطاريات وهذه الفئة من السيارات.

ورغم كون شركة تسلا الأمريكية أكبر منتج للسيارات الكهربائية عالميًّا، حرصت على الاستفادة من مزايا السوق الصينية، فأسست في 2019 مصنعًا ضخمًا في الصين، ينتج حاليًّا نحو 1.3 مليون سيارة سنويًّا. وخلال الربع الأول من العام الحالي تفوقت “بي واي دي” الصينية على تسلا وفولكسفاجن في مبيعات السيارات، واحتلت المرتبة الأولى عالميًّا بتسليمها 552076 سيارة.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة فورد، جيم فارلي، في تصريحات صحفية، إن الصين ستقود مستقبل سوق السيارات الكهربائية، لأن لديها شركة مثل “بي واي دي” المرشحة للتفوق على تسلا خلال السنوات المقبلة، مع قدرتها على زيادة الإنتاج وتقديم موديلات متنوعة وبأسعار معقولة، نظرًا إلى كونها صانعة أيضًا للبطاريات القابلة لإعادة الشحن.

بي واي دي f3

بي واي دي f3

السيارات الكهربائية والحياد المناخي

تتجه غالبية الدول الكبرى مثل اليابان والصين والمملكة المتحدة ومعظم أوروبا وعدد من الولايات الأمريكية، إلى حظر بيع السيارات العاملة بالوقود بحلول العام 2035، تمهيدًا لهيمنة السيارات الكهربائية على طرق العالم.

أصدر عدد من بلدان العالم تشريعات تدعم وجهة النظر المتفائلة بشأن مستقبل السيارات الكهربائية، ففي الاتحاد الأوروبي تعتزم دول الكتلة حظر بيع سيارات البنزين والديزل بحلول 2035، وفي الولايات المتحدة تقدم الحكومة بموجب قانون خفض التضخم حوافز ضريبية تصل إلى 7500 دولار لمشتري السيارات الكهربائية.

وتتطلع أمريكا إلى الوصول بالحصة السوقية للسيارات الكهربائية إلى 50% من إجمالي سوق السيارات لديها بحلول 2030، ضمن خططها لخفض انبعاثات الكربون. وحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية، من المتوقع أن تسهم زيادة تبني السيارات الكهربائية عالميًّا في خفض الطلب على النفط بواقع 5 ملايين برميل يوميًّا بحلول 2030.

اقرأ أيضًا|  أكبر 5 شركات إنتاجًا للسيارات الكهربائية بالعالم في 2022

ربما يعجبك أيضا