شتاء أوكرانيا قادم.. كيف تستغله روسيا؟

البنية التحتية للطاقة الأوكرانية ستكون في مرمى النيران الروسية

محمد النحاس

ما سر استهداف الروس بنية الطاقة التحتية في أوكرانيا؟


شنت روسيا خلال ليلة أمس السبت 25 نوفمبر 2023، ضربات على العاصمة الأوكرانية، عبر طائرات مسيرة، وتقول كييف إنه الهجوم الأعنف منذ بدء الحرب.

وبحسب الجارديان البريطانية، يخشى الكثيرون في أوكرانيا أن يكون ذلك بداية لحملة طويلة الأمد من الضرابات المماثلة التي تهدف إلى تدمير البنية التحتية للطاقة، فيما يتأهب البلد الذي يخوض حربًا منذ 21 شهرًا لاستقبال فصل الشتاء. 

العاصمة الأوكرانية في «مرمى النيران»

استيقظ سكان العاصمة الأوكرانية، كييف على صفارات الإنذار تدوي في أرجاء المدينة، في حوالي الساعة 2.30 صباحًا بالتوقيت المحلي، وتبع ذلك عدة موجات من الهجوم، نحو الساعة 4 صباحًا ومرةً أخرى في وسط المدينة قبل أن تدق الساعة السادسة.  

متحدثًا عن الهجمات الروسية، التي تمت عبر 75 مسيرة انتحارية، كتب قائد القوات الجوية الأوكرانية ميكولا أوليشوك على قناته في تيليجرام: “كانت كييف هي الهدف الرئيس للهجمات”، وفق ما نقلت الجارديان في تقرير لها.

أضرار وإصابات

قال مسؤولون أوكرانيون، إن العاصمة تعرضت للهجوم في الساعات الأولى من يوم السبت بحوالي 75 مسيرة أسقط منها 71 طائرة، وبحلول شروق الشمس اشتدت الضربات .

وقال رئيس بلدية كييف، فيتالي كليتشكو، إن 5 أشخاص أصيبوا جراء سقوط الحطام، بينهم طفل يبلغ من العمر 11 عامًا، ولحقت أضرار بالعديد من المباني، بما في ذلك روضة أطفال.

وبحسب مسؤولون أوكرانيون فقد انطلقت المُسيرات من اتجاهين مختلفين، بهدف التغلب على الدفاعات الجوية للعاصمة، وقال الرئيس الأوكراني إن “قواتنا أسقطت معظم المسيرات”.. مستدركًا، لكن ليس الجميع.

استهداف البنية التحتية

على مدار الأيام القليلة الماضية، تساقطت أولى طلائع ثلوج فصل الشتاء المرتقب ومن المتوقع أن تكون الأيام المقبلة أكثر برودة ما يعني أن روسيا ستحاول الاستفادة من الموقف ومهاجمة البنية التحتية بهدف قطع الكهرباء عن أكبر عدد ممكن من سكان المناطق الحيوية في أوكرانيا. 

ومن المتوقع أن يكون الطقس أكثر برودة في الأيام والأسابيع المقبلة، وتركت الهجمات حوالي 17 ألف شخص في كييف بدون كهرباء فيما تم استعادة التيار الكهربي في وقتٍ لاحق، وهو نهج استخدمه الروس خلال فصل الشتاء الماضي بهدف الضغط على الحاضنة الاجتماعية، لإدارة زيلينسكي، والذي لم يغب عن باله مشهد العام الماضي حيث قال محذرًا:  “نحن نستعد لهجمات إرهابية على البنية التحتية للطاقة لدينا.. هذا العام لن ندافع عن أنفسنا فحسب، بل سنرد أيضًا”.

استعداد للتصدي

وخلال الفترة الماضية، توقع مسؤولون أوكرانيون أن روسيا كانت تنتظر موجة البرد حتى تشن هجماتها الشتوية على البنية التحتية، وفقًا للجارديان.

وكان فصل الخريف دافئًا وأرجأت روسيا هجماتها، وتوقع أمين مجلس الأمن القومي الأوكراني، أوليكسي دانيلوف، أن روسيا سوف تقدم على ذلك، في حديثٍ له مع صحيفة الجارديان.

وقال دانيلوف إنه زار مؤخرًا، في زيارة غير معلنة إلى لندن حيث التقى بكبار المسؤولين الأمنيين والشخصيات العسكرية وناقش كيفية حماية البنية التحتية الأوكرانية من الضربات الروسية هذا الشتاء.

ربما يعجبك أيضا