شركات الطيران تتداعي “إفلاسًا”.. والآمال معلقة بتحفيزات الإنقاذ

كتب – حسام عيد

قطاع الطيران كان من أكثر القطاعات تضررًا بسبب جائحة كورونا، ويبدو أن النزيف لم يتوقف بعد، فعدد المسافرين لا زال منخفض، وهناك الكثير من الدول عادت لتفرض بعض القيود، إضافة إلى التأخر في الحزم التحفيزية والإنقاذية وخصوصًا من صناع السياسة الأمريكيين.

أكثر من 40 شركة تعلن الإفلاس

منذ بداية العام الجاري 2020، أغلقت 43 شركة طيران أبوابها مقارنة جراء التداعيات المتصاعدة لجائحة “كوفيد-19” واستمرار الضبابية بشأن آفاق الاقتصاد العالمي، في ظل تأخر الوصول إلى لقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد حتى الآن.

وكان الاتحاد الدولي للنق الجوي “إياتا” والذي تشمل عضويته 290 شركة طيران أعلن أنّ أرباح القطاع لن تزيد عن 419 مليار دولار، أي نصف ما كانت عليه عام 2019، محذرًا في الوقت ذاته، من صناعة الطيران ستخسر 77 مليار دولار نقدًا خلال النصف الثاني من عام 2020 (ما يقرب من 13 مليار دولار شهريًا أو 300000 دولار في الدقيقة) ، على الرغم من استئناف الرحلات الجوية.

وتعد هذه الخسائر أكثر حدّة ممّا كان متوقعاً في البداية، على الرغم من المؤشرات الأخيرة على عودة المسافرين للتنقّل جواً، وقال الاتحاد إنّ العام الحالي سيكون أسوأ عام مسجّل في التاريخ، لناحية الخسائر المادية في مجال الطيران.

وأوضح الاتحاد الدولي للنقل الجوي أن التعافي البطيء في السفر الجوي سيتسبب باستمرار صناعة الطيران في حرق السيولة بمعدل متوسط ​​يتراوح من 5 إلى 6 مليارات دولار شهريًا في عام 2021.

فقدان 46 مليون وظيفة

فيما أظهر بحث جديد يسلط الضوء على مدى الضرر الذي لحق بقطاع السفر والاقتصاد العالمي، أن انهيار الأعمال الذي شهده قطاع الطيران إثر جائحة كورونا قد يقضي على 46 مليون وظيفة في جميع أنحاء العالم، وقالت مجموعة عمل النقل الجوي، وهي تحالف لمنظمات صناعة الطيران يتخذ من جنيف مقرًا له، إن أكثر من نصف الوظائف البالغ عددها 88 مليونًا التي يدعمها قطاع الطيران قد تُفقد مؤقتًا على الأقل، نتيجة للوباء ويتوقع الكثيرون في الصناعة ألا يتعافى السفر الجوي إلى مستوى العام 2019 حتى العام 2024.

وقد تصل خسائر الوظائف في شركات الطيران والمطارات وشركات الطيران المدني وحدها إلى 4.8 مليون وظيفة بحلول بداية العام المقبل، وهو ما يمثل انخفاضاً بنسبة 43% في التوظيف عن مستويات ما قبل الوباء، وفقاً للتقرير، الذي يستند إلى تحليل أجرته شركة أكسفورد إيكونوميكس، كما يمكن أن تُفقد أيضًا 26 مليون وظيفة أخرى في السياحة المتعلقة بالسفر الجوي، بينما تواجه حوالي 15 مليون وظيفة الخطر في الشركات التي تبيع السلع والخدمات لسلسلة التوريد للنقل الجوي أو للعاملين في صناعة الطيران.

وقد تنخفض وظائف الخطوط الجوية بأكثر من 1.3 مليون، في حين أن النشاط الاقتصادي المدعوم بالطيران قد يتقلص بنسبة 52%، ما يشكل خسارة بمقدار 1.8 ترليون دولار في الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وسيكون للوباء “تداعيات بعيدة المدى على الصناعة لسنوات عديدة”، وفقاً للتقرير الذي يسلط الضوء على مدى اعتماد سبل عيش ملايين العمال على السفر الجوي العالمي، وقال التقرير إنه “كانت هناك انخفاضات في حركة الركاب بسبب الصدمات في الماضي، ولكن لم يحدث إغلاق شبه كامل للنظام العالمي”، مضيفاً أنه يتوقع أن يصبح عدد الركاب في العام 2020 أقل من نصف مستوى العام الماضي.

شركات أمريكية عملاقة مهددة

ومع تقافم التداعيات الاقتصادية، أعلنت شركتا أمريكان آيرلاينز ويونايتيد آيرلاينز أنهما سيخفضان أكثر من 33 ألف وظيفة، وبالفعل بدأوا في ذلك مع حلول الأسبوع الأول من أكتوبر الجاري وذلك بعد عرقلة برنامج التحفيز الأمريكي.

أمريكان آيرلاينز وحدها قالت إنها ستسرح 19 ألف موظف أو تسحبهم قسرًا، اعتبارا من 1 أكتوبر الجاري، ما لم تحصل صناعة الطيران على مزيد من المساعدة من الكونجرس.

وتقول أكبر شركة طيران في العالم، التي كان لديها 133.700 موظف، إنها ستحتاج إلى تقليل عدد الموظفين “على الأقل ” 40 ألف موظف”، وأشارت الشركة إلى أن 12.500 وافقوا على ترك الشركة مع تقاعد مبكر أو الحصول على حزم شراء، ووافق 11 ألف آخرين على إجازة طوعية عن شهر أكتوبر.

هذه التسريحات قد تكون مؤقتة في انتظار حزمة إنقاذية من الكونجرس الأمريكي. وتطالب شركات الطيران بـ25 مليار دولار إضافة لمحاولة وقف هذ النزيف.

الآمال معلقة على حزم التحفيز والإنقاذ

من جانبها، قالت رئيسة مجلس النواب الأمريكي “نانسي بيلوسي” إنه لن يتم تمرير مشروع قانون مستقل لتقديم مساعدات إلى شركات الطيران بدون حزمة تحفيز مالي أكبر تهدف لدعم الاقتصاد المتضرر من وباء “كورونا”.

وتأتي تعليقات “بيلوسي” بعد يومين من تعليق الرئيس “دونالد ترامب” محادثات التحفيز لما بعد الانتخابات، قبل أن يحث مجلسي النواب والشيوخ على تقديم مساعدات إضافية لقطاع الطيران المتعثر.

فيما دعا الاتحاد الدولي للنقل الجوي “إياتا”، الحكومات، إلى دعم الصناعة خلال موسم الشتاء المقبل بإجراءات إغاثة إضافية، بما في ذلك المساعدات المالية التي لا تضيف المزيد من الديون إلى الميزانية العمومية المثقلة بالفعل بالديون في الصناعة.

وأكد “إياتا” حتى الآن ، قدمت الحكومات في جميع أنحاء العالم دعمًا بقيمة 160 مليار دولار، بما في ذلك المساعدات المباشرة، وإعانات الأجور، والإعفاءات الضريبية للشركات، والإعفاءات الضريبية الخاصة بالصناعة بما في ذلك ضرائب الوقود.

ربما يعجبك أيضا