شعارات معارضة لانفصال كردستان خلال إحياء عاشوراء في كربلاء

دعاء عبدالنبي

رؤية

بغداد – أحيا مئات آلاف الزوار الشيعة، اليوم الأحد، ذكرى عاشوراء عند مرقد الإمام الحسين في مدينة كربلاء التى اتشحت بالسواد وسط إجراءات أمنية مشددة.

واستقبلت كربلاء خلال الأيام الماضية مئات آلاف الزوار بينهم عرب وأجانب ومن مختلف مناطق العراق وسط إجراءات أمنية بمشاركة نحو 25 ألف عنصر من قوات الأمن.

وإنتشرت قوات الحشد الشعبى هذا العام فى الصحراء غرب كربلاء لمنع عمليات تسلل محتملة لعناصر تنظيم داعش الذي يعتبر الشيعة وطقوسهم هدفا مشروعا لهم.

وخيمت هذا العام على شعارات المواكب الحسينية قضية استفتاء كردستان التى عبّرت عن رفضها بشكل علنى، وقال حامد العبيس، رئيس أحد المواكب، “رفعنا هذا العام شعارات ضد سياسة مسعود (بارزانى) الانفصالية”.

وهتف مشاركون فى مراسم عاشوراء “مسعود بارزانى يا راعى التقسيم، شو أخبار استفتاءك دمرت الإقليم”، كما رددوا “كركوك وما بيها لا تصدق نعطيها” في إشارة إلى مدينة كركوك الغنية بالنفط وتسيطر عليها قوات البشمركة حاليا.

وبعدما صوتت غالبية ساحقة فى الإقليم (نحو 93%) لصالح الاستقلال فى استفتاء مثير للجدل، قطعت كل الخطوط الجوية مع كردستان العراق الجمعة بأمر من السلطة المركزية فى بغداد التي تطالب أربيل بإلغاء التصويت كشرط مسبق لأي حوار.

والاستفتاء الذي واجه انتقادات شديدة في الخارج ودعا إليه رئيس الإقليم بارزانى، يلقى معارضة شديدة من الدول المجاورة تركيا وسوريا وإيران التي تضم أقليات كردية وتخشى أن يؤجج النزعة الانفصالية للأكراد في تلك الدول.

وقام آلاف من الزوار الليلة الماضية بممارسة اللطم والضرب بالسلاسل حول المرقد، وعند الصباح بدأ زوار بشج الرؤوس بالسيوف، فيما جلست حشود هائلة بينهم نساء وأطفال حول مرقد الإمام الحسين للاستماع إلى واقعة الطف عبر مكبرات الصوت، وفقا لمراسل “فرانس برس”.

ويقوم الزوار الذين ارتدوا ملابس سوداء باللطم على الصدور وضرب الرؤوس والبكاء خلال ذلك، ورفعت رايات إسلامية غالبيتها سوداء فوق المباني في كربلاء في ذكرى مقتل الإمام الحسين.

وقال اللواء الركن قيس خلف رحيمة -قائد عمليات الفرات الأوسط، لفرانس برس- “نفذنا خطة أمنية من خلال استنفار لقوات من الجيش والشرطة والحشد الشعبى ومشاركة ألفي متطوع بينهم 500 امرأة، لحماية الزوار”، وشاركت مروحيات وطائرات مسيرة في مراقبة تطبيق الخطة والمناطق الصحرواية غرب كربلاء، وفقا للمصدر.

وأكد رحيمة “استفدنا من الخطط الأمنية السابقة فى سد الثغرات وتجاوز الأخطاء وقمنا بعمليات استباقية قبل بدء الزيارة، واتخذنا إجراءات أخرى في الحواجز الخارجية من خلال مضاعفة أعداد عناصر الأمن” ، وينتهى إحياء الذكرى بـ”ركضة طويريج” التي يشارك فيها مئات الآلاف.

ويقطع المشاركون في هذه الشعيرة مسافة خمسة كم تنتهي عند مرقد الإمام الحسين ليقوموا بإحراق خيم مشابهة لتلك التي كانت تجمع عائلة الحسين تذكيرا بما ارتكبه جيش الخليفة الأموى يزيد بن معاوية فى واقعة الطف.

وأعلنت السلطات المحلية فى كربلاء عطلة رسمية فى المحافظة اعتبارا من الخميس حتى الأحد بهدف تنظيم إحياء الذكرى، وفقا لمراسل “فرانس برس”.

واستمر توافد الزوار إلى كربلاء طوال أيام عدة للمشاركة في الذكرى التى تعتبر أبرز المناسبات الدينية لدى الشيعة الاثنى عشرية، وتشكل واقعة الطف وذكرى مقتل الإمام الحسين (ثالث الائمة المعصومين لدى الشيعة الاثنى عشرية) مع عدد من أفراد عائلته عام 680 ميلادية، الحادث الأكثر مأساوية فى تاريخ الشيعة.

ربما يعجبك أيضا