صحفية مسجونة منذ 18 عامًا: القضاء في تركيا «مسرحية»

شيرين صبحي

رؤية

أنقرة- قال مركز ستوكهولم للحريات، إن ”هاتيس دومان“ أقدم صحفية تركية مسجونة لدى نظام الرئيس رجب طيب أردوغان، كشفت حقيقة ما يجري على المسرح القضائي التركي، في ظل معاناتها مع الإجراءات القانونية على مدار 18 عامًا.

وأضاف المركز في تقرير نشره، اليوم الإثنين، أن ”هاتيس دومان، الصحفية ومسؤولة التحرير السابقة في جريدة أسبوعية، لا تزال وراء القضبان منذ عام 2003، وقالت إن السنوات الثماني عشر التي قضتها في السجون التركية تمثل عرضاً مسرحياً أبطاله هؤلاء الذين يسيطرون على السلطة في تركيا، ويصدرون الأوامر كي تبقى في السجن، من وراء الكواليس“، وفقا لـ”إرم نيوز”.

وجاء في التقرير أنه ومن ”خلال احتجازها في سجن نساء باكيركوي المغلق في إسطنبول، فإن دومان أجابت على الأسئلة المرسلة إليها من خلال إحدى المنظمات المستقلة المعنية بحقوق الصحفيين السجناء، والتي تعمل على توصيل أصواتهم إلى العالم الخارجي“.

ونقل التقرير عن دومان قولها ”عندما أنظر إلى المحاكمة التي تعرضت لها بشكل عام، أجد أن قضيتي عالقة في دائرة مفرغة، و18 عامًا من الإجراءات القانونية التي كانت بمثابة عرض مسرحي، هناك قرارات كان يتم اتخاذها من خلف الكواليس بواسطة هؤلاء المتواجدين في السلطة“، في إشارة إلى قيادات حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا.

وقال: ”عندما يرتفع الستار، تنتهي المسرحية إلى نفس القرار. هذا ملخص النظام القانوني في تركيا“.

وتابع التقرير أنه ”تم سجن دومان تمهيداً لمحاكمتها بناءً على شهادة تم إلغاؤها في وقت لاحق، ثم نالت حكماً بالسجن مدى الحياة في عام 2011، على خلفية اتهامات تتعلق بانضمامها إلى جماعة يسارية متطرفة، محظورة في أنقرة، ومحاولة الإطاحة بالحكومة“.

وأشار المركز إلى أن الحكم الصادر من المحكمة المحلية تم تأييده من المحكمة الاستئنافية العليا في تركيا عام 2012، وفي عام 2015 أصدرت المحكمة الدستورية العليا حكماً لصالح ”دومان“، وأعادت القضية مرة أخرى للمحاكمة مرة أخرى.

ومع ذلك، ورغم أن قرارات المحكمة الدستورية العليا ملزمة لباقي المحاكم، فإن المحكمة المحلية في أنقرة رفضت تنفيذ الحكم، ثم قامت المحكمة العليا مجدداً بإصدار حكم مؤيد للصحفية التركية في عام 2020، إلا أن المحكمة المحلية لا تزال ترفض تنفيذه.

ونقل التقرير عنها قولها ”تعرضت للتفتيش وأنا عارية من ملابسي في سجن جبزي، بإقليم كوغالي، حيث قام 10 حراس على الأقل بخلع ملابسي، وفي الفترة الأخيرة، ومع تفشي وباء كورونا، فإنه لم يتم اتخاذ ما يكفي من الإجراءات لكبح انتشار الوباء“.

وأكدت دومان أنها تشعر بالفخر كونها جزء من المقاومة، لأن هذا يعزز الكفاح من أجل التغلب على العقبات، في رحلة البحث عن الحقيقة.

وبحسب قاعدة بيانات ”الصحفيون المسجونون والمطلوبون في تركيا“، التابعة لـ“مركز ستوكهولم للحريات“، يوجد 174 صحفياً خلف القضبان حالياً في تركيا، بالإضافة إلى 167 آخرين مطلوبين، إما في المنفى أو لا يزالوا طلقاء.

ربما يعجبك أيضا