صحف عالمية: الحظر الجوي في أوكرانيا قد يؤدي إلى حرب عالمية ثالثة

آية سيد

لا يزال العالم يتابع الحرب الروسية-الأوكرانية مع عدم وجود نهاية واضحة في الأفق. في هذا الإطار, تناول عدد من كتاب الرأي الأزمة الأوكرانية وتصوراتهم لما قد تؤدي إليه آخر التطورات.


بدأت الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير الماضي، بتوقعات روسية مختلفة لكن تفاجأت القوات الروسية بمقاومة أوكرانية شرسة.

بعض كتاب الرأي في عدد من الصحف العالمية حذروا من خطر الانسياق وراء الدعوات التي تطالب بإقامة منطقة حظر جوي أو اغتيال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأنها قد تؤدي إلى عواقب سلبية، وأشار آخرون إلى إمكانية استخدام روسيا للأسلحة الكيميائية في الحرب.

خطة بوتين الكبرى

الضابط البريطاني السابق والخبير في الأسلحة الكيميائية، هاميش دي بريتون جوردون، بين في مقال اليوم (الثلاثاء)، في صحيفة التليجراف البريطانية، أن الرئيس الروسي  ربما يستخدم الأسلحة الكيميائية في أوكرانيا مثلما فعل بشار الأسد في سوريا، مطالبًا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بقيادة العالم لحظر الأسلحة الكيميائية.

وقال جوردون إن سوريا كانت الفصل الأول في تنفيذ بوتين خطته الكبرى المتمثلة في إعادة الحدود السوفيتية القديمة وإنشاء “روسيا الكبرى”، وأن أوكرانيا جزء لا يتجزأ من الخطة، منوهًا بأنه بمجرد بدء القتال في كييف ستزداد خسائر موسكو وستهبط معنويات المجندين الروس سريعًا، ما قد يدفع بوتين إلى استخدام الأسلحة الكيميائية لانتزاع انتصار سريع.

هزيمة روسيا أم الانتصار لأوكرانيا

الكاتب الأمريكي هنري أولسن أوضح في مقال، أمس (الإثنين)، في صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أن الغرب يحتاج لتحديد هدفه النهائي، هل هو هزيمة روسيا أم الانتصار لأوكرانيا، مشيرًا إلى أن روسيا غزت أوكرانيا حتى تُخضعها لنفوذها أو ربما تضمها بالقوة.

وأضاف أولسن: “حتى الآن ركزت الجهود الغربية على منع روسيا من تحقيق أهدافها عن طريق فرض العقوبات الاقتصادية وتقديم المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وإذا نجحت هذه الجهود في وقف التقدم الروسي، ستعجز موسكو عن فرض مطالبها على كييف وهذا هو ما تعنيه هزيمة روسيا”.

استعادة الأراضي الخاضعة للاحتلال الروسية

بين الكاتب أن انتصار أوكرانيا يعني استعادة جميع الأراضي الخاضعة للاحتلال الروسي، خاصة في جنوب البلاد على طول بحر آزوف والبحر الأسود والقرم ومنطقتي دونيتسك ولوهانسك الانفصاليتين، موضحًا أن دعم الغرب لهذا الجهد سيحتاج لمستويات وأنواع أخرى من الدعم العسكري، مثل الأسلحة الهجومية والإمداد المكثف بالطائرات المقاتلة وطائرات الدعم والأسلحة المضادة للطائرات.

وذكر أن تقديم هذا النوع من الدعم سيضع واشنطن وحلفاءها الغربيين في موقف أكثر عدائية تجاه موسكو، وربما يستخدمه بوتين كذريعة لتصعيد الصراع ضد الناتو ما يدفع الناتو إلى الرد العسكري المباشر على القوات الروسية، مكملًا: نميل إلى دعم الانتصار الأوكراني لكن ينبغي التفكير، لأن الناتو ليس جاهزًا للدفاع عن حدوده، وسيستغرق الأمر سنوات ليبني الأوروبيون القدرة العسكرية اللازمة للدفاع عن أنفسهم بفاعلية”.

الحذر من المبالغة في الغضب

الزميل في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، ماكس بوت، قال في مقال لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أمس (الثلاثاء)، إنه يتعين على أمريكا السيطرة على غضبهاخشية أن يجرها إلى حروب لا تريدها ولا تستطيع ربحها، منوهًا بأن مطالب إقامة منطقة حظر جوي أو اغتيال الرئيس الروسي، قد تأتي بنتيجة عكسية، وأن اغتيال بوتين لا سيما عندما يصدر من سيناتور أمريكي يضحي بالتفوق الأخلاقي الأمريكي ويقوض استراتيجيتها.

وذكر الكاتب أن أنه من غير الواضح كيف ستساعد منطقة الحظر الجوي بما أن معظم الضرر الذي وقع على المدن الأوكرانية كان ناتجًا عن المدفعية والصواريخ الروسية، وليس الطائرات، متابعًا: “إذا كانت أمريكا تريد حماية الأوكرانيين سيتعين عليها استخدام الطائرات ما يعطي الروس الحق في ضرب القواعد التي أقلعت منها الطائرات في دول الناتو، ما يؤدي لحرب عالمية ثالثة”.

اللواء الدولي جاهز للقتال في أوكرانيا

الكاتبة الصحفية، أنشال فوهرا، أوضحت في تقرير لمجلة فورين بوليسي الأمريكية، أمس، أن المقاتلين الأجانب الذين يتدفقون للقتال إلى جانب الأوكرانيين يرسلون رسالة واضحة لبوتين بألا يضع عينيه على الاتحاد الأوروبي أو بريطانيا أو أي مكان آخر، متابعة: “بحسب مسئولين أوكرانيين، سجّل 16 ألف مقاتل أجنبي على الأقل في اللواء الدولي للدفاع عن أراضي أوكرانيا وتواصل كثيرون مع السفارات الأوكرانية للحصول على معلومات”.

وقالت الكاتبة إنه بالنسبة إلى المقاتلين الأجانب، يستحق الأمر مساعدة الأوكرانيين وحماية فكرة الديمقراطية وتحدي الرئيس الروسي المتعجرف الذي قرر مهاجمة دولة ذات سيادة لمجرد نزوة، مردفةً: “بالنسبة إلى الأوروبيين الشرقيين من دول الاتحاد السوفيتي السابقة، يتعلق الأمر بتثبيط بوتين عن المزيد من التوسع، لكن بالنسبة إلى المقاتلين الأوكرانيين، يتعلق الأمر بنجاة الدولة القومية”.

ربما يعجبك أيضا