صحف فرنسية: “أردوغان” بحاجة للحرب على عفرين

رؤيـة

باريس – واصلت الصحف الفرنسية اهتمامها بالهجوم التركي على عفرين وتداعياته، وجاءت مُعظم تعليقاتها منتقدة للعملية العسكرية التركية في شمال سوريا، وذكّرت أنّه من مصلحة فرنسا دعوة أنقرة لمُحاربة الجهاديين بدلا من وحدات حماية الشعب.

ففي حين رأت صحيفة “ليزيكو” أنّ تركيا تغوص اليوم بشكل أكبر في الفخ السوري، تساءلت “لوفيجارو”: (في سوريا، هل يتجه المجتمع الدولي للاعتراف بالمناطق الكردية؟).

وعنونت “لوموند” “أردوغان يتعهد بتوسيع عملياته حتى تصل إدلب”، واعتبرت في ذات الوقت أنّ عملية “غصن الزيتون” إنما تصبّ في مصلحة النظام السوري وتمثل قوة كامنة للأسد، حيث أطلق الأكراد على إثر الهجوم التركي، دعوات لدمشق لدخول عفرين والسيطرة على الحدود السورية مع تركيا، مما يُمثّل تنامياً في رقعة السيطرة الجغرافية للأسد على الأراضي السورية.

أما صحيفة “لوباريسيان”، فأفردت تقريراً موسعاً عن هجمات عفرين بعنوان “أردوغان يحتاج هذه الحرب لاعتبارات سياسية داخلية”.

ورأت الصحيفة أنّه، ومنذ بداية الأزمة السورية، فقد عملت الحكومة التركية مع جماعات مُتطرفة للإطاحة بعدوهم الأول حينها بشار الأسد، إلى أن أجبرتهم روسيا في العامين الماضيين على التراجع دعماً للنظام السوري.

وأكدت الباحثة والخبيرة في الشؤون التركية والشرق الأوسط في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، دوروثي شميد، للصحيفة الفرنسية أنّ الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان إنما يحتاج إلى هذه الحرب لأسباب سياسية داخلية بحتة، فمنذ أكتوبر الماضي، كانت هذه الحرب بالفعل على شفاه الجميع في تركيا.

واعتبرت الصحيفة أن فرنسا كانت تعتبر تركيا دولة صديقة، على الأقل حتى زيارة أردوغان الأخيرة إلى باريس، لكن التدخل التركي يُعقد على نحو خطير اليوم العلاقات الفرنسية مع الأكراد، وخصوصا في سياق طرح مسألة عودة الجهاديين الفرنسيين المُعتقلين لدى قوات سوريا الديمقراطية في الرقة، والتي كانت حتى وقت قريب معقل تنظيم داعش، ونجحت تلك القوات في تحريرها.

وتؤيد الحكومة الفرنسية محاكمة المواطنين الفرنسيين الذين انضموا إلى تنظيمات إرهابية مسلحة في سوريا والعراق في البلدان التي تمّ اعتقالهم فيها، بشرط أن تتوافر لهم محاكمة عادلة.

واعتبرت الصحيفة أنّ الصراع التركي الكردي يشكل خطراً حقيقياً في أوروبا، مُشيرة إلى أنها حرب خطيرة للغاية بالنسبة لتركيا وسوريا والعالم أجمع.

ويُذكر أنّ العلاقات التركية الأوروبية شهدت أخيراً هبوطاً للدرجة الثانية باعتراف مسؤولين أتراك، حيث عرضت فرنسا على تركيا الشراكة بدلاً من التحالف والانضمام للاتحاد الأوروبي، وهو الأمر الذي لا تملك فيه خياراً في الوقت الحالي.

وكان الآلاف خرجوا في مدينة كولونيا الألمانية، وفي باريس، معظمهم من الأكراد، في مسيرات وتظاهرات احتجاجاً على العملية العسكرية التركية ضد وحدات حماية الشعب الكردية في منطقة عفرين.

وانتقدت الحكومة التركية الموقف الفرنسي الرافض بوضوح لعملية “غصن الزيتون”، وردّ وزير الخارجية جاويش أوغلو أنّ تركيا في مثل هذه الظروف لا تنتظر من فرنسا إلا الدعم، ولا نريد لها أن تكون في صف تنظيم إرهابي، على حدّ قوله، مُشيراً لوحدات حماية الشعب الكردية في عفرين.

ربما يعجبك أيضا