صراع «روسي – أمريكي» في إفريقيا.. ماذا يحدث في القارة السمراء؟

أحمد  حويدق

يقع السودان في خضم شبكة مصالح وتقاطعات دولية واسعة ظلت تلقي بظلالها على مشهده السياسي باستمرار، في ظل موقعه الإفريقي المتميز، كورقة مهمة تخدم مجموعة مصالح في سياق التوازنات الدولية وبسط النفوذ والحد من الهجرة غير النظامية، إذ إن السودان يمثّل معبرًا مهمًا للمهاجرين إلى الشواطئ الأوروبية.

في السياق الدولي يدرس مجلس الأمن الدعوة إلى وقف فوري للأعمال القتالية في السودان قبل شهر رمضان، في الحرب المستمرة منذ 11 شهرًا بين الجيش وقوات الدعم السريع، حسبما قال دبلوماسيون.

الأزمة في إفريقيا لم تقف عند حد السودان، بل تحولت إلى صراع كبير بين واشنطن وموسكو في القارة السمراء، فماذا يحدث في القارة؟

منهجية واشنطن

يقول الدكتور محمد عوض الله، المحلل السياسي السوداني، في تصريحات خاصة لشبكة رؤية الإخبارية، إن فلسفة السياسة الأمريكية في إفريقيا وكل دول العالم تقوم على إشعال الحروب والصراعات بالوكالة، ودعم النزاعات السياسية والقبلية والطائفية، بما يحقق مصالحها ويسهل عليها السيطرة ونهب ثروات الشعوب، وهذا ما حدث في العراق وغيرها من الدول.

لذا، فإن واشنطن تسخّر كل الأدوات الممكنة لتنفيذ سياساتها، والأمثلة كثيرة على ذلك، ففي ليبيا قدمت واشنطن الدعم العسكري وإغراق البلاد بصراع ميليشياوي لم تخرج منه حتى اللحظة، أما في تشاد قامت أيضًا بزرع الفوضى والانقلابات العسكرية.

وبالنسبة للسودان، فإن واشنطن لم تترك أداة أو مدخل إلا واستغلته في البلاد لتعزيز نفودها، ابتداءً بتحريض بعض الأقاليم والقبائل على الانفصال، سابقًا جنوب السودان وحاليًا شرق السودان، يليها استخدام القوات الأوكرانية كمرتزقة للقتال.

يؤكد الدكتور محمد عوض الله، المحلل السياسي، أن السودان يعتبر ثاني ضحايا سياسة الفوضى الخلاقة لواشنطن، بعد ليبيا، ضمن إطار خطة واشنطن لتعزيز تواجدها العسكري بالمنطقة وخاصة في البحر الأحمر.

ويُشير عوض الله، إلى أن تفاقم الأزمة في السودان يزيد خطر انتقال تأثيراتها لدول الجوار مثل مصر، إلى جانب دول أخرى مأزوم معظمها أصلًا كـ ليبيا وتشاد واليمن وإثيوبيا وإفريقيا الوسطى، والتصدي للسياسة الأمريكية هذه لايمكن إلا من خلال وجود قوى عظمى أخرى تنافسها في المنطقة بما يحقق التوازن الاستراتيجي.

التواجد الروسي

تأتي الضغوط والعقوبات الغربية على الجانب الروسي، دافعًا لوجهة موسكو نحو إفريقيا، وهنا ترى روسيا في تعزيز تواجدها بالقارة الإفريقية وعلاقاتها بالدول الإفريقية أهمية استراتجية لمواجهة العزلة الدولية، وتحقيق هدفها الاستراتيجي الخاص بإنشاء عالم متعدد الأقطاب، لذلك كثفت موسكو من قنواتها الدبلوماسية، وجولات مسئوليها بدول القارة الإفريقية التي نشطت على مدار السنوات الثلاثة الماضية.

246128

في تلك الزاوية، يقول المُحلل السياسي عوض الله، إن التواجد الروسي صوب إفريقيا جاء نتيجة جزء من معركة النفوذ الكبرى مع واشنطن التي أثارت الفوضى في المنطقة والقرن الإفريقي بالكامل من خلال التواجد الروسي الذي تلاشي هو الآخر على مدار الأشهر الماضية.

ومنذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية، بدأت موسكو بالفعل في التقارب مع القارة السمراء عن طريق الدعم الغذائي وتقديم الحبوب، والدعم الأمني أيضًا.

ربما يعجبك أيضا