“صرح زايد المؤسس”.. نبراس يضيء طريق الأجيال

محمود طلعت

رؤية – محمود طلعت

شهدت العاصمة الإماراتية أبوظبي، اليوم الإثنين، تدشين “صرح زايد المؤسس” تخليدا لذكرى القائد المؤسس لدولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

ويأتي تدشين صرح زايد المؤسس بالتزامن مع إطلاق المبادرة الوطنية “عام زايد” التي أعلن عنها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات بمناسبة مرور 100 عام على مولد الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

وجهة وطنية

يقع “صرح زايد المؤسس” عند تقاطع الشارعين الأول والثاني على كورنيش العاصمة أبوظبي، ويمتد على مساحة 3.3 هكتار، ويشكل معلما ووجهة وطنية وثقافية يقصدها المواطنون والمقيمون والزوار.

ويضم الصرح مركزا للزوار، تُعرض فيه صور أرشيفية نادرة، ومشاهد مصوّرة ومقالات وقصص عن حياة مؤسس الدولة، ما يتيح الفرصة للتعرّف من قرب إلى سيرة القائد المؤسّس وشخصيته الخالدة، وتوثيق ارتباط الجمهور برؤيته الفذة.

كما تضم المساحات الخضراء للصرح، أشجارا وشتلات ونباتات تشكل جزءا من البيئة الطبيعية لدولة الإمارات، ومنطقة شبه الجزيرة العربية، وذلك تماشيا مع التزام الشيخ زايد العميق بالمحافظة على البيئة الطبيعية المحلية، كما يشمل المكان أيضا ممشى يطل على العمل الفنّي الذي يتوسط الصرح.

نبراس الأجيال

ويقدم الصرح عددًا من التجارب الشخصية مع الوالد المؤسس، تتيح لهم التعرف من كثب إلى حياة القائد الإنسان وإرثه وقيمه النبيلة. 

ويحمل الصرح كل معاني اعتزاز شعب الإمارات بما قدمه القائد المؤسس، والذي يستذكر بكل حب ووفاء العبارة التي أطلقها “زايد” والتي تصدرت صحيفة “الاتحاد” في سبعينيات القرن الماضي، معلنا حقيقة ثروته، والتي تكمن في سعادة شعبه.

وتحقق حلم مؤسس الدولة وأصبح واقعا ملموسا، وذلك بشهادة مؤشرات السعادة العالمية، لتتصدر دولة الإمارات الدول العربية والشرق الأوسط، بإنجازات في مختلف الميادين، جعلت القائد الشيخ زايد أسطورة من أساطير العرب، ونجما لامعا في سماء المجد، ليكتب اسمه بالذهب في صفحات التاريخ.

ومن المقرر أن يفتح الصرح أبوابه أمام الجمهور في ربيع 2018، وسيقدّم عددا من التجارب الشخصية مع الراحل الكبير، تتيح التعرف عن كثب إلى حياة القائد الإنسان وإرثه وقيمه النبيلة.

حفل التدشين

حضر مراسم التدشين، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وعدد من قادة الدولة.

يقول الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم “سيبقى إرث زايد نبعا لا ينضب تستمد منه الأجيال الدروس وتستلهم منه العبر في حب الوطن والانتماء إلى ترابه والتفاني في رفعته.

ويضيف: “سيبقى صرح زايد ماثلا يشهد بما قدمه القائد المؤسس من تضحيات وما حققه من إنجازات هي الأساس الذي قام عليه بنيان الاتحاد.. هذا الإرث الحافل بقصص الإخلاص للوطن والوفاء لترابه يملي علينا والأجيال القادمة مسؤولية صون المكتسبات، ومضاعفة النجاحات، ليكون دائما وطننا رمزا للعزة والكرامة والنماء”.

أما الشيخ محمد بن زايد آل نهيان فقال إن “مدرسة زايد ستبقى واحدة من العلامات المضيئة في تاريخ دولة الإمارات والمنطقة  تلهمنا والأجيال المقبلة بإنسانيتها وقيادتها وحكمتها”، مشيرا إلى أن صرح زايد المؤسس قيمة إضافية لمعرفة هذه الشخصية الفذة التي غرست في نفوسنا قيما ومآثر عظيمة.

وأضاف: “زايد.. قائد آمن بمبادئه وقيمه الخيرة وجعل بناء وسعادة الإنسان الإماراتي هدفه الأوحد ورسخ فيه قيم العمل والعطاء والبذل، الامر الذي ألهم الكفاءات الوطنية للمضي قدما بمسيرة النماء والازدهار إلى الأمام بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة”.

وتابع: “إن مشاعر فياضة تلامس قلوبنا ووجداننا جميعا ونحن نكشف اليوم بكل فخر عن صرح زايد المؤسس في موقع سيبقى علامة مضيئة ومعلما يزيد جمال أبوظبي جمالا ليظل يلهمنا ويمدنا بأسس الخير والعطاء وقيم الحياة، ويبرز رسالة خالدة بأن زايد بإنسانيته وحكمته وقيادته أسس دولة وبنى أمة وشيد حضارة”.

عمل مبتكر

وخلال حفل التدشين، تم الكشف عن “الثريا” وهو عمل فني مبتكر يحتضنه “صرح زايد المؤسس” ويتألف من أشكال هندسية متناسقة وإبداعات فنية تقوم على التواصل البصري مع العمل الفني، ويشكل ملامح الشيخ زايد طيب الله ثراه بمفهوم الأبعاد الثلاثية.

ويبلغ عدد الأشكال الهندسية التي تشكل هذا العمل الفني 1,300 معلقة جميعها على أكثر من 1000 سلك ويبلغ ارتفاع العمل الفني “الثريا” 30 مترا وهي واحدة من الأعمال الفنية الأكبر من نوعها ويشكل معلما بارزا في قلب العاصمة أبوظبي، ويعد عملا فنيا ذا قيمة وجدانية عميقة يقدم شعورا بالتواصل والارتباط مع شخصية لطالما ألهمت الملايين حول العالم.

و قد استلهم الفنان رالف هيلمك مصمم العمل الفني، إبداعه من رؤية الشيخ زايد طيب الله ثراه ونسق المجسمات المنتظمة بشكل يحاكي نجوم السماء التي لا تزال تشع نورا من على بعد آلاف السنين الضوئية وترشدنا إلى الطريق الصحيح.

ربما يعجبك أيضا