صفقة واشنطن وأنقرة.. لماذا وافق الأتراك على انضمام السويد للناتو؟

محمد النحاس
صفقة واشنطن وأنقرة.. لماذا وافق الأتراك على انضمام السويد للناتو؟

لهذه الأسباب أعطت تركيا الضوء الأخضر لانضمام السويد إلى الناتو.


بعد ساعات معدودة من منح الأتراك الضوء الأخضر لانضمام السويد للناتو، تُبدي واشنطن تغيّرًا في موقفها من بيع مقاتلات إف 16 للأتراك.

وبدأت أولى الإشارات في بيان البنتاجون في ما يتعلق بتحديث الجيش التركي، في حين أن بيان وزارة الدفاع التركية، ذكر صراحةً مقاتلات إف 16، فهل جاءت موافقة أنقرة على انضمام السويد للناتو بموجب صفقة مع واشنطن؟ وكيف يرى الروس الموافقة التركية؟

ماذا تريد تركيا؟

وفق تقرير نشره موقع المونيتور، تريد تركيا شراء ما قيمته 6 مليارات دولار من مقاتلات إف 16 أمريكية الصنع، ورغم أن أنقرة تقول إن الموافقة على انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي، لم تأت في سياق مقايضة في مقابل بيع المقاتلات للأتراك، فإن خبراء ينقل عنهم التقرير يرون أن بيع المقاتلات كان أحد العناصر الحاسمة لموافقة أنقرة على انضمام السويد للناتو.

وجاء في بيان للناتو بشأن انضمام السويد إلى الحلف أن تركيا والسويد ستواصلان التعاون ضد الإرهاب. وتعهد بدعم ستوكهولم لتعزيز العلاقات التركية الأوروبية والتعاون الاقتصادي، وفق التقرير المنشور الثلاثاء 11 يوليو 2023. وكانت أنقرة قد عطلت الخطوة إثر خلافات مع السويد، فضلًا عن أخرى مع الولايات المتحدة، وإن لم تربطها بالأخيرة صراحةً.

خطوة تاريخية

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وافق على إحالة طلب انضمام السويد للناتو إلى البرلمان، بعد أشهر من المماطلة. وكانت السويد وفنلندا قد تقدمتا بطلب للحصول على عضوية الحلف، العام الماضي، وفي حين وافقت أنقرة على انضمام فنلندا في إبريل، أجلت الطلب الخاص بالسويد.

تعليقًا على ذلك، قال الأمين العام ينس ستولتنبرج في مؤتمر صحفي: “يسرني أن أعلن أن الرئيس أردوغان وافق على إحالة بروتوكول انضمام السويد (للحلف) إلى البرلمان التركي”، واصفًا هذه الخطوة بـ”التاريخية”. وذلك بعد محادثات عقدها ستولتنبرج عشية قمة الحلف مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس وزراء السويد، أولف كريسترشون.

هل وافق بايدن؟

في إشارة ضمنية إلى حظر الأسلحة على تركيا، يضيف بيان حلف الناتو بأن الجانبين “يلتزمان بمبدأ عدم وجود قيود أو حواجز أو عقوبات” على التجارة الدفاعية والاستثمار، مردفًا “سنعمل على إزالة العقبات”. وكانت السويد قد فرضت حظرًا على بيع أسلحة إلى تركيا بسبب مزاعم انتهاكات لحقوق الإنسان.

من جانبه، أشار مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، في بيان، قبل اجتماع قادة حلف شمال الأطلسي، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يؤيد خطة تسليم مقاتلات إف 16 إلى تركيا. لكن يتعين قبل المضي قدمًا موافقة الكونجرس الأمريكي، وهي الخطوة التالية.

تركيا واليونان

أردف سوليفان أن إدارة بايدن لم تضع أي محظورات أو شروط مسبقة بشأن صفقة المقاتلات، في ما سيشرع الكونجرس الأمريكي في التباحث بشأن حيثياتها. ويوم الاثنين، أقر رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي بوب مينينديز  -الذي لطالما انتقد سلوك أنقرة- بأن هناك هدوء مؤقت في ما أسماه “عدوان تركيا على جيرانها”.

يأتي ذلك في إشارة إلى جارة تركيا اليونان لكنه شدد في ذات التوقيت على ضرورة تحوّل هذا الهدوء “المؤقت” إلى واقع دائم، وفق الموقع الإخباري. ومؤخرًا هدأت نسبيًّا لغة الهجوم بين تركيا واليونان، وقال مينينديز إنه يجري محادثات مع الإدارة الأمريكية بشأن قضية بيع المقاتلات إلى أنقرة، لافتًا إلى أن القرار قد يخرج للنور بعد أسبوع.

البرلمان التركي وانضمام السويد للحلف

بحسب تكهنات بعض الصحف المقربة لأردوغان، فإن الرئاسة ستُرسل البروتوكول الخاص بالسويد إلى البرلمان التركي في وقت لاحق من الأسبوع الجاري، وسيُعرض على لجنة الشؤون الخارجية ثم على الجمعية العامة للبرلمان خلال ذات الأسبوع، وبحسب الموقع الإخباري يتطابق الجدول الزمني لاجتماع لجنة البرلمان التركي، مع ذلك الذي طرحه مينينديز، في دلالة لا تخفى على ترابط القضيتين.

ووفق التقرير، بإمكان ائتلاف أردوغان، الذي يتمتع بأغلبية في البرلمان، أن يرجأ  التصويت أو يرفضه حال اختار ذلك. وفي ذات التوقيت، يتعين على المجر التصديق على عضوية السويد في الحلف.

وقال أردوغان يوم الاثنين: “استمروا (الأمريكيين) في إخبارنا أن عملية الموافقة على إرسال مقاتلات إف 16 لا بد أن تمر بالكونجرس”، مشيرًا إلى أن تركيا هي الأخرى لديها برلمان لبحث هذا الشأن (انضمام السويد لحلف شمال الأطلسي).

كيف رد الروس؟

لم يصب الروس جام غضبهم على أنقرة، ففي حين ذهب الكرملين إلى أن الخطوة سيكون لها “عواقب سلبية” وأن روسيا ستتخذ إجراءات مُقررة ومعدة سلفًا، فقد  أبدى المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، تفهمه لالتزامات تركيا.

وفي بيان نقلته وسائل إعلام روسية أوضح بيسكوف أن تركيا “عضو في حلف شمال الأطلسي ولديها التزامات خاصة ما يحتم عليها الإيفاء”، مشددًا على أن موسكو تتفهم الوضع جيدًا، وأقر في ذات التوقيت بوجود تباينات بين موسكو وأنقرة.

اقرأ أيضًا| أمريكا ترحب بالضوء الأخضر التركي لانضمام السويد للناتو

اقرأ أيضًا| بموافقة تركيا.. السويد تقترب من الانضمام إلى الناتو

ربما يعجبك أيضا