صيني أم أمريكي.. كورونا تشعل نظرية المؤامرة بين واشنطن وبكين

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

مع بلوغ انتشار فيروس كورونا مرحلة الوباء العالمي رغم الإجراءات المتلاحقة، تتواصل الأسئلة بشأن ملابسات انتشاره بهذا الشكل اللافت، وانتقاله بسرعة من مكان لآخر، حيث دارت حرب كلامية واتهامات متبادلة بنشر الفيروس بين الولايات المتحدة والصين.

البداية جاءت من أمريكا حيث ربط الساسة الأمريكيين في الآونة الأخيرة بين فيروس كورونا الجديد والصين، الأمر الذي أثار غضب الصينيين، مشيرين إلى أن هذا تشويه للصين ونحن غاضبون جدًا ونعارض ذلك بشدة.

اتهامات متبادلة 

وقال التلفزيون الصيني، عبر صفحته الرسمية على “فيسبوك” إنه جرت مكالمة هاتفية بين عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني مدير مكتب اللجنة المركزية للشؤون الخارجية يانغ جيه تشي، ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، حيث أشار يانغ إلى أن بعض الساسة الأمريكيين يواصلون تشويه سمعة الصين وجهودها للوقاية من فيروس كورونا المستجد والسيطرة عليه، الأمر الذي أثار استياء شديدا لدى الشعب الصيني، مؤكدا ضرورة أن يصحح الجانب الأمريكي خطأه ويوقف توجيه التهم الباطلة إلى الصين، مشددا على أن أي محاولة لتشويه سمعة الصين لن تنجح أبدا وأن أي عمل يضر بالمصالح الصينية سيقابل برد قوي من الجانب الصيني.

صب الزيت على النار

وجاء المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان ليصب الزيت على النار عندما رد في تغريدة، قائلا: “قد يكون الجيش الأميركي هو من جلب الوباء إلى ووهان”. “كن شفافًا! الولايات المتحدة مدينة لنا بشرح!”.

المسؤول الصيني كتب بالإنجليزية “متى ظهر المرض في الولايات المتحدة؟ كم عدد الناس الذين أصيبوا؟ ما أسماء المستشفيات؟ ربما جلب الجيش الأمريكي الوباء إلى ووهان. تحلوا بالشفافية! أعلنوا بياناتكم! أمريكا مدينة لنا بتفسير”.

تصريحات المسؤول الصيني كانت قد سبقتها اتهامات للولايات المتحدة بتعمد نشر الذعر بسبب فيروس كورونا، حيث انتقدت بكين رد فعل واشنطن على انتشار فيروس كورونا، متهمة واشنطن بالمبالغة في ذلك وتشجيع الهلع الجماعي حول العالم.

استدعاء السفير الصيني

في أعقاب تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، استدعت وزارة الخارجية الأميركية، السفير الصيني لدى واشنطن بشأن هذه التصريحات.

واتهم وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو الصين بإثارة شائعات وأخبار كاذبة حول مصدر الفيروس.

الفيروس الصيني

وقال ترامب، في سلسلة تغريدات: “لأولئك الأشخاص الذين هم الآن عاطلون عن العمل بسبب سياسات الاحتواء الهامة والضرورية، نتيجة إغلاق الفنادق والحانات والمطاعم، على سبيل المثال، سنرسل لكم الأموال قريبا. فهجوم الفيروس الصيني ليس بخطأكم. سنكون أقوى من أي وقت مضى، مكررا الوصف نفسه 3 مرات في ظرف ساعة واحدة.

وأضاف: “سأعقد مؤتمرا صحفيا اليوم لبحث الأنباء الهامة جدا من إدارة الأغذية والأدوية بشأن الفيروس الصيني”.

وتابع: “أنا دائما مع تعاطيت مع الفيروس الصيني بجدية قصوى، وأبليت بلاء حسنا للغاية من البداية، بما في ذلك قراري المبكر جدا بإغلاق “الحدود” مع الصين- وذلك ضد رغبة الجميع تقريبا”.  

وهذه ليست المرة الأولى التي يصف فيها ترامب كورونا بالفيروس الصيني، فقبل أيام استخدم الوصف نفسه في تغريدة على تويتر، ما دفع الخارجية الصينية للرد والاستنكار.

الأمراض المعدية والتفرقة العنصرية

وأعربت الصين عن استيائها الشديد بعدما وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كورونا المستجد في تغريدة له بالفيروس الصيني.

وحذرت منظمة الصحة العالمية من تسمية الأمراض المعدية بطريقة تشجع التفرقة ضد جماعات معينة.

وكان البعض قد أطلق عليه بعد ظهوره الأول وسط البشر في مدينة ووهان وسط الصين، باسم “فيروس ووهان”.

لكن بعد أن أصبح تهديدا حقيقيا لحياة البشر، حيث أصيب به عشرات الآلاف وتوفي المئات، طالب الباحثون بالاتفاق على اسم رسمي للمرض لتجنب التشتت، دون ربطه باسم أي بلد أو مجموعة من الأشخاص.

التسمية العلمية “كوفيد 19”

وسرعان ما استجابت منظمة الصحة العالمية لهذا النداء، وأطلقت عليه اسم COVID-19 “كوفيد 19″، في محاولة لوضع حد للتأثير الذي يوسم أماكن أو حيوانات بأمراض بعينها.

وأعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الثلاثاء، إطلاق اسم COVID-19 على المرض الذي يسببه فيروس “كورونا” المستجد، وقال: “لدينا الآن اسم للمرض”.

وأضاف: “بموجب المبادئ التوجيهية المتفق عليها بين منظمة الصحة العالمية والمنظمة العالمية لصحة الحيوان ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، كان علينا أن نجد اسما لا يشير إلى موقع جغرافي أو حيوان أو فرد أو مجموعة من الأشخاص، وفي نفس الوقت يكون واضحا وعلى صلة بالفيروس”.

سبب التسمية

ومن الآن فصاعدا، سيكون لجميع حالات التفشي الرئيسية، مثل فيروس “كورونا” المستجد، أسماء “علمية” محايدة، من دون الإشارة إلى الموقع الذي تمت فيه السيطرة على المرض أو كيفية انتقاله إلى البشر.

وقد اشتق الاسم الجديد من اسم الفيروس المتسبب به “كورونا”، وكلمتي “فيروس virus” و”مرض disease”، وإشارة إلى السنة التي ظهر فيها (2019)، حيث كشف عن بدء انتشار المرض في ديسمبر الماضي.

ربما يعجبك أيضا