طلال أبوغزالة: بريطانيا غادرت الاتحاد الأوروبي بالتنسيق مع أمريكا

كتب – حسام عيد

قال مؤسس ورئيس مجموعة طلال أبوغزالة الدولية طلال أبو غزالة، اليوم الثلاثاء، إن بريطانيا خرجت من الاتحاد الأوروبي وفقا لمخطط وقرار دولي بذلك، وأيضا بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية.

وأوضح أبوغزالة في لقاء خاص مع فضائية “سكاي نيوز عربية” أنه لا يمكن اتخاذ قرار مصيري مثل ذلك دون الرجوع إلى التاريخ والجغرافيا، فالولايات المتحدة الأمريكية ليس لديها علاقات استراتيجية واقتصادية حقيقية في العالم إلا مع بريطانيا فقط، فليس لأمريكا حلفاء وشركاء اقتصاديين قبل شراكتها مع بريطانيا منذ اتفاقية بريتون وودز عام 1944، حيث تخلت بريطانيا عن عملتها الجنيه الإسترليني كعملة رئيسية للدولار الأمريكي، ومنذ ذلك اليوم هناك حلف مالي اقتصادي استراتيجي بين هاتين الدولتين.

وأضاف، “أزعم بأن بريطانيا انفصلت عن الاتحاد الأوروبي لكي تصبح شريكا لأمريكا في قيادة المحور الأمريكي مثلما تعد الآن روسيا شريكا للصين في قيادة المحور الصيني”.

وتابع رئيس مجموعة طلال أبوغزالة الدولية، “العالم سيحكمه قوتان عظمتان اقتصاديتان هما أمريكا والصين، فأمريكا تحتاج إلى شريك معها كما الصين عندها الشريك الروسي ويوزع الأدوار بينها وبينه، كذلك تصبح بريطانيا الحليف الاستراتيجي والاقتصادي والسياسي لأمريكا وذلك لأن القوة في العالم هي للقوة الاقتصادية فقط، فالحكم العالمي الآن سيكون الصراع على الاقتصاد”.

وفيما يتعلق بطريق الحرير الذي تنتهجه الصين في الوقت الراهن للسيطرة اقتصاديا على العالم، قال أبو غزالة إن طريق الحرير الجديد أصبح اسمه اليوم “الحزام الاقتصادي” ويمثل أهمية بالغة للصين، فمن خلاله ستمتلك الصين نفوذا اقتصاديا وهو ما سيدعمها في كسب معركة الصراع على المصالح الاقتصادية بالعالم.

وعن الصراعات والتوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، كالحرب في سوريا والأزمة اليمنية ومدى تسببها في الدخول في مراحل ركود اقتصادي، رأى رئيس مجموعة طلال أبو غزالة الدولية أن هذه المنطقة ستقبل قريبا جدا على مرحلة النهضة وستعود لتصبح من أهم المناطق ازدهارا في العالم.

وفي ظل استمرار أزمة أسعار النفط وتدنيها إلى مستويات 28 دولارا بعد أن كانت تبلغ في الماضي 110 دولارا وما تبعها من حركات إصلاحية استراتيجية لدول الخليج العربي وإحداث طفرة نوعية في اقتصاداتها، أكد أبوغزالة أن الثروة في العالم خلال الفترة المقبلة لن تكون للنفط أو الغاز أو الطاقة البديلة، بل ستتمثل في صنع المعرفة، فهناك شركة جوجل التي أصبحت الأولى عالميا في صناعة المعرفة، ضاربا مثالا بالنادل الذي كان يعمل في مطعم بأوكرانيا، حيث تمكن من اختراع تطبيق “واتس آب” ثم باعه إلى موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” بـ 13 مليار دولار وهذا يعد نموذجا للثروة الناجمة عن صناعة المعرفة.

وأوضح أبوغزالة أنه يعمل في مجموعته على النهوض بصناعة المعرفة وتحويل المجتمع العربي إلى مجتمع معرفي يصنع الثروة من خلال صنع المعرفة، وضرب مثالا بدولة فنلندا الصغيرة من حيث نسبة السكان وكذلك حجم اقتصادها لكن دخلها القومي يفوق الدخل القومي للمنطقة العربية بـ 5 أضعاف لأنها من أولى الدول المتقدمة عالميا في صناعة المعرفة.

وفيما يتعلق بمجموعة طلال أبوغزالة الدولية التي لديها فروعا في 85 دولة بالعالم وأكثر من 180 مكتبا تمثيليا وخططها الاستثمارية المقبلة وكذلك نجاح مؤسسها الفلسطيني طلال أبو غزالة، قال أبو غزالة “أريد في يوم من الأيام أن يدرك العالم بأن الفلسطيني اللاجئ الذي أخرج من وطنه يستحق دولة ويستحق الاحترام.. بالإضافة إلى كوني تربيت على الثقافة والديانة الإسلامية، درست في فلسطين بمدرسة مسيحية وكذلك في صيدا بلبنان ودرست أيضا الثقافة المسيحية والتي أثرت لدي جانب المحبة والرضا وهذا ما علمني القناعة والسعادة بما كنت أجنيه من قوت في يوم واحد.. عملت بائعا للآيس كريم وكنت أترجم كتبا من اللغة الإنجليزية إلى العربية.. وأذكر أنني كنت مطالبا بالحصول على منحة من وكالة الأونروا لغوث اللاجئين من خلال التفوق بدراستي وأصبح الأول لكي أدخل الجامعة الأمريكية ببيروت وتفوقت على الطلبة الأمريكيين والبريطانيين كما كنت مميزا عنهم في اللغة الإنجليزية”.

وأضاف، “ثقافتي في الدنيا تمثلت في كيفية تحويل النقمة إلى نعمة وسعادة، فالقوة في الدنيا هي قوة السعادة والحب وهذا ما يحقق الانتصار والنجاح.. واليوم ألفت كتاب به قصص من حياتي ويدرس في المراحل التعليمية ويلخص أن المعاناة في حد ذاتها نعمة تصنع من الإنسان قصة نجاح”.

وعلى صعيد تميز مجموعة طلال أبوغزالة الدولية في تنويع استثماراتها، قال طلال أبوغزالة إنه لا يجوز الاعتماد على دخل من مصدر واحد ولذلك قرر توزيع خدمات المجموعة أفقيا بمكاتب منتشرة في قارات العالم أجمع، من الصين إلى كندا، وهذا ما جعل المجموعة الأولى عالميا في حقوق الملكية الفكرية، وكذلك واحدة من أكبر عشرين شركة في العالم بمجال التدقيق المحاسبي، كما أنها تعتبر المؤسسة الوحيدة في العالم التي تمتلك خط إنترنت خاص متفوقة بذلك على أمريكا في مجال تقنية المعلومات.

وتعد مجموعة طلال أبوغزاله أكبر مجموعة عالمية من شركات الخدمات المهنية التي تعمل في حقول المحاسبة، التدقيق الخارجي، التدقيق الداخلي، حوكمة الشركات، الضرائب، الاستشارات التعليمية، الدراسات الاقتصادية والإستراتيجية، خدمات الاستشارات الإدارية، التدريب المهني والفني، نقل التقنية وإدارة المشاريع، إدارة العقارات، خدمات المستثمرين واستشارات الأعمال، الموارد البشرية وخدمات التوظيف، الحكومة الإلكترونية، التجارة الإلكترونية، التعليم الإلكتروني وتدقيق أمن تقنية المعلومات.

وشدد طلال أبو غزالة على أن الأمة العربية تستحق الاحترام، فهي أعظم شعوب العالم لكنها خضعت إلى فترة انحطاط مقررة ومدروسة وليست صدفة أو داخلية، مشيرا إلى أن هذه الفترة بمثابة معاناة نجم عنها دروسا للدول العربية وأفرزت الصواب عن الخطأ وكيفية العودة إلى حضارة الأمة النبيلة التي تعلم منها العالم أجمع، وخلال الفترة المقبلة ستعود الأمة العربية لتصبح في قيادة العالم.
 

ربما يعجبك أيضا