ظهور «حزام ناري» في المحيط الأطلنطي عند مضيق جبل طارق

توقع باحثون برتغاليون أن يشهد المحيط الأطلنطي تحولًا جيولوجيًّا كبيرًا بظهور “حزام ناري أطلنطي” شبيه بحزام الزلازل في المحيط الهادئ، وأن سيتشكل خلال 20 مليون سنة تقريبًا.

وأوضح الباحثون أن هذا التحول الهائل سيبدأ من خلال انتشار منطقة الاندساس، الواقعة حاليًا تحت مضيق جبل طارق، في المحيط الأطلنطي.

غزو الاندساس

أوضح موقع (Study Finds)، في تقرير نشره الأربعاء 21 فبراير 2024، أن مناطق الاندساس، وهي مناطق حرجة حيث تنخفض إحدى الصفائح التكتونية تحت الأخرى، هي أماكن ميلاد بعض الأنشطة الزلزالية الأكثر عنفًا على الكوكب، ومن المتوقع أن ينغلق المحيط الأطلنطي، الذي نشأ نتيجة تفكك قارة بانجيا العملاقة قبل حوالي 180 مليون سنة.

ومفهوم “غزو الاندساس” يفك لغز كيفية ظهور مناطق الاندساس الجديدة في المحيطات غير المضطربة نسبيًا مثل المحيط الأطلنطي، ما يشير إلى أن مناطق الاندساس يمكن أن تمتد إلى المسطحات المائية المجاورة الأكبر، وتسلط الدراسة الضوء على كيفية امتداد منطقة الاندساس أسفل مضيق جبل طارق إلى المحيط الأطلنطي، ما ينذر بتشكيل حزام ناري جديد.

مضيق جبل طارق

عملية ثلاثية الأبعاد

ذكر الموقع أن فريق بحث من كلية العلوم بجامعة لشبونة أجرى عملية ثلاثية الأبعاد بأدوات النمذجة المتقدمة وأجهزة الكمبيوتر العملاقة، وتمكن من محاكاة تشكيل قوس جبل طارق بتفاصيل كبيرة، وأيضًا كيف يمكن أن يتطور في المستقبل العميق.

وتنبأت هذه الدراسة بمرحلة بطيئة تستمر 20 مليون سنة أخرى قبل أن تسرع منطقة الاندساس تقدمها نحو المحيط الأطلنطي، ما يمثل بداية الإغلاق التدريجي للمحيط، ما يلقي الضوء على منطقة الاندساس في جبل طارق، والتي اعتقد بعض الباحثين أنها غير نشطة بسبب انخفاض نشاطها على مدار المليون سنة الماضية.

وتشير الدراسة إلى أن النشاط المستمر لمنطقة الاندساس في جبل طارق له آثار كبيرة على المخاطر الزلزالية في المنطقة، إذ تشتهر مناطق الاندساس بتوليد أقوى الزلازل، ما يشكل تهديدًا مستمرًا للمناطق المحيطة، ويعد زلزال لشبونة التاريخي الكبير عام 1755 بمثابة تذكير صارخ بالمخاطر المُحتملة المرتبطة بهذه المعالم الجيولوجية.