“عاقب مسلمًا”.. آخر شرارات العنصرية في بريطانيا

عاطف عبداللطيف

رؤية – عاطف عبد اللطيف

يبدو أن الدولة البريطانية تواجه متاعب جمة بسبب الحرب على المسلمين الذين تلاحقهم دعوات عنصرية، الأيام الماضية، حيث كثفت السلطات الإنجليزية من جهودها تحسبًا لأي أعمال عنف ضد المسلمين ببريطانيا بعد نشر حملة بعنوان “عاقب مسلمًا” من قبل اليمين المتطرف وتخصيص جوائز لمن يعتدي على مسلم أو حرق مسجد وتبذل الشرطة جهودًا للتحقيق لمعرفة مصدر المنشورات وموزعيها، وهي منشورات تم توزيعها عبر أبواب المنازل، وفيها تحريض واضح على المسلمين “بل وذبحهم”.

كانت مجموعة مجهولة قد وزَّعت منشوراتٍ ترويجية ورسائل بريد إلكتروني، أعلنت فيها عن جوائز متنوعة لمن يقتل مسلمًا أو يؤذيه، وأعلنت عن جوائز متنوعة لكل إهانة أو عقاب يتلقاه مسلم، وتنوع العقاب بين الأذية باللفظ، ونزع الحجاب عن المسلمات، ورش مسلم بحمض الأسيد الذي يعد مادة حارقة هدفها التعذيب والتشويه والقتل، وتعذيبه بالكهرباء، أو سلخ جلده أو تمزيق جسده، والقتل عن طريق المسدس أو السكين، أو دهسه بشاحنة أو غيرها، إضافة إلى حرق المسجد أو تفجيره وصولًا إلى نسف مدينة مكة.

ومن جانبها رفضت الحكومة البريطانية هذه الحملة ووصفتها بالدنيئة، حيث قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي: “إنني على ثقة بأن جميع أعضاء مجلس العموم يشاطرونني الرأي بشأن ضرورة التنديد بهذا السلوك العاجز والدنيء. وإن مجتمعنا بريء من هذا السلوك”. مؤكدة أن التحقيقات مستمرة بشأن تلك الرسائل وقالت إنه تم اتخاذ الخطوات اللازمة لضمان مثول المسؤولين عن هذا الحدث أمام العدالة، فيما عززت السلطات البريطانية من إجراءاتها الأمنية وفتحت وحدة مكافحة الإرهاب البريطانية تحقيقًا موسعًا في الحملة.

“أحب مسلمًا”

وحذرت الشرطة البريطانية النساء المسلمات، بإخفاء حجابهن وعدم نقل أطفالهن من المدرسة بمفردهن، يوم 3 إبريل المعروف باسم “عاقب مسلم”.

ردًا على تلك الحملة التي تشعل فتيل التوتر الديني والعنصري، أطلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي حملة مضادة بعنوان “أحب مسلم”، بديلًا لحملة الكراهية.

وجاءت الحملة في شكل رسالة على غرار تلك التي أطلقها العنصريون في بريطانيا، ولكن بمضمون مناقض لها.

رسائل ونصائح

تلقت سيدات مسلمات في بريطانيا، أمس، رسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تدعوهن إلى إخفاء أحجبتهن، بالتزامن مع انطلاق يوم “عاقب مسلمًا” الذي دعا إليه متطرفون للتشجيع على العنف ضد المسلمين.

وذكرت صحيفة “مترو” البريطانية، أن رسائل وصلت إلى نساء مسلمات عبر تطبيق “واتس آب” لمطالبتهن بإخفاء حجابهن أثناء مرافقة أطفالهن إلى المدارس، لتفادي تعرضهن لأي اعتداء من داعمي حملة “عاقب مسلمًا”.

كما حملت الرسائل “لم يتم تحديد هوية مرسلها” نصائح للمسلمين عامة في المملكة المتحدة بينها السير في تجمعات، والتواجد في أماكن مفتوحة، وتحري الدقة عند فتح أبواب المنازل.

تجريم الإسلاموفوبيا

وأشاد مرصد الإسلاموفوبيا التابع لدار الإفتاء المصرية بموقف الحكومة البريطانية الرافض للحملة العنصرية التي أطلقها مجهولون تحت اسم “عاقب مسلمًا”، مؤكدًا أن تجريم الإسلاموفوبيا ومحاربتها بكافة السبل أمر لا بد منه لمواجهة العنصرية والتطرف بكافة أشكاله.

وأكد المرصد أن موقف الحكومة البريطانية موقف مُشَرِّف، إلَّا أنه في حاجة إلى مزيد من العمل لوقف نزيف الإسلاموفوبيا ومحاربة الخطاب العنصري ونشر الكراهية في بريطانيا، مشيرًا إلى ضرورة التنبُّه إلى أن الخطاب اليميني المتطرف في الغرب بشكل عام، وفي بريطانيا على وجه الخصوص، يعد الداعم الأول والمحفِّز الأهم للتنظيمات التكفيرية التي توظف هذه العنصرية وحملات الكراهية لتجنيد الشباب والغاضبين من الممارسات العنصرية التي ينشرها اليمين المتطرف هناك.

وأضاف المرصد أن وجود تشريع ملزم يجرم الإسلاموفوبيا وخطابات الكراهية بشكل عام أصبح أمرًا لا مفر منه، فمواجهة التطرف بكافة أشكاله أصبح ضرورةً لحفظ الأمن والسلام المجتمعي ومنع الاضطرابات والمواجهات التي تجرُّنا إليها خطابات التطرف هنا وهناك.

“عاقب مسلماً”.. هجمة عنصرية لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة في بلاد الإنجليز التي تشهد من حين لآخر، استهدافات عنصرية وحملات متنوعة متعددة للنيل من المسلمين بالأذى والوعيد.

ويبلغ عدد المسلمين في مختلف أنحاء المملكة المتحدة نحو مليونين و800 ألف، ويشكلون 4.4% من سكان البلاد، وفقًا لاحصاءات شبه رسمية.
 

ربما يعجبك أيضا