عالم أزهري: الدعاية الصفراء تستهدف الإسلام وتسمم الأمن الفكري لدى الشباب

محمود سعيد

رؤية – سحر رمزي

القاهرة – حذر الشيخ أحمد تركي مدير إدارة  تجديد الخطاب الديني بوزارة الأوقاف، من  حروب ضد الإسلام ورموزه، وقال هناك حروب  فكرية ضارية تتحول إلى دعاية صفراء ضد الإسلام ورموزه ومؤسساته مع سبق الترصد بقصد تمييع التنوير والتجديد الحقيقى  فى تطبيق الإسلام بل وإجهاضه واستبداله بمشروعين يخدمان الاستعمار واهدافه ضد دولنا العربية والإسلامية ألا وهما، “مشروع التطرّف والإرهاب “،  و”مشروع سلخ الهوية الدينية والوطنية وتسميم الأمن الفكري لدى الشباب العربي وخاصة المصري” ما كتب عن كثب ما أطلقته الماسونية العالمية مؤخراً من شرارة معركة كلامية وفكرية حول الميراث فى الاسلام ومشروع القانون الذي يعدل مجلة الأحوال الشخصية في تونس الشقيقة في هذا المجال.

ويرى الشيخ تركي أن كل مشروع يخدم على الآخر، وعلل ذلك بالقول أن الإفراط والتشدد يعطى مبرراً للبعض الجنوح الى الإلحاد والعداء للدين والانفلات عن القيم، والعكس، وأكمل تغذية هذين المشروعين تخديم على المشروع السياسي الاستعمارى المستهدف لدولنا وإسقاطها فى براثن الفوضى الخلاقة.

وأوضح  تركي أن  المشروعان ممولان من قبل الماسونية وأجهزتها وعملائها،  ولا أدل على ذلك من توفير الدعم الهائل  اللوجستي منه  والإعلامي  لعناصر عربية يقومون بالدعوة إلى هذين المشروعين عبر فضائيات ووسائل اعلامية ممولة.

قضية الميراث لن تكون القضية الأخيرة فى هذه المعارك  ضمن مخطط الشيطان الماسوني لزلزلة عواطف الناس وثقتهم بدينهم أو مؤسساتهم الدينية ( الأزهر الشريف ) لإجهاض مشروع الأزهر التنويري  والثقة الكبيرة التى استعادها فى آسيا وأوروبا وكل بقاع العالم.

وأكد تركي أن الفرق بين التنوير الحقيقي والتنوير المزور هو نفس الفارق بين حَجج سيدنا إبراهيم عليه السلام  وسذاجة النمروذ بن كنعان  فى حوارهما حول وجود الله تبارك وتعالى منذ أكثر من أربعة آلاف عام

وأضاف قد واجه سيدنا إبراهيم أبو الأنبياء  – (وإليه تنتسب الديانات الإبراهيمية كما يسميها  البعض ويقصدون بها الإسلام والمسيحية واليهودية ) – عبّاد الأصنام والكواكب ودعا إلى التوحيد لتطهير الروح والقلب والعقل والنفس من رجس الوثنية  وايضاً الاندماج فى الحياة بخلق الدين الحق والموازنة بين أداء حقوق الله وحقوق النفس وحقوق الآخرين ونشر الفضيلة،  وهذا هو التنوير الدينى.

و ذكر تركي أن القرآن الكريم  قد ذكر جانباً من الحوار الذي دار بين سيدنا ابراهيم والنمرود  بن كنعان  حول وجود الله تبارك وتعالى  ليكتشف القارئ  الفرق الكبير بين التنوير دون افراط او تفريط وبين الآراء والادعاءات الساذجة !! فقد ادعى النمرود أنه يحيي ويميت أتى باثنين من المحكوم عليهم بالإعدام عفا عن أحدهما وقتل الآخر !! واعتبر ذلك  قدرةً على الإحياء والإماتة.

قال تعالى : “أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ۖ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ” (258)  البقرة

كما أكد تركي على أن أحكام  الميراث فى الشريعة الإسلامية  أحكام عظيمة شرعها ربنا تبارك وتعالى وفق المساواة وليس وفق التسوية، وأن المساواة تعنى أن يُعطى كل فرد حسب الحاجة أو الضرورة أو المصلحة  مثال ذلك لو أن أحدنا أراد شراء ملابس لأولاده، وكل ولد من ابنائه فى حاجة الى مقاس مختلف عن الآخر، وقد يكون احدهما فى حاجة الى ملابس اكثر من الآخر لصغر سنه أو ما شابه ذلك.

وأوضح الشيخ أحمد تركي أن صورة المساواة هنا  شراء الملابس المناسبة لكل طفل  لسد حاجته مع وجود التغاير فى المقاسات والكمية

صورة التسوية هنا يعنى تجاهل الآب للاحتياجات المختلفة للأبناء  والتسوية بينهم فى المقاسات والكمية وبالتالى سيتضرر طرف من الأطراف حتماً.  عدم مراعاة ظروف كل طرف.

فلسفة الميراث فى الإسلام لا تعتمد على التفريق بين الذكورة والأنوثة !! ولا تعتمد على التسوية !! بل تعتمد المساواة وفق ما ذكرته فى المثال السابق.

عشرات المسائل في الميراث، تأخذ المرأة حقاً أكبر من حق الرجل ولا تأخذ المرأة نصف الرجل إلا في مسألتين فقط!  وجود الأبناء والبنات !! ووجود الأخوة والأخوات، وسبب ذلك أن الإسلام يفرض على الرجل النفقة على الزوجة حتى وإن كانت ذات مال !! بينما المرأة تستحق الميراث ولا شأن لزوجها به  فالحاجة والتكليف فى هاتين المسألتين أعطى للمرأة نصف الرجل،  وهذا هو عين المساواة
وهناك مسائل كثيرة تأخذ المرأة أكثر من الرجل أو مساوية له وهذا معلوم للجميع.

والملاحظ ايضاً أن الميراث فى الاسلام  يعطى للأجيال الصاعدة (حديثة العمر) أكبر من الأجيال الكبيرة فى العمر، فالابن يأخذ أكثر من الاب والابنة إذا انفردت تأخذ النصف  بينما يأخذ الأب السدس !!  وهكذا.

كما حذر الشيخ من أن  ترويج أكذوبة أن الرجل يأخذ ضعف المراة فى الميراث على الإطلاق مقطعين الآية الكريمة “للذكر مثل حظ الأنثيين” من سياقها !!  وهي أكذوبة مقصودة للتشنيع على الإسلام، ومن يقول ان هذا كلام نظرية مؤامرة !! أقول له إن المؤامرات تحولت من السرية الى العلنية وإنكارها  دفن الرأس فى الرمال.

وقال الشيخ تركي، ليس صحيحا أن الميراث فى الاسلام يتجاهل المساواة بل هو قائم على المساواة، انما تجاهل التسوية بين الأطراف  لأن احتياجات الورثة مختلفة، وأضاف  بل خبثاء الحروب الفكرية أطلقوا كلمة المساواة في الميراث وأرادوا التسوية ،ووضعوا لنا الإطار الفكرى والاصطلاحي حتى نقع فى فخاخه ونحول القضية الى قضية دفاع عن الإسلام، ويظهر الاسلام امام العالم انه ضد  المساواة !!  وبالتالى يسوقون آراء صبيانهم الساذجة سذاجة حجة النمروذ بن كنعان فى مواجهة سيدنا ابراهيم عليه السلام،  ويشوهون التنوير الحقيقي ويلصقون به تهمة الجمود والتطرف، وقال الشيخ أحمد تركي هذه قراءتى لهذا الموضوع الذى لن يكون الأخير ضمن حروب الماسونية الفكرية ضدنا،  ووعينا بخططها يحتم علينا الحكمة والحذر فى التعاطي مع مثل هذه الأزمات
 

ربما يعجبك أيضا