عاملان لحل الأزمة.. كيف صار نتنياهو غير مرغوب فيه لدى واشنطن؟

عمر رأفت
علاقات متوترة .. هل أصبح نتنياهو غير مرغوب فيه في واشنطن؟

لا تسير العلاقات الأمريكية الإسرائيلية على نحو جيد في وجود نتنياهو، وتتساءل صحيفة جيروزاليم بوست العبرية عن المطلوب لاستعادة العلاقات الطبيعية.


سببت خطط في إسرائيل لتغيير الطريقة التي يعمل بها النظام القضائي، اضطرابات الداخلية أدت إلى تخلخل في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية.

وأوردت صحيفة جيروزاليم بوست العبرية تحليلًا قالت فيه إن “من يعتقد أن الأزمة بين واشنطن وتل أبيب ستنتهي، عليه أن يفكر مرة أخرى”، مضيفة أن الحل هو دعوة الرئيس الأمريكي جو بايدن، لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى البيت الأبيض.

عدم دعوة نتنياهو إلى واشنطن

أوضحت جيروزاليم بوست في تحليلها المنشور أمس الأول السبت 1 إبريل 2023، أن المشكلة تكمن في أن بايدن لا يستطيع دعوة نتنياهو إلى البيت الأبيض الآن، وهي نقطة ذكرها الرئيس الأمريكي صراحة عند سؤاله بشأن دعوة نتنياهو، قائلًا: “لا، ليس على المدى القريب”.

اقرأ أيضًا: نتنياهو: نكبد الأنظمة الداعمة للإرهاب خارج حدود إسرائيل ثمنًا باهظًا

ووصفت الصحيفة رد بايدن بأنه “أقل من قيمته” بالنظر إلى أنه من غير المحتمل أن يكون قادرًا على دعوة نتنياهو ما دامت الاضطرابات الداخلية مستمرة في إسرائيل، بسبب عملية الإصلاح القضائي التي تمس الديمقراطية في إسرائيل، متسائلة عما هو مطلوب للمضي قدمًا في العلاقة الثنائية بين البلدين مرة أخرى.

عاملان لحل الأزمة

قالت جيروزاليم بوست إن حل الأزمة بين الولايات المتحدة وإسرائيل يحتاج إلى عاملين على الأقل، أولهما “ضرورة تقديم تعهدات بأن عملية الإصلاح القضائي لن تغير مكانة إسرائيل باعتبارها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط”.

نتنياهو

نتنياهو

والأمر الثاني كما تقول الصحيفة العبرية، هو ضرورة أن يطمئن بايدن بأنه خلال وجود نتنياهو في واشنطن، لن يصدر عن أي وزير إسرائيلي تصريحات قد يعتبرها الرئيس الأمريكي “بغيضة”، وهي كلمة استخدمتها إدارة بايدن لوصف تعليقات أدلى بها وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش.

أمر محرج لبايدن

تحدث السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل دانييل شابيرو، عن صعوبة لقاء بايدن ونتنياهو في البيت الأبيض. وأوضح في تصريحات أبرزتها جيروزاليم بوست قائلًا: “سيكون أمرًا محرجًا للغاية لبايدن أن يعقد لقاءً مع نتنياهو، نظرًا إلى ما تمر به إسرائيل الآن”، في إشارة إلى التظاهرات الشعبية ضد خطة الإصلاح القضائي.

اقرأ أيضًا: تواصل الاحتجاجات الإسرائيلية على التعديلات القضائية رغم تعليقها

وتابع شابيرو: “أحد الموضوعات الرئيسة التي أدت إلى فوز بايدن بالرئاسة الأمريكية، هو الدفاع عن الديمقراطية من التآكل ومن التهديدات التي تطارد الحكم الليبرالي”، وشدد على ذلك بقوله إن “هذه الخطوة لن تحدث في وقت قريب”.

تظاهرات في إسرائيل

تظاهرات في إسرائيل

التوترات ستستمر

يرى السفير السابق لدى الولايات المتحدة مايكل أورين، أن التوترات بين تل أبيب وواشنطن ستستمر حتى التوصل إلى حل وسط بشأن الإصلاحات القضائية، وقال إن “سبب عدم دعوة نتنياهو ليس الخلافات، بل رؤية واشنطن أن نتنياهو لا يسيطر على الأمور”.

وتابع أورين لجيروزاليم بوست: “لسنا في أزمة، لسنا كذلك، نحن في فترة توتر”، موضحًا أن الأزمة يمكن أن تحدث حال تنفيذ تل أبيب مذبحة ضد الفلسطينيين، أو خروج الأمور في القضاء عن السيطرة، وقال إن “ما يحدث هو أن بايدن غاضب وقلق مما يجري في إسرائيل”.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

تأثر المصالح الأمريكية

قال شابيرو إنه يعتقد أن نقطة الأزمة ستأتي إذا اتبعت إسرائيل إصلاحًا قضائيًّا دون إجماع، وبطريقة تضر بالديمقراطية في البلاد، مشيرًا إلى إن الديمقراطية قضية سياسة خارجية للولايات المتحدة وبايدن.

وأضاف: “إذا كان من الممكن أن تتأثر المصالح الأمريكية، فمن المحتمل أن تكون للولايات المتحدة وجهة نظر بشأنها، ومن المشروع تمامًا أن تعبر الولايات المتحدة عن رأيها عندما تتضرر مصالحها”.

نتنياهو غير مرغوب فيه

قال نتنياهو في تصريحات سابقة إن عملية الإصلاح قد أسيء فهمها، وإنها ستعزز الديمقراطية الإسرائيلية. وفي خطاباته العامة الأخيرة الأسبوع الماضي، شدد على أهمية وجود سلطة قضائية مستقلة وشدد على حماية الحقوق الفردية.

وأشارت جيروزاليم بوست إلى أن تلك الرسالة لم تلق انتباه بايدن، ونتيجة لذلك، لم تصل دعوة البيت الأبيض إلى نتنياهو، مضيفة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي شخص غير مرغوب فيه لدى واشنطن، ولن يتلقى دعوة.

ربما يعجبك أيضا