عام على الحرب بالسودان .. القتال مستمر والنصر «مستحيل»

عام على الحرب في السودان ولا مخرج في الأفق

عبدالمقصود علي
الحرب في السودان

اندلعت الحرب في السودان قبل عام بين الجيش وقوات الدعم السريع، وتسببت بأوضاع مأسوية تشمل المجاعة والنزوح والعنف الجنسي والنزاعات العرقية المسلحة، وفق خبراء وموظفي إغاثة، في غياب أي مخرج في الأفق.

وتقول الأمم المتحدة إن السودان الذي كان، حتى قبل الحرب، أحد أفقر بلدان العالم، يشهد “واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم وهو مرشح لأن يشهد قريبا أسوأ أزمة جوع في العالم”، بحسب ما نقلت إذاعة مونت كارلو الجمعة 12 إبريل 2024.

اندلعت المعارك في الخرطوم في 15 إبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان ونائبه في ذلك الحين قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي.

مقتل آلاف الأشخاص

أودت هذه الاشتباكات التي باتت تغطي مساحات واسعة من البلاد، إلى مقتل آلاف الأشخاص، من بينهم 10 آلاف إلى 15 ألفًا في مدينة واحدة في إقليم دارفور بغرب البلاد، وفق الأمم المتحدة.

كما اضطر 6 ملايين ونصف سوداني الى النزوح من ديارهم بينما لجأ مليونان ونصف آخرين إلى الدول المجاورة، ويعاني 18 مليون سوداني، من بين إجمالي السكان البالغ عددهم 48 مليونًا، من نقض حاد في الغذاء.

وبات مئات الآلاف من النساء والأطفال معرضين للموت جوعًا، في أزمات يشعر العاملون في المجال الإغاثي بالعجز حيالها بسبب رفض منحهم تأشيرات دخول وفرض رسوم جمركية باهظة على المواد الغذائية، إضافة إلى نهب المخازن وصعوبة الوصول الى العالقين قرب جبهات القتال.

انهيار النظام الصحي

انهار النظام الصحي بشكل شبه كامل في السودان. وتقدّر الخرطوم الخسائر في هذا القطاع بقرابة 11 مليار دولار.

أما القطاع الزراعي الذي كان يعمل فيه العدد الأكبر من السودانيين في بلد كان يعد سلة غلال إفريقيا، فاستحال أراضي محروقة. حتى المصانع القليلة تمّ قصفها.

النصر “مستحيل”

ويقول الخبير في الشأن السوداني أليكس دو فال إنه “ليس هناك أي مؤشر على أننا نتجه نحو نهاية الحرب”.

ويضيف أنه حتى في حال توقفها “سيكون السبيل نحو إعادة بناء الدولة التي تهدمت، طويلًا وصعبًا”.

من جهته، يؤكد الصحفي محمد لطيف لوكالة فرانس برس أن “تحقيق أي من الطرفين نصر في المرحلة الحالية مستحيل، فقواتهما ضعيفة ومنهكة بسبب صعوبة الحصول على إمدادات”.

ورغم تحذيرات المجتمع الدولي والأمم المتحدة المتكررة من احتمالات تفاقم الأزمة الانسانية حلال الأسابيع والأشهر المقبلة، يتمسك كل من البرهان ودقلو المعروف بحميدتي، بموقفيهما.

ربما يعجبك أيضا