عباس يرفض استقبال السفير الأمريكي

كارم عبدالغفار

رؤية

القدس المحتلة – أعلن موفد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لعملية السلام جيسون غرينبلات التوصل إلى اتفاق بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل يقضي بحصول الفلسطينيين على نحو 33 مليون متر مكعب من المياه سنوياً من مشروع لمد قناة بين البحرين الأحمر والميت.

وتم الإعلان عن الاتفاق في مؤتمر صحافي مشترك في القدس أمس ضم غرينبلات ورئيس سلطة المياه الفلسطينية مازن غنيم ووزير بحكومة الاحتلال الإسرائيلي تساحي هنغبي، حيث تسعى واشنطن إلى حمل الفلسطينيين وإسرائيل على التوصل إلى اتفاقات في شأن القضايا الخلافية الرئيسية تمهيداً للتوصل إلى حل سياسي كامل، إلا أنها تصدم بصلف إسرائيلي خاصة فيما يتعلق باستمرار الاستيطان.

وأشارت المصادر إلى أن “التفاوض يجري عبر لجان مختصّة، واحدة حول القدس وأخرى حول المياه، وثالثة حول الحدود، ورابعة حول الأمن، وخامسة حول اللاجئين، وفي حال التوصل إلى اتفاق حول أي من هذه القضايا سيعلن عنه ويبدأ تطبيقه فوراً، مرجحة حصول اتفاقات مبكرة حول ملفات المياه والأمن والعلاقات الاقتصادية فيما تعتري الملفات الأخرى مثل الحدود والقدس واللاجئين، صعوبات.

وترى الإدارة الأمريكية أن التوصل إلى اتفاقات جزئية سيفتح الطريق أمام تعزيز الثقة بين الجانبين، وتأهيلهما للتوصل إلى اتفاقات حول باقي الملفات الصعبة.

ويهدف مشروع قناة البحرين الذي تم الاتفاق على إقامته بين إسرائيل والأردن والسلطة الفلسطينية في 2013، إلى بناء خط أنابيب طوله نحو 200 كيلومتر يمتد من البحر الأحمر حتى الميت، وإقامة محطة لتحلية المياه في ميناء العقبة الأردني.

وقال غرينبلات إن إسرائيل التي أدت محطاتها للتحلية إلى وجود فائض في المياه، ستبيع نحو 33 مليون متر مكعب إلى السلطة الفلسطينية في إطار الاتفاق النهائي. وعبر عن أمله بأن “يساهم هذا الاتفاق في رفع كفاءة البحر الميت ويساعد ليس فقط الفلسطينيين والإسرائيليين، بل الأردنيين أيضاً”.

وذكر وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي أن إكمال المشروع الذي تقدر قيمته بنحو 900 مليون دولار، سيستغرق أربعة أو خمسة أعوام. وستنتج محطة تحلية المياه 80 مليون متر مكعب سنوياً على الأقل. وبموجب اتفاق وقع مع الأردن في 2015، ستشتري إسرائيل نحو 40 مليون متر مكعب من هذه الكمية.

وقال مازن غنيم أن “التوصل إلى اتفاق مع الجانب الإسرائيلي تمّ برعاية أميركية” مشيراً إلى أن “المفاوضات حول الحقوق المائية لم تبدأ بعد، لكن التفاهمات الأخيرة حول الحصة الفلسطينية من مياه قناة البحرين “لا تتعارض مع إصرارنا على تحقيق حقوقنا العادلة، من المصادر المائية كافة”. وأردف: “بعد نقاشات طويلة استمرت أكثر من عام ونصف العام مع الجانب الإسرائيلي، توصلنا إلى توافق مبدئي يقوم على تحديد الحصة الفلسطينية بنحو 32 مليون متر مكعب سنوياً من المياه (22 للضفة و10 لغزة.

وطرح البريطانيون لأول مرة فكرة حفر قناة من البحر الأحمر إلى البحر الميت خلال خمسينات القرن التاسع عشر بديلاً من قناة السويس.
وفي سياق متصل، رفض الرئيس محمود عباس وطاقم المفاوضات الفلسطيني ضغطا أمريكيا تمثل باستقبال سفير واشنطن في إسرائيل، ديفيد فريدمان، كعضو في طاقم المبعوث الخاص لعملية السلام جيسون غرينبلات، في اللقاءات التي تجري بين الطرفين.

ولم يفلح الضغط الذي مارسه غرينبلات، حتى قبل وصوله إلى المنطقة منذ أيام، في ثني القيادة الفلسطينية عن قرارها انطلاقا من رفضها التعامل معه في إطار السياسات الخارجية الأمريكية، كطرف تابع لإسرائيل، وهو طلب رفضه في وقت سابق أيضا الرئيس عباس، حين زار المنطقة كل من جاريد كوشنير صهر الرئيس دونالد ترمب والمشرف العام على السلام، برفقة غرينبلات، في إطار جهود دفع المفاوضات.
ويتردد أن الرئيس ترامب، هو من طالب بأن يكون السفير فريدمان ضمن الطاقم الأمريكي الخاص بتحريك عملية السلام.

وأكد الرئيس في الاجتماع على الرفض الكامل للنشاطات الاستيطانية، وكذلك الإجراءات الاستفزازية والتحريضية، كسن القوانين التي تكرس الاحتلال وتحول دون تحقيق حل الدولتين.

وعقد يوم الثلاثاء الماضي مسؤولون فلسطينيون وأمريكيون لقاء في مدينة القدس لبحث سبل استئناف المفاوضات، وفق الخطة التي تريد إطلاقها قريبًا إدارة الرئيس دونالد ترامب.

وضم الفريق الفلسطيني أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فراج، ورئيس صندوق الاستثمار الفلسطيني محمد مصطفى، وعن الجانب الأمريكي غرينبلات، والسفير فريدمان وبلوم.

وجدد الجانب الفلسطيني في اللقاء مطالبه بوقف كل النشاطات الاستيطانية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، قبل الحديث عن محاولات لاستئناف المفاوضات. كذلك أكد على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967.

ربما يعجبك أيضا