عثمان محمد علي.. مكتشف المواهب وتميمة حظ نور الشريف

مشوار كفاح عثمان محمد علي.. اكتشف مديحة كامل وسجل القرآن بصوته وتميمة حظ نور الشريف

أحمد العشري
الفنان عثمان محمد علي

خيم الحزن الحزن الشديد على الوسط الفني، بإعلان وفاة الفنان المصري القدير، عثمان محمد علي، الذي أثرى الفن المصري بالكثير من الأعمال والأدوار المهمة.

ويعدّ عثمان محمد علي، من القلائل الباقين من جيل عمالقة الفن المصري، وتارك بصمة مميزة سواء في السينما أو الدراما أو المسرح أمام الكثير من النجوم، أمثال نور الشريف، ومحمود عبدالعزيز، ومحمود السعدني، وصلاح ذو الفقار، وعادل أدهم، وغيرهم.

عثمان محمد علي

عثمان محمد علي

شخصيات وأعمال في مشوار عثمان محمد علي

بدأ عثمان مشواره الفني عام 1954، من خلال عدد من المسلسلات الإذاعية، أبرزها “حب وإلهام”، و”للحب رأي آخر”، و”مهاجر إلى صمت”، لينطلق بعدها مقدمًا أكثر من 255 عملًا، بين السينما والتلفزيون والمسرح، فهو شهبندر التجار في “الزيني بركات”، والحاج بدوي في “لن أعيش في جلباب أبي”، والمحامي في “عيون الحب”، والضابط المكافح في “أشغال شاقة”.

وقدم الراحل غيرها الكثير من الأعمال والشخصيات التي أثرى بها الفن طوال مشواره الذي استمر 69 عامًا، وكان آخرها مسلسل “حي السيدة زينب”، الذي عرض في عام 2021.

عثمان محمد علي

عثمان محمد علي

تميم الحظ.. مكتشف المواهب

قدم عثمان محمد علي، 6 أعمال في مشواره الفني، مع الفنان الراحل نور الشريف، وهي: “لن أعيش في جلباب أبي”، و”عائلة الحاج متولي”، والجزء الأول من “الحرافيش”، و”العطار والسبع بنات”، و”عيش أيامك”، و”خلف الله”، ليصبح تميمة الحظ في أغلب أعمال نور التي نجح بها في الدراما المصرية.

ولم تقتصر مساهمات الراحل على الأدوار الفنية، ولعب دورًا في اكتشاف مواهب أصبحت علامات في الفن المصري بعد ذلك، مثل الفنان الراحل محمود عبدالعزيز،، والفنان محمد وفيق، وأميرة السينما مديحة كامل، وكوثر العسال، وعزيزة راشد، وغيرهم الكثيرين.

رحلته في اكتشاف النجوم

حكى عثمان محمد علي، في أحد لقاءاته المصورة، أنه عندما كان يعمل مشرفًا وموجهًا للمسرح المدرسي بمدينة الإسكندرية، وصادفه الكثير من المواهب المهمة، التي حرص على تقديمها للجمهور بعد ذلك، لافتًا إلى أن محمود عبدالعزيز كان طالبًا موهوبًا جدًا بمدرسة الورديان، وأخذه ليعمل معه ومع الفنانين يوسف داود، وحسن عبدالسلام.

وفي ما يخص اكتشافه لأميرة السينما المصرية، مديحة كامل، أشار إلى أنها كانت في مرحلة الإعدادية بمدرسة الشاطبي في الإسكندرية، وشاركت في المسرح المدرسي، وقدمت شخصية رابعة العدوية، وكان وقتها عضوًا في لجنة التحكيم، ومعه الفنانين حسن مصطفى، وجمال إسماعيل، منوهًا بأنه رأى فيها لمعان موهبتها، وكان يعرف والدها ووالدتها.

الفنان عثمام محمد علي والفنان نور الشريف

الفنان عثمام محمد علي والفنان نور الشريف

كواليس جلال الدين بن خوارزم شاه ومسلسل “الفرسان”

يعد مسلسل “الفرسان” وشخصية جلال الدين بن خوارزم، واحدًا من أهم الأعمال التي قدمها في مشواره الفني وأجملها، ما أكدته أيضًا ابنته الفنانة سلوى عثمان، في لقاءات صحفية، ليتضح أن لهذا العمل كواليس مهمة حكى عنها الفنان الراحل بنفسه.

وقال عثمان في تصريحات سابقة، إنه بعدما حصل على الدور من المخرج حسام الدين مصطفى، أدرك أهميته لأنه بداية المسلسل، وقد يجذب الجمهور للعمل أو يصرفهم عنه، ليغير المخرج رأيه ويحاول استبداله بنجم آخر، ويعطي له دور آخر، حتى اقتراح الفنان الراحل محمود ياسين على العمل، لكنه رفض، وقال: “مخدش دور 10 حلقات”.

وأضاف عثمان أنه عندما علم بهذا الأمر غضب جدًا، لكن الفنان الراحل، حمدى غيث، أحد المشاركين في العمل، علم بنية المخرج، فقال: “لو عثمان معملش الدور، أنا مش هشتغل دور العز ابن عبدالسلام”، واضطر المخرج للاعتماد عليه، ليأتي بنفسه إليه بعد انتهاء التصوير، ونجاح الدور: “أنا أسف انى كنت هغيرك”، مؤكدًا على أن هذه المواقف التي لم يستطع نسيانها.

مسلسل الفرسان

مسلسل الفرسان

إرث مهم في الفن المصري

لم يترك الفنان الراحل عثمان محمد علي إرثه الفني وروحه في أعماله فقط، بل ترك أيضًا ابنته الفنانة الكبيرة سلوى عثمان، الذي كان داعمًا قويًا لها قبل رحيله، وكان له تأثير كبير في تطورها الفني، فاستمدت منه موهبتها وشغفها، وتستمر سلوى في عطائها وتكريمها لوالدها في كل أعمالها التي تقدمها.

وولدت سلوى عثمان في 1959، وتخرجت ‏في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية من جامعة القاهرة، لكنها قررت دخول الوسط الفني، وبدأت مسيرتها الفنية منذ عام 1980، وعملت في الإذاعة والسينما والمسرح ‏والتلفزيون، ومن أهم أفلامها “هيستيريا، أيام السادات”، بينما في مجال الدراما التلفزيونية فمن أبرز أعمالها: “زمن عماد الدين، ابن الأرندلي، سجن النساء، المال والبنون”.

عثمان محمد علي وابنته سلوى

عثمان محمد علي وابنته سلوى

رجع أهم الأعمال الدرامية وسجل القرآن بصوته

عمل الفنان عثمان محمد علي مستشارًا في كلية الإعلام لتصحيح اللغة العربية والنطق أمام الكاميرا، ما ساعده على إتقان اللغة العربية الفصحى، ونحوياتها، فأصبح بعد ذلك مراجعًا لغويًّا للعديد من المسلسلات الناطقة بالفصحى، من بينها مسلسل: “عصر الأئمة”، و”الفرسان”، و”الأبطال”، و”أبو حنيفة”.

واستغل عثمان موهبته في اللغة العربية الفصحى، وسجّل كلمات ومرادفات القرآن الكريم كاملًا لغير الناطقين باللغة العربية، لمدة 3 أعوام تقريبًا، دون أن يتقاضى أي أجر، لرغبته في أن يكون هذا العمل صدقة جارية له.

عثمان محمد علي

عثمان محمد علي

معاناة عثمان محمد علي مع المرض

عاني الفنان الراحل في السنوات الأخيرة من حياته من بعض الأمراض المزمنة، حتى تعرض لوعكة صحية طارئة مفاجأة، وأصيب بجلطة في المخ. وكتب حينها، عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “أصبت بجلطة فى المخ منذ أيام، ودخلت الرعاية المركزة وعدت لتوى لمنزلى بالإسكندرية”.

وأضاف: “لسه تعبان والجلطة أثرت على ساقى، لكن الحمد لله على كل حال، أتابع العلاج بالأدوية، وبعد ذلك أبدأ العلاج الطبيعى، وإذا لم تتحسن حالتى سأعود للمستشفى”، مشيرًا إلى أنه أصيب بالجلطة في أثناء تصوير أحد المسلسلات.

عثمان محمد علي

عثمان محمد علي

وبعد رحيل الفنان القدير قدم الوسط الفني جميعه بدايةً من نقابة المهن التمثيلية، برئاسة الدكتور الفنان أشرف زكي، مرورًا برئيس أكاديمية الفنون، الدكتورة غادة جبارة، حتى رئيس قطاع الإنتاج الثقافي القائم بأعمال رئيس البيت الفني للمسرح، المخرج خالد جلال، تعازيهم الحارة له ولأسرته، مؤكدين على فقدانهم واحدًا من أهم الفنانين المؤثرين في تاريخ الدراما المصرية.

ربما يعجبك أيضا