علماء يدعون الناس إلى تناول المزيد من لحوم الثعابين.. لماذا؟

مع رواج بدائل اللحوم، وتشجيع العديد من الباحثين للناس على العثور على المزيد من الأطعمة النباتية المستدامة لتناولها، دعت دراسة جديدة إلى تناول المزيد من لحوم الثعبان.

ووجد فريق دولي في تايلاند وفيتنام أن هناك إمكانية لأن تصبح تربية الثعبان بديلاً مستدامًا وفعالاً للماشية التقليدية المستخدمة في إنتاج اللحوم.

الثعابين مصدر للبروتين

أوضح موقع (Study Finds)، في تقرير نشره الجمعة 15 مارس 2024، أن الدراسة، التي نشرتها مجلة Scientific Reports، كشفت أن زراعة الثعبان، الموجودة منذ فترة طويلة في آسيا، قد تكون الحل الذي يحل مشكلة انعدام الأمن الغذائي المتزايد في جميع أنحاء العالم.

وركزت الدراسة على نوعين من الثعابين معروفين باسم الثعبان الشبكي والثعبان البورمي، ولاحظت أن هذه الزواحف العملاقة قادرة على النمو السريع في البيئات الزراعية الخاضعة للرقابة في تايلاند وفيتنام. وفحص الباحثون معدلات نموها، وتناولها الطعام، وتأثيرات الصيام، وكشفوا عن رؤى رائعة حول كفاءة ومرونة الثعابين كمصدر للبروتين.

ثعبان الشجرة الخضراء

نمو أسرع

ذكر الموقع أن أحد الاكتشافات التي توصلت إليها الدراسة هو معدل النمو السريع للثعابين، مع زيادات يومية في الكتلة تتراوح من 0.24 إلى 42.6 جرامًا، اعتمادًا على نوع الطعام وكميته، ونمت الإناث بشكل أسرع من الذكور، ما أظهر إمكانية تحقيق كفاءة إنتاجية عالية في زراعة الثعبان.

وأضاف ان نسبة التحويل الغذائي، وهو مقياس أساسي في تقييم كفاءة تربية الحيوانات، بلغت 4.1% بالنسبة للثعابين، بما يتفوق على نمو الماشية التقليدية، ما يشير إلى أن الثعابين تحول الطعام إلى كتلة الجسم بشكل أكثر فعالية.

خيار صديق للبيئة

وجدت الدراسة أن الجزء الصالح للأكل من الثعبان، بما في ذلك الجلد واللحم، يشكل 82% من وزنه الحي، وهو أعلى عائد مقارنة بالعديد من حيوانات المزرعة التقليدية، وأن زراعة الثعابين توفر أيضًا العديد من المزايا البيئية والعملية.

وأضافت أن الثعابين من ذوات الدم البارد، وتتطلب طاقة أقل للحفاظ على درجة حرارة الجسم مقارنة بالحيوانات ذوات الدم الحار، مثل الثدييات والطيور، وتُترجم هذه السمة إلى انخفاض احتياجات الغذاء والموارد، ما يجعل الثعابين خيارًا صديقًا للبيئة.

زراعة الثعابين لها العديد من المزايا البيئية والعملية

حل لتحديات الزراعة الحديثة

أوضح الموقع أن اعتماد تربية الثعابين في الزراعة السائدة كان بطيئًا، ويرجع ذلك جزئيًا إلى المفاهيم الخاطئة حول جدوى تربية الثعابين في الأسر، والمخاوف من تربيتها، ولكن هذه الدراسة تتعارض مع هذه المخاوف، وأثبتت أن تربية الثعابين في الأسر لأغراض تجارية أمر قابل للحياة ومستدام.

وفي ضوء الحاجة الملحة لمصادر غذائية مستدامة بسبب تزايد عدد سكان العالم وتأثيرات تغير المناخ، قال الباحثون إن تربية الثعبان يمكن أن تكون بديلًا واعدًا لإنتاج الغذاء، فبصمتها البيئية المنخفضة، وكفاءة تحويل الغذاء العالية، وإمكانية استخدام النفايات كعلف، تجعلها حلًا متقدمًا لتحديات الزراعة الحديثة.