علماء يكشفون تفاصيل عالَم الدلافين وسر ودّهم مع الغرباء

ياسمين سعد
الدلافين

اكتشف العلماء أن الدلافين ودودة مع الغرباء، وأنها يمكن أن تصبح رمزًا للجنس البشري للعيش بسلام ومحبة، فما الدراسة التي أثبتت ذلك؟.


اكتشفت باحثة الدلافين، نيكول داناهر جارسيا، اكتشافًا عظيمًا في عالم الحيوان، عام 2013، بعدما راقبت مجموعة دلافين لمدة 5 سنوات.

وبينما كانت تقف فوق إحدى اليخوت قرب جزر البهاما، شاهدت 10 دلافين مرقطة، تسبح مسرعة تجاه مجموعة دلافين أخرى. ومن المعروف في عالم الحيوان، أن معظم الثدييات تهاجم الدخلاء، ولكن اليوم نرى هذه المجموعة التي تتكون من 120 “دولفين” يندمج بعضها مع بعض.

مراقبة لسنوات

راقبت جارسيا وزملاؤها مجموعة الدلافين لمدة 5 سنوات، وأجروا ما يقرب من 300 دراسة، ولاحظوا، في العام الأول، أنه توجد مجموعة صغيرة من الدلافين يعيش بعضها مع بعض، وفي العام الثاني وجدوا مجموعة أكبر من الدلافين من الذكور والإناث من مختلف الأعمار، تسبح معًا دون وجود إشارة إلى أي عدوانية بينهم، هذا بحسب ما ذُكر في موقع Science.

وقد لاحظ العلماء الدلافين حتى عام 2018 ولم يجدوا أي شيء مريب، ولكنهم اضطروا إلى التوقف نهائيًّا عام 2020، بسبب جائحة فيروس كورونا، وبعد التدقيق اكتشفوا أن الدلافين الوافدة هاجرت من منطقة اسمها Little Bahama Bank، وهي منطقة تبعد نحو 160 كيلومترًا إلى الشمال، وتشتهر ببحارها الضحلة وشعابها المرجانية وضفافها الرملية.

الدلافين تعيش بود مع الغرباء

الدلافين تعيش بود مع الغرباء

التزاوج من الغرباء

يحاول العلماء البحث عن دليل جيني لإثبات تزاوج الدلافين من المجموعتين، على الرغم من أنهم وجدوا أن ذكور المجموعة الأولى يتوددون إلى إناث المجموعة الثانية، فيسبح الدولفين الذكر على بطنه حتى يجذب الأنثى، ويتوقع العلماء أنه مع استمرار هذه الممارسات، قد يكون حدث تزاوج بين المجموعتين.

وتقول عالمة الرئيسيات بجامعة إيموري إليزابيث لونسدورف: “هذا التجمع السلمي بين المجموعات في الطيور والثدييات نادر الحدوث، فالهجرة السلمية لمجموعات بكاملها لا تحدث على نحو كافٍ، ولكن قد يوجد بعض أنواع من الدلافين أكثر قابلية للتوافق مع الغرباء من غيرها، ربما لأنها تمتلك مناطق محددة ولا يوجد حيوان مفترس تخشاه”.

الدلافين رمزٌ للسلام

اكتشف العلماء أيضًا قدرة الدلافين على تكوين صداقات مع الذكور الغرباء، عن طريق ملاحظة حركاتهم الجسدية، مثل لمس الزعانف الصدرية، والسباحة والغوص معًا. وبالإضافة إلى هذا اكتشفوا أنها تغطس وتسبح معًا، وتكون صداقات وتتزاوج لتعيش في محبة وسلام.

ولم يتوصل الباحثون حتى الآن، إلى سبب هدوء الدلافين في التعامل مع الغرباء، مشيرين إلى أنه بالبحث والتعمق، سيضرب الدلافين مثالًا للبشر، ذلك أن غاية الفطرة البشرية السوية هي أن يعيش الناس جميعًا في سلام ومحبة، بعيدًا عن التناحر والعداوات، فضلًا عن الحروب.

ربما يعجبك أيضا