على خطى نجاد.. الرئيس الإيراني يُبشر بـ «قرن المهدي المنتظر»

يوسف بنده

مع تأسيس نظام "ولاية الفقيه" في إيران بعد ثورة 1979م، تعززت مكانة الخطاب الديني الشعبوي، الذي امتد إلى خطاب رؤساء الدولة، ومنهم أحمدي نجاد وإبراهيم رئيسي.


في فترة حكم الرئيس الإيراني الأسبق، أحمدي نجاد، بين السنوات 2005 – 2013م، راج الحديث عن التحضير لظهور “المهدي المنتظر” وأن الدولة الحالية هي المنوطة باستقباله.

وذكرت الأحاديث المتداولة أن قدرات إيران النووية جزء من هذا الاستعداد، وطوال حكم نجاد، قام أنصاره في الداخل بحملة لما يسمونه “التمهيد” لظهور المهدي، وذهب العديد من رجال الدين والمفكرين إلى الاعتقاد فعلًا أن ما نعيشه الآن هو إرهاصات عصر الظهور.

على خطى أحمدي نجاد

خفت الحديث عن المهدي المنتظر في عهد الحكومة الإصلاحية التالية، بقيادة حسن روحاني، لكن تجدد الحديث عن دولة المهدي مرة أخرى في عهد الحكومة المحافظة الحالية، بقيادة إبراهيم رئيسي الذي وصفه المراقبون بالرئيس صاحب الخطاب الشعبوي، الذي يمضي على خطى أحمدي نجاد.

وتحتفل طهران اليوم 21 مارس، أول أيام شهر فروردين، للعام 1401، أي بداية القرن 15 من التاريخ الإيراني، بعيد رأس السنة الجديدة (نوروز)، الذي يمثل أكبر أعيادهم القومية.

وتعرض الرئيس الإيراني لانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي من الشباب الإيراني، لا سيما من القوميين، بسبب عدم ظهور مائدة السينات السبع “هفت سين” خلال تهنئته للشعب الإيراني بالسنة الجديدة، خاصة أن هذه المناسبة تمثل عيدًا جامعًا للأطياف والأعراق الإيرانية كافة.

رسائل عبر خطاب شعبوي

بطريقة الرئيس الشعبوي أحمدي نجاد، الذي كان يجوب المحافظات، اختار رئيسي مدينة “خرمشهر” في محافظة خوزستان النفطية الجنوبية المتعددة الأعراق، التي تعاني الفقر والإهمال والتظاهرات العمالية المتكررة، ليوجه رسائل للداخل والخارج.

وصرح رئيسي بأنه يشعر بمعاناة الناس خلال جولاته بالمحافظات، وأوضح أن مكافحة البطالة ودعم الإنتاج المحلي ومواجهة التضخم وتحسين المعيشة من أولوليات حكومته.

رئيسي وسياسة أقصى ضغط

سعى رئيسي لإظهار التفاف الجماهير حول حكومته، وقال إنها نجحت في إفشال سياسة “أقصى ضغط”، التي تمارسها الولايات المتحدة الأمريكية ضد بلاده، فاستطاعت إيران أن تستأنف صادراتها النفطية وترفع تجارتها الخارجية رغم العقوبات الأمريكية.

وذكر رئيسي أن طهران لن تساوم على برنامجها الصاروخي والفضائي خلال المحادثات النووية في فيينا، مشيرًا إلى استمرار دعم المليشيات في المنطقة، فقال “لقد أثبتنا أن قدرة الميدان تصب في مصلحة القدرة الدبلوماسية”.

قرن “المهدي”

مثلما كان يفعل أحمدي نجاد أيضًا، مزج رئيسي بين الأحداث السياسية الجارية والخطاب الديني الشعبوي، حيث تجري المحادثات النووية في فيينا، تزامنًا مع أزمة أوكرانيا وتهديد روسيا للقوى الأوروبية والأمريكية، وسط رغبة واشنطن في الحوار واستعادة العلاقات مع طهران.

وقال رئيسي إن القرن الجديد هو قرن ظهور “المهدي المنتظر“، وأضاف أن “هذا القرن، هو قرن اعتلاء الحضارة الإسلامية -الإيرانية النابعة من الثورة الإسلامية المجيدة”.

ويقوم النظام في إيران على مبدأ “ولاية الفقيه” الذي يمثل حكم الفقيه نيابة عن الإمام الغائب الثاني عشر من أئمة المذهب الاثنا عشري الشيعي، وهو المذهب السائد في إيران.

ربما يعجبك أيضا